كتبت لك الأسبوع الماضى طرفا من مكالمة طويلة من الشاب أيمن 28 سنة، وهو خريج جامعة قناة السويس ويدرس الماجستير والدكتوراه، ووالده ثرى كبير بمدينة ساحلية، وقال أيمن: إن والده طلق والدته وهو فى سن السادسة وأخته إيمان فى الرابعة من عمرها، وأنه نشأ فى كنف والدته التى كانت شابة جميلة ولم تفكر فى الزواج من أجلهما، وأن والده استأجر شقة فى عمارة مقابلة لشقة أمه التى كانوا يعيشون فيها، وأنه كان يصمم على رؤية ولداه يوميا ويشترى لهما كل متطلباتهما لكنه كان يرسل لوالدته مبلغا ضئيلا من المال لإعاشة ولداه، غير أنه كان يصمم على أن يشترى هو بنفسه كل ما يلزمهما، أما أمهما فلا يسمح لها إلا بمبلغ شهرى ضئيل!
قال أيمن: إنه سأل أمه عن سبب طلاقها من والده فقالت أنها أصيبت بالسكر وضغط الدم من كثرة ما سمعته ورأته من مغامرات والده النسائية التى لم يكن يهتم بأن يتكتم عليها أو يخفيها فاعتبرت ذلك التصرف منه إهانة لكرامتها وطلبت منه الطلاق، فقال لها روحى وأنت طالق،
وغادر البيت على الفور! ولما سألها هل تلقت منه وثيقة طلاقها، قالت إنها سألته عنها فقال لها:
- بتسألى ليه يا أم أيمن؟
عاوزة تتجوزى ولا إيه! وقال أيمن إن أمه ردت على والده قائلة:
- لو كنت عاوزة أتجوز كنت اتجوزت وأنا عندى 32 سنة لما طلقتنى.. أنا عاوزة أطلب معاش والدى علشان يساعد فى المصاريف الدنيا بقت غالية جدا؟
وقال أيمن إن والده رد قائلا:
- هو ناقصك حاجة أنت والأولاد يا أم العيال؟
قالت: ناقصنى حاجات كثير أنا بقالى عشر سنين ما اشترتش لنفسى فستان جديد ولا جزمة جديدة وأنا عارفة إن ربنا كرمك فى الفلوس من وسع لكن ليس من حقى أن أطلب منك كسوة لى، أما كسوة الأولاد فأنت تشتريها وأنا لا أنكر.. فمن فضلك عاوزة قسيمة الطلاق علشان آخذ معاش والدى الله يرحمه!
***
ويستطرد أيمن.. قالت والدتى إن والدى وعدها بأن يزيد المصروف ولم يفعل لأنه كان مشغولا بامرأة جديدة فى حياته يقولون إنه تزوجها وإنها تركب أحدث سيارة فى المدينة اشتراها لها أبى، وإنه اصطحبها إلى الخارج فى رحلة طويلة، وكانت كل الأخبار كالمعتاد تصل إلى أمى من كل الناس.
وأكثرها من موظفى شركته الذين كانوا ولا يزالون يحبونها ويشكون لها من إنفاقه الكثير الذى يهدد الشركة بالإفلاس وخاصة إنفاقه على المرأة الأخيرة التى تضغط عليه لكى يكتب لها جزءا من الشركة، ولا نعلم هل كتب لها فعلا جزءا من شركته أم لا.. السؤال يا سيدتى أنا وأختى إيمان نفكر فى رفع قضية حجر على والدنا بدعوى السفه وحجتنا أن السيارة التى اشتراها لزوجته الأخيرة ثمنها يزيد عن سبعة ملايين جنيه.. بينما أمى المسكينة المكافحة الصابرة لم تشتر ثوبا جديدا منذ عشرة أعوام! ألا يستأهل هذا الرجل قضية حجر ويستاهل فضحه فى كل مكان من جراء مراهقته وحبه للنساء.
***
عيب يا أيمن أن تقول عن أبيك هذا الرجل، فهو والدك الذى طوال عمره كله لم يبخل عليك بشىء كما اعترفت أمك، صحيح أنه لم يمنحك سيارة خاصة حتى اليوم ولم يعط أختك ولا أمك أى امتيازات لكن المال ماله وهو الذى صنع هذا المال وهو حر فى إنفاقه كما يشاء، وطبعا أنا أقول لك ذلك لأن هذا هو الشرع والقانون، لكننى فى داخلى غير سعيدة ولا مرتاحة لما يقوله خاصة فى هذه السن المتقدمة!
لماذا لا تجلس يا أيمن أنت وأختك إيمان إلى والدك وتحدثه بالحسنى وزيادة حول هواجسك حول هذا الموضوع وتنتظر رده؟ ربما يكون مظلوما والسيارة الفارهة ما زالت ملكه ولماذا لا تطلب منه ما تريد وهو لا يتأخر عن أولاده، أما رفع قضية حجر أنا غير موافقة عليها.
ساحة النقاش