احترمت الفنانة عبلة كامل في تصريحاتها القليلة عقب رحيل الفنان القدير محمود الجندي، الذي رحل عن عالمنا فجأة إثر إصابته بأزمة قلبية، عبلة ـ كما هو معروف ـ هي طليقة الجندي، وعندما تحدثت عنه ذكرته بكل ما هو جميل ورائع وإنساني، على عكس كثير من المطلقات اللاتي تشوهن وتحقرن وتنتقمن من أزواجهن السابقون، وهي لم تفعل ذلك إنما كانت ترد على شهامة ورجولة الفنان الراحل، الذي حكى في برنامج تليفزيوني عن مشاعر الاحترام والمودة التي تربطهما حتى بعد الانفصال، قال: "أول مرة رأيتها كان في مسلسل الشهد والدموع، وشعرت أنها إنسانه جيدة، بعد ذلك رشحتها معي لفيلم الطوفان، لأن المؤلف كان يبحث عن شخصية تجسد شخصية غير متزنة سيكولوجيا"، فإن تأتي هذه الشهادات من زوجين منفصلين منذ نحو خمس عشرة عاما؛ لهو أمر رائع وسلوك حضاري من فنانين.
الأكثر إبهارا هو ما قاله الجندي فيما بعد عن سر انفصالهما: "كان ليها بطولات ونجومية أكثر مني وده أثر فيا أوي، وخاصة أنهم يختاروني معها في الأدوار مجاملة لها وده لا يصح لأني راجل بحترم موهبتي ونفسي"!
الجندي كانت لديه نجومية لم تستغل في الغناء، حيث جمعتني به الصدفة في مدينة بورسعيد الباسلة على أحد المقاهي، ولأن أهل بورسعيد عاشقين للفن والغناء؛ فقد طلبوا منه إنشاد موال، ولم أكن قد سمعته "لايف" قبلها، ولكني اندهشت لهذه الموهبة التي لا يستغلها المنتجون وهو الذي بدأ حياته الفنية منذ السبعينيات، رغم علمي بإصداره ألبوم غنائي بعنوان "فقير"، إلا أنه لم يجد حظه من التوزيع المناسب، وهو مبهر في أدائه خاصة في فن الموال.
اندهشت كثيرا من الصفحات الفنية التي سلطت الضوء القوي على نقطة غير مضيئة في حياته لم تستغرق وقتا من حياته، وهي ما أسموه بالإلحاد، وهي السقطة التي عاد عنها وندم وتاب، في حين لم يذكروا أنه أحد أبطال حرب أكتوبر عام 1973، حيث خدم في سلاح الطيران لمدة 7 سنوات، وتم تكريمه عدة مرات، ولم يذكروا أنه عاش المرار عندما احترقت زوجته أمام عينيه في حريق منزله، ولم يركز الزملاء على تأسيسه لفرقة مسرحية لشباب قريته!
ساحة النقاش