أطفالنا لا يهتمون بالأمور السياسية ولا ماذا يحدث فى وطنهم، وأى برامج تتحدث فى مثل هذه الأمور يرفضون مشاهدتها ويصرون على متابعة برامج الأطفال واللعب على النت، الفترة الحالية ونحن نستعد للانتخابات الرئاسية القادمة تعد فرصة لجذبهم للاهتمام بما يحدث من حولهم، فكيف نستغل هذا الزخم من الأخبار عن الانتخابات فى تقوية انتمائهم لوطنهم.
عن ذلك تحدثنا مع د. جمال شفيق أستاذ علم نفس الطفل فقال: أطفال اليوم مختلفون جدا عن الماضى، فاهتماماتهم متنوعة وكثيرة ولكن نسبة كبيرة منهم لا يشغلون بالهم بما يحدث داخل البلد ويعتبرونه أمرا لا يخصهم, فهم يريدون تلبية طلباتهم ولا يشغلون أنفسهم بالأسعار أو الظروف الاقتصادية، وكل هذا يضعف تدريجيا انتماءهم للأشياء من حولهم, فالانتخابات الرئاسية وما يصاحبها من أجواء عامة وبرامج تستعرض إنجازات ومشاريع وخطط مستقبلية فرصة إذا كانت أعمارهم فى سن الاستيعاب لربطهم بوطنهم وما يحدث فيه، وقد بدأ ربط الأطفال بأجواء الانتخابات منذ ثورة يناير 2011 وتلاها ثورة 30 يونيو عندما بدأت الأمهات يصطحبن أبناءهن ومعهم الأعلام للمشاركة فى أى استحقاق دستورى، وبالرغم من أنهم ليسوا لهم صوت لكن ممكن خلق وعى وطنى حقيقى خلال هذا الوقت وأن نحدثهم عما يحدث وأن نعدهم باصطحابنا لهم ليشاركونا فى اختيار الرئيس القادم، ومن الضرورى أن تقرأ كل أم حتى تستطيع أن تجيب على أسئلة أبنائها التى ربما تكثر هذه الفترة، فزرع الانتماء يحتاج من الأم الاهتمام بالشرح والتوضيح وأن تشعره أن رأيه مهم حتى وإن لم يضعه فى الصندوق، فمن الممكن أن ينمى به وعيه عن شئون وطنه التى تؤثر فى حاضره ومستقبله، فالشهور القادمة وحتى الموعد الفعلى للتصويت فرصة حقيقية داخل كل بيت لإدارة مناقشات واعية مع أولادنا وبهدوء وألا نحرمهم من برامج الأطفال لكن نجذبهم للاستماع للمناقشات حول المشاركة السياسية، فالوعى لا يحدث فجأة لكن يحتاج وقتا والأجواء الحالية فرصة حقيقية لتربية جيل مهتم بما يحدث حوله من أحداث وليس غائبا عن كل الأمور المهمة وكأنه من بلد آخر، وختم حديثة مؤكدا ضرورة الاستفادة من هذه الأجواء فى تربية أولادنا على الانتماء لوطننا مصر.
ساحة النقاش