ينظر العالم إلى المرأة نظرة انبهار تدهش الجميع عندما يضعون أنفسهم مكانها،وهذه النظرة ليست من قبيلالعطف لكنها إجلال وتقدير لما لها من مكانة عالية وقدرة كبيرة على تحمل المسئولية, فهى وزيرة بيتها تدير شئونه الكلية وتنظيم حياتها وفق إمكانيات أسرتها المادية، فالاستهلاك اليومي إن كان بزيادة أو نقصان أو اعتدال فالمسئول الأول أو صاحبة النصيب الأكبر هى المرأة، لذا أدعو الجميع إلى وضعها نصب أعينهم والاقتداء بها فى التنظيم، فترشيد الاستهلاك لا يقتصر على شيء واحد فقط ولكن فى معظم أمور الحياة, فنحن فى أوقات كثيرة أو أغلب الأوقات نرى زيادة فى الاستهلاك اليومى ليس قاصرا على المياهأو الأطعمة لكن فى جميع شئون حياتنا.

يعرف الاستهلاك علميا بالسلوك المظهري، ويقصد به كل الأفعال والأنشطة التي يقوم بها الفرد فيما يتعلقبالطريقة التي يرغب فى العيش بها أو في الظهور بها أمام الآخرين، متمثلة فى الملبس والمأكل والمسكن، وتعكس تلك السلوكيات مظهراً من مظاهر شخصيته، وفى بعض الأوقات يتحول الاستهلاك من الإشباع الضروري للحاجات إلى المبالغة بشكل متزايد، أو الشراء واقتناء الأشياء حتى يظهر الشخص بالشكل الذي يرغب أن يراه الناس عليه، إذاً هو يعبر عن دافع نفسي أكثر مما يعبر عن الحاجات الضرورية المعتدلة له.

وعندما نتحدث عن ترشيد الاستهلاك لا نقصد به حرمان البعض أنفسهم من أشياء أساسية،لكنها دعوة إلى الاكتفاء بالمتطلبات الأساسية وعدم إهدار الماء أو الإسراف فى تناول الأطعمة وغيرها من الظروف الحياتية، وأذكر أنه عندما استشرىالغلاء وألقى بظلاله على كافة السلع كان للحكومة سابقة جيدة حيث تم موافقة لجنة القوى العاملة على القانون المقدم منها الخاص بزيادة العلاوات للمستحقين حيث اختصت العلاوات على منح علاوة خاصة وأخرى استثنائية للموظفين والعاملين بالدولة فى مختلف القطاعات ولم يتناس هذا القرار أصحاب المعاشات حيث جاءت هذه الزيادة لترفع بعض العبء عنهم.

إن اتخاذ المرأة للترشيد أسلوب حياة يجعل منها خبيرة اقتصادية فى الموازنة بين احتياجات أسرتها وواجبها تجاه وطنها، وبالرغم من أن التسوق في حد ذاته يمثل متعة لها إلاّ أن الدور التوعوي والتثقيفي هو الملاذ الآمن لكبح جماح هوس التسوق والذي يخرج الفرد أحياناً من الإطار العقلاني للشراء، وهنا يجب أن تلعب وسائل الإعلام والتثقيف المجتمعي المناط بمؤسسات المجتمع المدنى دوراً فاعلاً في التثقيف سواء كان على مستوى الأفراد أو المجتمعات لترشيد الاستهلاك وتحقيق التوازن الاقتصادي للمجتمع، ولإجبار التجار على ثبات الأسعار، كما تتحمل الأسرة ومؤسسات التربية والتعليم جزءا من المسئولية في إحداث ذلك التوازن، فالمرأة دائما هى صاحبة هذه الحقوق التى تجعل من المجتمع له رفعة، فعندما تنظم حياة أسرتها وحياتها الشخصية فمن الأكيد أن يكون للمجتمع رفعة وشأن عظيم،  فكل التحية والتقدير للمرأة التى تعلم بأن نهضة ورقى بلدها يعتمد بشكل أساسي على نهضة بيتها.

المصدر: بقلم : ضحى راغب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 510 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,700,569

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز