يا بنت بلدي قالت لى قارئتى مهجة 28 سنة كيف أحبت زميلا لها بالجامعة يكبرها بخمس سنوات وهو وحيد أمه ووالده متوفى, وأعجبت به لأنه بار بأمه لا يتركها إلا للمذاكرة والجامعة, وبعد أن تخرج والتحق بالعمل طلب منها لقاء والدته, وتم اللقاء فى نادى المعادى ولم تعارض أمه إلا بقولها إن وائل ابنها يستحق أحسن عروسة فى الدنيا !
وانتظر وائل حتى تخرجت مهجة وتقدم وحده للزواج منها, وبسؤال والدها عن والدته قال: إنها تعبانة, وقرر وائل ومهجة أن يلتقيا فى شقة مفروشة حتى يستطيع أن يستأجر أو يشترى شقة تمليك لأن أمه كانت تعيش فى فيلا من دورين وكانت قد خصصت الدور العلوى لزواج ابنها, ولم تعرف مهجة عن مدى علم أمه بزواجهما, ولم يعرف والد مهجة ووالدتها أنها تلتقى به فى الشقة المفروشة وأنه يعاشرها كزوجة, وظل والدها يطلب منها ألا تفرط فى عرضها إلا بعد الزفاف, ولم يعرف أنهما يتعاملان كزوج وزوجة لمدة عام كامل, وظن والدها أن تأخير الزفاف من أجل العثور على شقة تمليك فقط, قالت مهجة أنه بدأ يتهرب منها ويختفى أياما طوالا, ولما سألت عنه كانت المفاجأة أن أمه قد جهزت وفرشت له الدور العلوى من الفيلا المملوكة لها وأنها أقامت له حفل زفاف كبير وزوجته من إحدى قريباتها, وأنه اختفى لأنه سافر لقضاء شهر العسل مع عروسه الجديدة!
***
واستطردت مهجة.. أصبت بانهيار عصبي وكنت بين نارين هل أحدث أسرتى بأنه دخل بى وعاشرنى معاشرة الأزواج سنة كاملة, وخفت أن يصاب أبى بذبحة صدرية لأنه أصلا مريض بالقلب لو عرف الأمر, وتطوعت إحدى صديقات أمى بالذهاب إلى أم وائل تخبرها بالحقيقة كاملة, وكان أن ردت والدته قائلة: ابنها الوحيد لا يعصى لها أمرا, وأنه طلقنى وأرسل ورقة الطلاق عن طريق قسم الشرطة منذ أيام, وقالت إنها مستعدة لدفع كل مستحقاتى (على داير مليم) على شرط أن أترك ابنها فى حاله وأنساه تماماً.
***
واستطردت مهجة أصبت بانهيار عصبى وامتنعت عن الطعام ولم أجرؤ على أن أقول لأبى إننى عاشرت وائل عاما كاملا, وفعلا طلقنى وائل تحت ضغط أمه وأرسل لى مستحقاتى كاملة, وقررت أن أعيش وأعمل وأنساه تماماً فهو لا يستحق حبى وحياتى!
***
واستطردت مهجة.. لم يعرف أحد أننى لست بكراً ولا حتى أمى وأبى, وعندما تقدم لى عريس محترم جداً بعد عام من طلاقى من وائل قال له والدى: إننى بكرا, وإن زوجى لم يدخل بى, وإننى ما زلت عذراء, وبصراحة تامة كدت أموت خجلا عندما كان أبى يتحدث بثقة عن هذا الأمر, ولم أعلن بل استأذنت وجلست فى غرفتى أبكى بكاء حاراً, بل فكرت فى الانتحار خوفا على أبى إذا عرف أننى لست عذراء ولست بكرا, وظل العريس يلح على أبى أن نعقد الخطبة وأنا أؤجل بقدر المستطاع, وأخيراً قالت لى صديقتى الوحيدة وكانت قد ألحت علي لمعرفة السبب فى بكائى وحيرتى وفقدان وزنى, فصارحتها, فقالت لى بكل ثقة: المسألة أبسط مما تتصورى ولا داعى لهذا الانهيار وكل الناس تفعلها! إنها عملية بسيطة لترقيع غشاء البكارة وكل البنات يعرفونها الآن خاصة اللائى تزوجن عرفيا دون علم أسرهن وبعدها تعودين عذراء كما قال والدك ولا داعى للانهيار .
واستطردت مهجة.. ضميرى يؤلمنى لماذا أغش الرجل الذى سوف أصبح زوجته؟ هل أبدأ حياتى معه بالغش لقد أجريت الجراحة فعلا ووجدت فى عيادة الطبيب عشرات الفتيات اللائى ينتظرن إجراء العملية, وأنا الآن عذراء كما قال والدى لكن ضميرى يحاسبنى, وكلما نظرت إلى عريسى الجديد أشعر بأننى مجرمة ونصابة وأنه لا يستحق أن أغشه, فهل أجد عندك ما يطمئننى, وأعرض عليك أحد حلين لا ثالث لهما- إما أن أرفض الزواج من أى أحد وأعيش وحيدة بعد الطعنة التى وجهها لى حبيب العمر زوجى السابق وائل, وإما أن أتحمل وأتزوج العريش المحترم الذى تقدم لى على أننى عذراء لم يمسسنى بشر, ماذا أفعل؟ وأعترف بأننى أخطأت خطأ جسيما عندما سلمت نفسى لزوجى السابق وهذا درس لكل البنات فى الدنيا وهو ألا تفرطى فى نفسك إلا بعد الزفاف والإعلان وإشهار الزواج.. ماذا أفعل.. دلينى وإلا فسوف أنتحر من شدة حيرتى؟
***
طبعا أنا ضد الغش, فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: "من غش أمتى فليس منى" صدق رسول الله, ولكننى بين نارين.. هل تضحين بمستقبلك من أجل خطأ ارتكبته بدافع الحب؟ أرجوك أن تهدئى وأن تبتسمى للدنيا وأن تطوى صفحة المساس وأن تبدئى حياة سعيدة مع الرجل المحترم الذى يريدك زوجة له على سنة الله ورسوله وأن تحافظى عليه وتكرميه!
ساحة النقاش