المجتمعات القوية هى التى تمكن شبابها من القيام بأدواره بفعالية لتحقيق أحلامه ونبوغه.. وبالاستغلال الأمثل لقدراته اللانهائية وطاقات الحماس.. وفورة الشباب التى تتحدى المستحيل وتشق طريق الأمل ليصبح حقيقة.. عقول تبتكر لتتحدى الأزمات وتواجه الصعوبات فقط عندما يأخذ الشباب فرصته لإثبات ذاته وعندما نحيطه بكل رعايتنا ودعمنا وحبنا بعيدا به عن كل من يحاولون جذبه إلى طريق الهاوية له ولنا.. ولهذا فلنسارع بكل الطرق من أجل أبنائنا بكل ما هو مفيد لتنمية ما لديه من مهارات وطاقات فى المجالات المختلفة.. ولن يكون ذلك إلا بتكاتف وتوحد كل الجهود.. جهودنا كآباء وأمهات مع جهود كل المجتمع لتوفير احتياجات الشباب وأيضا التركيز على صور نجاحاته ونبوغه.. والحمد لله فإننا نفخر بأن أبناءنا لديهم الوعي والصحوة نحو الخير وخاصة فى مجالات التكافل الاجتماعى والإحساس باحتياجات الآخرين.. يسارع بحب لتقديم المساعدات الإنسانية فى محاولة لتخفيف معاناة الفقراء من حوله.. وأيضا لتقديم المساعدات الطبية بقوافلها خاصة فى الأحياء العشوائية فنجد شبابنا الملىء بالخير يسارع لتكوين فرق لتقديم كل ما يستطيع من جهود للخدمات الاجتماعية والخدمات الطبية ومحو الأمية للكبار واكتشاف القدرات والمواهب للأطفال فى القرى والمناطق الأكثر احتياجا ولأطفال الشوارع ليشعروا بأهميتهم فى الحياة.. بل إننا نلمس عقول شبابنا المفكر المبتكر والمخترع من أجل خدمة المجتمع والذى يرفض كل الإغراءات الخارجية لاحتكار أو شراء اختراعه فقط لحبه لوطنه مصر.. كما نلمس نبوغه وتفوقه الرياضى وما يحققه من  البطولات العالمية يشرف بها مكانة مصر بين العالم.. وما يحصده أيضا من جوائز دولية وعالمية فى مجال البرمجيات الإلكترونية .

فعندما يشعر الشباب بقيمته داخل وطنه يصبح قوة حقيقية فى البناء والتغيير للأفضل والمشاركة الإيجابية بكل أدواره الحقيقية.. فى التنمية وتطوير المجتمع بقدراته وإبداعاته.. وفى مواجهة العنف والإرهاب حولنا الذى يستشرى فى منطقتنا العربية كما يجتاح العالم من حولنا.. ومن خلال التواصل بينه وبين شباب العالم يصبح قوة أكبر.. من أجل إقرار السلام وتعزيز صورة مصر الإيجابية واستعادة السياحة.. فقط علينا أن نفكر فى الأخطار التى تحيط بهم من كل من يريدون أن يستهدفوا أهم ثرواتنا البشرية من الشباب.. حاضر مصر ومستقبلها أيضا من الصغار يخلقون بداخلهم سلوك التطرف والعنف الدموى.. بأساليب ملتوية وغير مباشرة فى محاولة لتغيير قيمهم ومعتقداتهم.. يزرعون بدلا منها الكراهية لكل من حولهم ويغررون بهم باسم الدين فى مفاهيم مغلوطة الدين منها براء.. وهذا للأسف ما نراه من استقطاب شباب الوطن العربى لهذه العصابات التى لا يهمها إلا خدمة مخططاتها لهم ولأعداء البلاد من أجل إضعاف كل قوتنا داخل بلادنا وبالوطن العربى ككل.. ونحمد الله أننا أصبحنا أكثر وعيا، فقط علينا أن نتواصل مع أبنائنا كأمهات وآباء.. لخلق مساحات من التواصل والحوار الممتد والمشاركة الوجدانية والصداقة والتربية لخلق مفهوم الحرية المسئولة مع مساحات من التسامح لتلبية احتياجات أبنائنا النفسية إلى جانب احتياجاتهم المادية الأساسية.. وهذا هو طوق النجاة من طوفان ما يواجهونه من حولهم من الإغراءات سواء في النت أو في الفضائيات.. للبعد بهم عن قيمنا وأخلاقياتنا.. وتجاوز الخطوط الحمراء وتجسيدها لهم وكأنها أمر عادى.. أساليب ناعمة تسلبهم إرادتهم وتشل تفكيرهم وكأنها إدمان يتوحدون حوله فى جزر منعزلة داخل بيوتنا أو فى "الكوفى شوب" ونوادى النت التى تنتشر فى كل مكان في المدن والقرى والأحياء الشعبية والمناطق الراقية لتخلق إدمانا من نوع آخر يروج له أعداؤنا إلى جانب إدمان المخدرات والتطرف.

وكلنا ندرك أن أبناء هذا الجيل يختلف فى أسلوب حياته عن أجيالنا السابقة بكل هذا الانفتاح المعرفى والذكاء الفطرى فى التعامل مع أحدث وسائل التواصل التكنولوجي.. ولهذا علينا أن نمد أيدينا إليهم بالحب وبكل الوسائل التى تمكنهم من إثبات ذاتهم وتحقيق طموحاتهم التى ستعود على الجميع بالخير لحياة أفضل.

المصدر: بقلم : إيمان حمزة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 873 مشاهدة
نشرت فى 29 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,700,799

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز