طرحت الحكومات المتعاقبة منذ تحرير سيناء فى 1982 عدة مقترحات ورؤى مختلفة لتعميرها لتصبح حائط الصد الأول أمام أى عدوان خارجى، وقد نجحت القيادة المصرية الحالية فى إقامة عدد من المشروعات التنموية العملاقة بالإضافة إلى المنتجعات والقرى السياحية الموجودة بها بهدف إعمارها وجذب الاستثمار إليها، ومع حفر قناة السويس الجديدة ظهرت دعوات عدة للتبرع إلى تنمية هذه المنطقة، فكيف يرى المصريون هذه الدعوات.
فى السطور التالية حاولنا التعرف على رؤية المصريين لإعمار سيناء لنضعها أمام صانعى القرار للأخذ بها فى الاعتبار خلال معركتهم لتنمية أرض الفيروز..
فى البداية تطرح الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى رؤيتها حول كيفية تنمية وتعمير سيناء قائلة: يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسى جاهدا على ربط سيناء بالوادى من خلال إقامة عدة مشروعات على ضفتى قناة السويس وبالمنطقة اللوجيستية بما يوفر الآلاف من فرص العمل للشباب فى إقليم سيناء الحبيبة، فالتعمير والتنمية سبيلنا للقضاء على البطالة، وبالعمل والإنتاج سنعمر سيناء ولن يكون للإرهاب أى وجود فيها بعد الآن.
وتابعت: يحرص أعداء الوطن وفى مقدمتهم إسرائيل على أن تظل سيناء صحراء غير مأهولة بالسكان وخالية من المشروعات لكن الرئيس يدرك ذلك جيدا, لذلك فالحرب على الإرهاب وتطهير سيناء بداية قوية لتنميتها وتعميرها، حيث إنها مليئة بالخيرات كالمعادن والمواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات، لذلك أصدر الرئيس قرارا شديد الأهمية وهو منع تصدير المواد الخام مثل الفوسفات واستخدامها فى التصنيع المحلى والإنتاج ما يعود على خزانة الدولة المصرية وينعكس على الحالة الاقتصادية للمواطن.
وأشارت إلى أن دعوات التبرع لتنمية وإعمار سيناء يجب أن تكون من خلال جهات رسمية حتى لا تقع فى أيدى بعض الجمعيات الأهلية المشبوهة أو مجهولة الهوية والتمويل وبالتالى تستغل تلك الأموال لتمويل الإرهاب أو حتى إثراء القائمين على جمعها على حساب الشعب.
ودعت الشوباشى جميع وسائل الإعلام بتبنى خطاب إعلامى تنموى يشجع على ضرورة الاهتمام بتعمير سيناء وتنميتها كضرورة لسلامة الأمن القومى، كما ترى أن رجال الأعمال فى مصر لا يقومون بالدور الوطنى الواجب عليهم بإنشاء مصانع إنتاجية وتشغيل العمالة السيناوية بها.
وثمنت دور القوافل التى يتم تنظيمها من وقت لآخر إلى شمال سيناء بهدف مساندة أهلها، لافتة إلى أن شعب مصر كله فى خدمة سيدات سيناء أمهات وزوجات وبنات الشهداء ورد الجميل لهن يكون بتوفير كل احتياجاتهن وتقديرهن بشكل مناسب معنويا وماديا لفقدهن السند والعائل.
لأنك أمى
"زرع شجرة فى سيناء لكل مواطن سيجعلها أرضا خضراء" هكذا بدأت النائبة مايسة عطوة حديثها عن تنمية سيناء قائلة: إذا ساهم كل مواطن بثمن زراعة شجرة ستصبح سيناء جنة خضراء، لافتة مبادرة التبرع بجزء من الراتب لتنمية سيناء التى أطلقتها مع عدد من البرلمانيات بالتنسيق مع بنك مصر لاقت استجابة واسعة من جانب عدد كبير من نواب البرلمان.
وقالت: تم استثمار احتفالات عيد الأم فى الدعوة لتنمية سيناء من خلال مبادرة "لأنك أمى" وذلك لدعم هذه القضية الإستراتيجية، كما تم طرح حملة لاقتطاع جزء من هدية عيد الأم وتوجيهها لصالح إعمار سيناء، وبالفعل جمعنا 40 ألف جنيه فى احتفال تكريم الأمهات المثاليات باتحاد نقابات عمال مصر وتم تسليم جميع المتبرعات إيصالات بمبالغ التبرع، وما زالت الحملة مستمرة.
ودعت النائبة البرلمانية جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى بتفعيل الدعوة للتبرع بأجر يوم واحد من جميع العاملين للمساهمة فى إقامة مشروعات تنموية وإنتاجية على أرض سيناء، إلى جانب البدء فى إقامة مشروعات على نسق وتخطيط العاصمة الإدارية الجديدة بما يتطلب تضافر جميع الجهود لتحقيق ذلك حتى يتحقق حلم تعمير سيناء، معلنة رفضها لفكرة الإعانات فى التعامل مع أهالى سيناء، مقترحة إقامة مشروعات صناعية عملاقة للقضاء على البطالة مع الاهتمام بالمشروعات متناهية الصغر من خلال تدريب أمهات وأسر الشهداء على المهن والحرف اليدوية ومساعدتهم فى إقامة مشروعات خاصة توفر لهم جميع احتياجاتهم المادية دون تحميل الخزانة العامة للدولة أية أعباء.
مشروعات تنموية
يرى د. صلاح سلام، نقيب أطباء شمال سيناء أنه يجب الاهتمام بشكل خاص بشمال ووسط سيناء وألا يقتصر الأمر على مجرد كلام الخبراء فى المناسبات الوطنية، قائلا: إذا تم بناء مصنع كل عام منذ أن تم تحرير سيناء لأنشأنا 40 مصنعا حتى الآن، فإعمار سيناء وانتقال السكان إليها من جميع أنحاء مصر يقضى على أى أطماع سواء إرهابية أو عدوانية إسرائيلية، كما يجب التوسع فى إقامة مشروعات التنمية فى عمق سيناء بالإضافة إلى إقليم شرق القناة، فلدينا 156 كيلو مترا من القناة حتى رفح شمالا، ونحو 500 كيلو حتى طابا جنوبا وكل هذه المساحة يجب أن تنتشر بها المصانع كثيفة العمالة مع توطين السكان بها بما يمثل حائط صد منيع ضد الإرهاب أو أى أخطار خارجية، لافتا إلى أن المشروعات السياحية وإنشاء قرى الاستجمام غير كافية للتعمير، داعيا إلى منح كل أسرة شهيد عشرة أفدنة بشرط زراعتها وتعميرها خلال خمس سنوات ما يساعد فى تنمية سيناء بالإضافة إلى رد الجميل لتضحيات الشهداء.
كما دعا إلى ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا فى إدارة إنفاق قناة السويس الجديدة التى تمثل أحد المشروعات العملاقة التى تم إنجازها مؤخرا ما يوفر الوقت والجهد وجذب المستثمرين لإقامة مشروعاتهم الجديدة فى تلك المنطقة الحيوية، مشيدا بنجاح وزارة الصحة فى إيفاد الكثير من القوافل الطبية إلى سيناء الحبيبة، كما دعا وزارة التعليم العالى بالموافقة على اعتماد كليات جامعة العريش، مؤكدا أن إقامة مشروعات التعليم والصحة والثقافة أمن قومى فى سيناء.
ساحة النقاش