لا أجد من الصفحات أو المساحة ما يتسع لسرد ما قدمته المرأة المصرية بكل حب وعطاء لدعم وطننا العزيز، والأمر لا يتوقف عند حد أي من المراحل الوطنية أو المناسبات القومية التي ترصد هذا بكل وضوح دون الحاجة لبحث، أقول هذا بمناسبة احتفالنا بالذكرى الـ 45 لانتصارات أكتوبر المجيدة والتي جسدت المرأة المصرية خلالها بل وقبلها بكثير أروع صور العطاء والبذل، ودعونا نعود إلى فدائيات بورسعيد ونضالهن ضد العدوان خلال العدوان الثلاثي على مصر، فما قامت به المرأة المصرية منذ عام 1967 وحتى استطعنا العبور بنجاح في 1973، فقد كانت الأم التي اتبعت وبجدارة اقتصاد الحرب الذي مكنا من تحقيق هذا النصر، حيث اقتصدت واكتفت بالقليل وبعدت عن الكماليات بل ودربت أبناءها رغم كل الظروف الصعبة في هذه المرحلة على الادخار، ثم أكملت هذا بزيارتها الشجاعة سواء كانت ناشطة مجتمعية أو متطوعة أو فنانة إلى الجبهة لدعم جنودنا وتقوية عزيمتهم، ثم من منا ينسى ما قامت به فناناتنا العظيمات من حملات لدعم المجهود الحربي، كل هذا كان ولابد أن يسفر عن النصر بل والعبور بجدارة، والأمر كما أشرت لم يتوقف عند هذا الحد فعظيمات مصر على مر التاريخ لم يكن ينتظرن الدعوة لمشاركة ودعم هذا الوطن والوقوف كحائط صد أمام كافة المؤامرات للنيل منه، لذا أكملن الدور وكما لمسنا هذا عن قرب مؤخرا بالتصدي للحكم الإخواني الغاشم، فالمشاركة في كافة الاستحقاقات الدستورية بقوة وثبات وبمشاركة أسرهن، حتى استطعنا أن نقف على بر آمن مرة ثانية، والآن وبعد هذا التاريخ الحافل الذي لا يمكنني أن أوجزه في صفحة أو حتى صفحات وإن كان التاريخ بلا شك سيخلده بأحرف من نور، لا يسعني ونحن نحتفل بذكرى أكتوبر المجيدة ألا أن أتقدم بالتهنئة لقيادتنا السياسية وجيش وشرطة مصر الأبية، وللشعب المصري والمرأة المصرية على وجه الخصوص، مطالبة نساء مصر سواء كن ربات بيوتأو عاملات، أمهات أو زوجاتلأبطالنا وشهدائنا الأبرار من الجيش والشرطة، مناضلات كل في موقعه، أن يكملن رسالتهن العظيمة خلال المرحلة المقبلة بالاستمرار كحائط صد لكافة المؤامرات التي تستهدف هذا الوطن من خلال المشاركة في انتخابات المجالس المحلية المقبلة سواء كن مرشحات أو ناخبات، من خلال الاستمرار في اتباع نمط الاقتصاد المنزلي من وجهة نظري من خلال البعد عن تخزين السلع والإبلاغ عن تلاعب البعض في أسعارها بل والعودة لتصنيع المنتجات الغذائية البسيطة في المنزل كوسيلة لمواجهة زيادة النفقات ومن ثم الادخار والاقتصاد ،من خلال دعم الهوية الوطنية لدى أبنائهن وتقوية أواصر علاقتهن بهم حتى يستطعن توجيههم بشكل غير مباشر لما فيه خير هذا الوطن، فاستمري عزيزتي فمازال الوطن يحتاج منك الكثير.. وكل عام ومصر الحبيبة بألف خير.
ساحة النقاش