نربى جميعا أولادنا على الحفاظ على أشيائهم وعدم عبث الآخرين بها, وعند إتلافها نعاقبهم ونحرمهم من أمور يحبونها مما يجعلهم يحافظون عليها, لكننا لا نهتم أبدا بمعرفتهم للملكية العامة وضرورة الحفاظ عليها لأنها أيضا أملاكنا وتنتمي إلينا والحفاظ عليها مسئولية كل منا, فعندما يحافظون على الأملاك العامة سيؤدون بذلك دورهم في الحفاظ على الوطن.

 وعن كيفية الحفاظ على المدرسة والشارع والحيوالمنطقة والوطن تحدثنا مع د. مديحة الصفتى,أستاذة علم الاجتماع فقالت: التنشئة الاجتماعية للطفل هيالتي تخلق بداخله الثوابت الأساسية تجاه كل من حوله, وهنا تظهر بوضوح مشكلة تربوية أساسية وهى تركيزنا على أهمية الملكية الخاصة دون الالتفات للملكية العامة, فنجد الطفل حريصا على نظافة سيارة والده ويرمى ما بيده في الشارع على أساسأن السيارة ملكنا والشارع ملك للدولة, نحافظ على البيت وأثاثه ولا نهتم بالمقاعد في المدرسة أو نظافتها, والمشكلة هنا تكمنفي الأهل ودرجة وعيهم بشأن الملكية العامة وكونها أملاكنا جميعا وعلينا الحفاظ عليها ليستفيد منها كل الأجيال القادمة,فإذا ربينا أولادنا على فكرة أن الشارع يخصنا ونظافته مهمة كنظافة البيت فلن يرمى الطفل أى شيء وسيتعلم الحفاظ عليه وسيحافظ على مدرسته ولن يحطم المقاعد خلال لعبه,وإذا استخدم وسيلة مواصلات عامة سيحافظ عليها كما لو كانت سيارته الخاصة, وهذه الأمور ليست صعبة لكنها تحتاج تعويدا من قبل الأهل ليشعر أن هذه الأملاك العامة تخصه ومسئوليته الحفاظ عليها,وإذا تعلم ذلك سينمو بداخله الشعور بالانتماء لكل ماحوله وسيحب الشارع والمدرسة والمحافظة التي يعيش فيها, لأنه سيؤمن أن هذه الأملاك العامة أملاكنا جميعا, ومن هنا يكبر الانتماء للوطن الذي يضم كل هذه الممتلكات, فلا نسمح لأحد بالعبث به, فالانتماء يبدأ بأمور صغيرة تنمو بداخلهم وتكبر وتتحول لارتباط بهذه الأشياء وهذه الأماكن, ونصحت الأمهات بالاهتمام بفكرة الملكية العامة لأنها تقضى على صفة الأنانية التي قد تظهر عند بعض الأطفال , وألا ينسوا أنهم بتعليمهم الحفاظ على الملكية العامة يعلمونهم حب الوطن.