ونحن نحتفل بالعيد ـ نعم عيد بكل تأكيد ـ الخامس والأربعين للذكرى العطرة لانتصار أكتوبر المجيد، فإننا نتقدم بالشكر والعرفان لأسود الجيش المصري العظيم، قادة وجنودا وضباطا، ونترحم على شهدائهم الأبرار، ونتعاطف بكل الصدق والامتنان لمصابي العمليات البطولية الذين دفعوا الغالي في سبيل تطهير الأرض المصرية واستعادة الكرامة الوطنية، أيضا لا ننسى دور المرأة المصرية المعطاءة التي لعبت دورا عظيما في انتصارنا التاريخي على المغتصب، فهي الأم التي دفعت بأبنائها إلى ميدان القتال،وهي على يقينأن ذهابهم يعني أحد الحسنيين: إما النصر أو الشهادة، واختارت عن طيب خاطر أن تقدم ابنها فداء للوطن، وهذا ليس بغريب على المرأة المصرية التي عودتنا في الشدائد أن تكون قدوة كل العصور وفخر الحضارات على مر التاريخ .
إن دور المرأة في تحقيق النصر لم يكن يقل أبدا عن دور الجندي الذي يحمل السلاح في ساحة القتال، حيث كانت تقوم في البيت بمفردها بدور كلا الشريكين: الرجل والمرأة، وتتحمل الأعباء والمسئولية كاملة حتى يعود زوجها ملوحا براية النصر مرفوع الرأس، وقد شهد العالم بأن المرأة المصرية كانت جنديا وقائدا داخل المنزل، ولم يكن أبدا دورها هامشيا؛ بل كان دورا أساسياً ومحورياً، فلن يستطيع الجندي العمل في الجبهة بذهن صاف إذا كان منشغلا ببيته وأسرته، ولذلك صدق القول أن المرأة هي صانعة البطولات والأبطال.
إذا كنا نحتفل الآن بمرور 45 عاما علىأغلى وأعز انتصار، انتصار أكتوبر المجيد؛ فإنه وجب عليناأيضا أن نتذكر المرأة المصرية العظيمة في المنزل وفي المستشفيات كطبيبة وممرضة وعملها في ظروف غاية في الصعوبة والمشقة، تلكالمرأة التي حصنت الجبهة الداخلية لتسطر أروع قيم التضحية والعطاء في تاريخ مصر المعاصر والقديم وأروع بطولة جماعية سطرها التاريخ.
لقد سجلت سجلات الشرف والمقاومة قصة امرأة قامت بعملية استطلاع خطرة وهي تحمل ابنها على كتفها كنوع من التمويه، كما يذكر التاريخ بكل فخر بطولات نساء السويس وسيناء الحبيبة في عمليات ومهام يفخر بها المصريون إلى ما شاء الله، وسنظل نرددها ما عاشت مصر صاحبة أعرق وأقدم حضارة عرفها التاريخ.
قراءة ممتعة مع عدد جديد من "حواء" بطعم النصر..
ساحة النقاش