الشائعات دائما لا مفر منها فى أى زمان ومكان, فهي أسلوب يعتمد على قلة الانتماء والتقليل من عمل معين حتى وإن كان ناجحا وهذا ما نعيشه فى هذه الأيام ولا سيما ونحن تابعنا فى بعض من كلمات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يحذرنا من أن ننحدر وراء هذه التفاهات, فمنها ما يقال بين الناس فى الشوارع والمواصلات وأيضا مواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت لأنها بيئة خصبة لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة، وقد صاحب انتشار هذه الظاهرة التراجع الملحوظ في أداء وسائل الإعلام التقليدية، حيث نلاحظ العزوف الواضح في معدلات القراءة والاستماع والمشاهدة خاصة من جانب فئة الشباب.

وحيث إن حاجة البشر إلى المعرفة هي حاجة طبيعية ترتبط بحب الاستطلاع الغريزي في الشعور بالأمان ومعرفة كل مستجدات البيئة الداخلية والخارجية، والقابلية لتصديق الأخبار المثيرة دون التيقن من صدق المعلومات، وانخفاض الوعي الاجتماعي والسياسي، وزيادة أوقات الفراغ التي يمكن شغلها بالنميمة.

ومن المعروف أن الشائعات عبارة عن معلومات مغلوطة والتي تفتقر للأدلة وتنتشر في غياب واضح من الإثبات والبرهان، وفي ظل تلك الظروف يصبح الخط الفاصل بين المعلومة الصادقة والمعلومة الكاذبة غير واضح، وتكتسب الشائعات قوتها من خلال التكرار والانتشار الاجتماعي الواسع.

وسبق أن أشرنا إلى أن أهم عوامل انتشار الشائعات هوغياب المعلومات أوحجبها عن قصد وتأخر تدفقها من المصادر الرسمية أو الموثوقة، وبالتالي يلجأ الأفراد إلى المعلومات المتاحة حتى لوكانت مجهولة المصدر أو غير صحيحة, ونظراً للحاجة الملحة لمجابهة سيل الشائعات المتدفق عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، أفرزت التكنولوجيا الجديدة بعض الآليات لتحجيم تلك الظاهرة وفرز الأخبار الصادقة من الشائعات المغرضة، وتكون بمثابة مرجعية للتحقق من صدق المعلومات المتداولة إلكترونيا، ومن بين تلك الآليات موقع "سنوبس دوت كوم" وهو موقع عالمي يختص بالتحري عن مصداقية الأخبار والتصدي للشائعات وتصحيح المعلومات المغلوطة، ويقوم هذا الموقع بتقسيم الشائعات سواء كانت سياسية، اقتصادية، غذائية، صور كاذبة وتعني وجود صورة حقيقية بالفعل ولكنها مرتبطة بقصة غير حقيقية أو موضوعة في سياق مغاير لحقيقتها، ويعتمد هذا الموقع على بعض الروابط التي ترصد التناقض والازدواجية في المعلومات وغير ذلك من فلترة المعلومات للكشف عن صدقها من عدمه، ويمكن لأجهزة الدولة أوالجماعات الوطنية برابط يختص بالرد على الشائعات وتوضيح حقائق الموضوعات المثارة وتحذير الأشخاص الذين ينشرون الشائعات بغير وعي من زيف الخبر الذي يتداولونه، وعن طريق تلك الآلية يتم تحجيم عملية انتشار الشائعات على المواقع الإلكترونية.

وبجانب تلك الآلية لتحجيم انتشار الشائعات، تفرض بعض الدول مثل الصين رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي ويتم معاقبة من يثبت ترويجه للشائعات بالسجن لمدة ثلاث سنوات، كذلك تبين أن من أهم أسباب انتشار الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار "الحسابات الزائفة" وتستخدم هذه الحسابات لأهداف مضادة للدولة، وفي معظم الأحيان لا يكون صاحب الحساب إنساناً حقيقياً، وتهدف هذه الحسابات إلى إثارة الجمهور عاطفياً وغرس مشاعر سلبية تجاه جهود الدولة والمجتمع.

 وحتي يمكن القضاء على الشائعات والحد من مخاطرها يرى الخبراء ضرورة الاهتمام بتوعية المواطنين بشأن تقييم محتوى الرسائل المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل التورط في ترديد الشائعة والمساهمة في توسيع نطاقها لجماهير أكبر، وهناك عدة معايير للتأكد من صحة المحتوى المنشور من بينها عدم الاعتماد على مصدر وحيد في استقاء المعلومات واللجوء إلى مصادر متنوعة ومستقلة للتأكد من صدق المعلومة، واستخدام المصادر المعروفة والموثوق بها، وكذلك التأكد من وجود أدلة وأسانيد تدعم محتوى الرسالة، وأخيراً التأكد من هوية مصدر الرسالة وحقيقة توجهاته, فلا ننحدر وراء أى كلام يقال ولا نسمع لمن هم لسنا على يقين كامل من انتمائهم الكامل لوطنهم فليس كل من يتحدث يصدقه المستمع فهذه الشائعات تعمل على تقليل المستوى النفسي لدى البعض, فجرب مثلا أن تفعل شيئا وتنجح به ويأتى من يخبرك أنه سمع شخصا يقول لك أنك لم تنجز هذه المهمة بشكل جيد فسوف يتسنى لك أن تذهب له وتريد أن تفهم لماذا تقول هذا, فنحن نعلم من يريد لمصر الأمن والأمن ومنيريد نشر الشائعات لكى يريد مناله ولا يريد لمصر أمنا ولا أمانا, ولكن فى كل وقت يثبت هذا الشعب أنه يعرف من يريد الخير والسلام والحفاظ على هويته وأرضه فكل الشكر لهذا الشعب وحفظ الله مصر وحفظ شعبها.

المصدر: بقلم : ضحى راغب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 345 مشاهدة
نشرت فى 5 سبتمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,833,150

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز