لغة الأوامرهي السائدة في معظم بيوتنا وعادة لا تنفذ بل وتخلق في أولادنا حالة من اللامبالاة إزاء كل شيء مرددين عبارة "اللي عاوزينه يعملوه", لذا إذاأردنا أن ننشئ جيلا مهتما ومشاركافي نهضة مجتمعه علينا بالمناقشة.
وحول أهمية النقاش في خلق الوعي يحدثنا د.دكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع قائلا : التنشئة الاجتماعية مرحلة أساسيةفي تكوين الطفل الذهني والأخلاقى , وكلما كانت قائمة على أسس ومعالم تربوية واضحة قدمت للمجتمع شابا مشاركا ومهتما بنهضة مجتمعه , فالتدريب على النقاش بشأن مختلف الأمور يزيد وعى الطفل, فعندما يسألنا بشأن أمر ما يراه في المدرسة أو المجتمع يجب أن نستمع لوجهة نظرة وما رأيه في الأسلوب الأفضل للتعامل مع هذا الموقف, وبالقياس نكرر الأسلوب في كل الأمورالتي تخصه, وهنا سيتعلم المشاركة لا التخاذل "وتكبير الدماغ", ويجب أن نجعله يتحمس للمشاركة في الأنشطة المختلفة في مدرسته ونقنعه أنه دوما سيتعلم شيئا من المشاركة , وعلينا طرح القرارات التي تخص الأسرة للنقاش ونستمع لوجهة نظره ولا نحجر عليها تحت دعوى أنه صغير وبلا خبرة , فالخبرة لا تأتى إلا بالنقاش والتجربة حتى في الأمور السياسية التي تحدث في بلدنا أو البلاد المجاورة,فإذا وجدنا له رأيا علينا الاستماع له ومعرفة من أين جاء به, فحرمان أولادنا من النقاش العائلي يجعلهم فريسة سهلة للاستقطاب الخارجي, ومن تعود النقاش لن يسهل السيطرة على عقله أوإقناعه بأفكار سلبية لأنه دائما سيفكر ويسأل, ومن يريد استقطاب أى شخص يختار النوع الذي اعتاد تلقى وتنفيذ الأوامر,أما من يفكرون ويتناقشون فلا يقتربون منهم, لذا فالنقاش أحد وسائل التنشئة الاجتماعية الإيجابية لمستقبل أطفالنا ومجتمعنا, وعلى الأهل ألا يملوا من النقاش أو يحسموه سريعا, فكلما استطاعوا استيعاب آراءأبنائهم زادوا إيجابيتهم في التعامل مع كافة الأمورفي المستقبل, وختم حديثه مؤكدا على ضرورة التريث والهدوء عند مناقشه الأبناء ليتعلموا منا أن للنقاش طريقة وأسلوبا, وأن علو الصوت لا يعنى الصواب لكن الهدوء والتفكير والتريث قبل أخذ القرار أدوات الأسلوب السليم في النقاش.
ساحة النقاش