لم يبق على حلول عام 2019 سوى أيام قليلة، وهو العام الذى خصصه الرئيس عبد الفتاح السيسى ليكون عاماً للتعليم، لذلك حرص مؤتمر "مصر تستطيع" فى نسخته الرابعة - والذى نظمته وزارة الهجرة ورعاية المصريين فى الخارج على مدار يومى 17, 18 ديسمبر - أن يكون للتعليم، وهو اختيار موفق وفى التوقيت الصحيح، وعندما شرفت بدعوتى لحضور هذه النسخة المهمة من سلسلة مؤتمرات "مصر تستطيع"، تذكرت المؤتمرات السابقة، التى بدأ مشوارها فى ديسمبر 2016 كأول مؤتمر للعلماء والخبراء المصريين فى الخارج تحت رعاية الرئيس السيسى للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم فى تحقيق خطة التنمية المستدامة 2030، ومنذ هذا التاريخ كان هناك أربع نسخ من "مصر تستطيع"، شارك فيها نحو 130 خبيراً وعالماً مصرياً من كل دول العالم فى مختلف التخصصات، حيث كانت النسخة الأولى فى عام 2016 بمدينة الغردقة تحت عنوان "مصر تستطيع.. بعلمائها وخبرائها"، وحضره 30 عالما وخبيرا مصريا، ثم كانت النسخة الثانية فى يوليو 2017بعنوان "مصر تستطيع بالتاء المربوطة"، بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، وتم الاستعانة فيه بنماذج من عالمات مصر فى الخارج، وتماشياً مع إعلان رئيس الجمهورية أن عام 2017عاماً للمرأة المصرية، أما النسخة الثالثة من المؤتمرات فكانت فى مدينة الأقصر بعنوان "مصر تستطيع بأبناء النيل" وبحضور 23 من علماء وخبراء مصر فى الخارج والمتخصصين فى مجالات الزراعة والرى وتكنولوجيا إدارة الموارد المائية، بهدف تحقيق التنمية العمرانية الشاملة للريف وحسن إدارة الموارد المائية، ثم انطلقت النسخة الرابعة منذ أسبوع بمشاركة 30 من علمائنا فى الخارج و11 هيئة وجهة حكومية، فى إطار إستراتيجية مصر لبناء الإنسان المصرى، والتى أسفرت - بعد15 ساعة من العمل المتواصل من خلال 12 جلسة نقاشية عن عدة توصيات كان من أهمها - ومن وجهة نظرى كأم أولا - محاولة الاستفادة من تجربة محافظة البحر الأحمر فى التغذية المدرسية التى تعتمد على الربط بين المدرسة والأسرة، مع الاهتمام بتحويلها إلى منظومة صحية تعليمية متكاملة تمنح تلاميذ المدارس من التسرب، وتساعد على تنمية شعور الانتماء للأسرة والمدرسة، وهى نواة الانتماء الوطنى السليم، بجانب الاهتمام بتدريس الأخلاق والسلوكيات الحميدة، وربط الطلاب بالموروث الشعبى والوطنى عبر تقديم المناهج بصورة شيقة، وقوالب فنية ومسرحية ملائمة، بهدف الحفاظ على الشخصية المصرية بالشكل الذى يضمن تحقيق الانضباط السلوكى فى شتى مناحى الحياة، مع ضرورة زيادة الاهتمام بالتعليم الفنى قبل الجامعى والجامعى، مع إتاحة الفرصة لخريجى التعليم الفنى قبل الجامعى للحصول على الدرجات العلمية الأعلى فى تخصصاتهم بعد سنوات من العمل، كما ركَّزت التوصيات على ضرورة الاستعانة بالخبراء والعلماء المصريين المشاركين فى المؤتمر فى تقييم المؤسسات التعليمية والمناهج وطرق التدريس، ووضع الخطط والبرامج التدريبية الداعمة لنجاح إستراتيجية تطوير منظومة التعليم التى تتبناها الدولة، ووفقاً للمعايير الدولية.. إن دعم الجهود الحكومية - من خلال وزارة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج - لتطوير منظومة التعليم قبل الجامعى، والجامعى، والتعليم الفنى لتلبية الاحتياجات المحلية والدولية لسوق العمل، وجهود تأهيل المعلم ورفع مستواه المهنى، ودور خبرائنا بالخارج فى دعم ترتيب الجامعات المصرية دولياً، كانت أسبابا لنجاح هذا المؤتمر.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش