بعد مرور 37 عاما على تحرير سيناء.. تعودنا أن نسمع الأغانى الوطنية ونشاهد الأفام الوطنية التى تعبر عن هذا الحدث التاريخى، حيث قدمت السينما المصرية مجموعة كبيرة من الأفلام عن حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة، وظلت هذه الأفلام متعلقة بأذهان الشعب المصرى ومواكبة لأعياد تحرير سيناء، ومع مرور السنوات تحولت تلك الأفلام إلى خريطة ثابت على شاشات التليفزيون.. واختفت الأفلام الجديدة عن سيناء، أحدث هذه الأعمال «الممر » للفنان  أحمد عز، والذى لم يعرض حتى الآن، ولكن بهذا العمل هل تعود الأفلام الوطنية إلى الشاشة هذا ما نعرفه فى السطور التالية...

يعد فيلم الممر من نوعية الأفلام التى تعيدنا للأعمال الوطنية المهمة بعد فترة من غياب الأعمال التاريخة خلال الـ 37 عاما على تحرير سيناء, وتدور أحداث الفيلم حول قوات الصاعقة المصرية خلال حرب الاستنزاف، وعلى رأسهم قائد المجموعة 39 قتال الشهيد إبراهيم الرفاعي، ويناقش المرحلة الزمنية بداية من حرب 1967 وحتى الأوقات الأولى من حرب الاستنزاف.

يقوم ببطول الفيلم مجموعة كبيرة بجانب أحمد عز، هند صبري، أحمد رزق، إياد نصار، محمد فراج،أحمد فلوكس،محمد الشرنوبي،محمد جمعة،أمير صلاح الدين، محمود حجازي، محمد البياع، أحمد صلاح حسني، كما يضم الفيلم أيضا كل من شريف منير وأنعام سالوسة وحجاج عبد العظيم كضيوف شرف، قصة أمير طعيمة في أول أعماله السينمائية، ومن إخراج شريف عرفة، وتم الاستعانة بفريق عمل أمريكي لتصميم مشاهد الأكشن والمعارك الحربية.

بالإضافة إلى أن الشئون المعنوية للقوات المسلحة المصرية قدمت المساعدات اللوجستية وتعاونت مع فريق العمل بشكل كبير.. كما أن فريق العمل من الفنانين تم تدريبهم لمدة شهرين في القوات المسلحة لتعلم كيفية استخدام السلاح بشكل صحيح،وتم تصوير جزء كبير من الفيلم في السويس والإسماعيلية, ويذكر أن التكلفة الفعلية للفيلم تخطت الـ ١٠٠ مليون، وتعد أكبر ميزانية لفيلم في تاريخ السينما المصرية وتم استخدام إمكانيات جديدة لتقديم الأكشن.

أسد سيناء

يعد أيضا هذا الفيلم من الأفلام التى أنتجت مؤخرا عن الأعمال الوطنية, ويقدم المخرج حسن السيد مجموعة من الشباب الذين يحبون وطنهم،وتدور أحداثهحول إحدى بطولات عودة سيناء إلى مصر من خلال شخصية البطل سيد زكريا، الذى لقب بـ «أسد سينا»، وذلك بعدما حاصره الإسرائيليون بكتيبة صاعقة لقتله، الفيلم تم تصويره فى أماكن حربية حقيقية محاكاة للأحداث، مثل مدرسة أنشاص ومدرسة الصاعقة وغيرهما من الأماكن العسكرية والصحراوية، والبطل سيد زكريا خليل هو جندى مصرى من سلاح المظلات المصرى وهو البطل الحقيقي لقصة الفليم، أحد شهداء حرب أكتوبر 1973، استطاع وحده إيقاف كتيبة كاملة من الجيش الإسرائيلى، وذلك بعد استشهاد كل كتيبته فى المعركة، وقد استشهد البطل فى الحرب وظل فى عداد المفقودين فى حرب أكتوبر ولا تعرف عنه أية معلومات، حتى اعترف جندى إسرائيلى شارك فى الحرب، وذلك فى حفل للدبلوماسيين، وقام بتقديم متعلقاته التى احتفظ بها طوال هذه الفترة إلى السفارة المصرية فى ذلك الوقت.

الرصاصة لا تزال فى جيبى

عبر المخرج حسام الدين مصطفى من خلال أحداث فيلم الرصاصة لاتزال فى جيبى عن مشهد رفع العلم المصرى على إحدى التباب الرملية فى سيناء بعد كتابة أبطال العمل بدمائهم على العلم وبعد تحرير سيناء من إيدى الإسرائليين فكانت أحداث الفيلم تدور حول مجند في الجيش المصري "محمد"، حيث يعود من غزة بعد نكسة عام 1967، وخلال فترة إقامته في غزة الفلسطينية لدى أحد الفلسطينيين الذين يساعدون الجنود على الاختباء يتعرف على أحد الأشخاص ولكنه شك في ولائه لإسرائيل، وبعد عودته إلى قريته، يتفاجئ بطلب "عباس" رئيس الجمعية التعاونية الزواج من محبوبته وابنة عمه "فاطمة"، لكن عباس كانت لديه أهداف دنيئة فقام بالاعتداء على فاطمة وهرب من القرية، احتفظ محمد برصاصة في جيبه بهدف الانتقام من عباس ردًا لشرفه وشرف ابنة عمه.

العمر لحظة

عندما نتكلم عن فيلم "العمر لحظة" للمخرج محمد راضى ونجاحه فى وصفه لعملية الخداع الاستراتيجى للجنود الإسرائيليين نتذكر على الفور مشهد رقص الصحفية وهي الفنانة ماجدة على الجبهة مع أبطال الفيلم، والذى تدور أحداثه حول صحفية تدعى نعمة متزوجة من رئيس تحرير الجريدة التي تعمل بها ويدعى عبدالقادر، حيث دأب الأخير على كتابة مقالاته التي تدعو إلى اليأس أثناء الحرب مع إسرائيل، بينما آمنت نعمة بأن العمل الوطني هو مفتاح شخصية المرء لذا اهتمت بالعمل التطوعي في أحد المستشفيات، وتعرفت على مجموعة من المقاتلين ومنهم محمود ضابط الصاعقة الذي يعاني من متاعب مع زوجته، وآخرون وهبوا أنفسهم لخدمة الوطن، صارت نعمة تحمل رسائلهم وتحل مشاكلهم وتسافر إلى الجبهة لرفع الروح المعنوية، تكتب عن الأمل والطموحات المشرقة في عيون الأبطال الجدد، تكتب عن معارك الاستنزاف، إلى أن تنشب حرب أكتوبر ويستشهد الكثيرون ممن عرفتهم نعمة، وصنعوا مجد بلادهم بدماء غالية.

ويبقى لنا سؤال يجيب عنه بعض النقاد السينمائيين،لماذا لم تنتج قبل الآن الأفلام الوطنية؟

فتقول الناقدة الكبيرة ماجدة موريس: موضوع تقديم أعمال سينمائية لها علاقة بالحرب أصبح غير سهل، فالشئون المعنوية أعتقد أنها المعنية فى تقديم التسهيلات لتقديم بعض الأعمال الوطنية على الرغم من احتياجنا الشديد لهذا النوع من الأعمال، فبالتأكيد أى عمل من النوع الوطنى فى أيدى الشئون المعنوية أكثر، لأنها الوحيدة القادرة على أن تعطى تصاريح للتصوير فى أماكن معينة أو يخص الدخول لمناطق خاضعة للقوات المسلحة وإنتاج هذه الأعمال.

تضيف موريس: الأفضل أن يكون هناك نداء للشئون المعنوية والقوات المسلحة والمنتجين والمجلس الأعلى للإعلام وغرفة صناعة السينما ونقابة السينمائيين، كل هؤلاء لابد أن يصلهم فعلا نداء أننا باحتياج لهذه النوعية من الأفلام.

أما الناقد نادر عدلى فيقول: إن السينما المصرية ومنتجيها على درجة عالية من الوطنية وبعد حرب أكتوبر قدمت ستة أفلام بعد أقل من عام من انتهاء الحرب وقد شاركت السينما فى هذا الحدث الكبير رغم أنها لم تحقق أى أرباح, ولكن حتى تعود هذه النوعية لابد أن تتدخل الدولة لتوفير المعدات الحربية لأنها باهظة التكاليف على المنتجين، كما أن هذه النوعية من الأفلام لاتصلح للعرض التليفزيونى ومعظم الأفلام من هذه النوعية تعتمد على وقائع حقيقية لعمليات حدثت وتحتاج دائما للرجوع إلى القوات المسلحة, وكذلك مؤلف ومخرج محترف حتى تظهر فى أفضل صورة.

وأشار عدلى، إلى أن الأفام التى تجسد بطولاتنا الوطنية جميعها تعد من حيث الكم غير كافية ونحتاج إلى إنتاج المزيد منها خاصة بعد أن تم عرض ما أنتج فى الفترات الزمنية السابقة لمرات عديدة واستهلك.

المصدر: كتب : حسان فاروق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 997 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,836,509

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز