إيمان الدربي
حكايتي عن بهية التي يعاني ابنها التنمر وتجده يتألم بدنيا أو نفسيا أو عاطفيا.
والحكاية من أولها أن كثيرا من الآباء والأمهات لا يعرفون كيف يحمون أطفالهم من التنمر والعنف والبعض الآخر لا يعرفون أصلا إذا كان أطفالهم ضحايا للسلوكيات المؤذية لأشخاص يتنمرون بهم داخل المدرسة أو حتى خارجها.
والتنمر كما يؤكد المتخصصون هو سلوك متكرر وليس حادثا منفردا يمارس من أطفال في موقع قوة كالأطفال الأكبر حجما مثلا أو الأكثر قوة بدنية أو هؤلاء الذين يتمتعون بشعبية بين أقرانهم، والمتنمر يقصد إلحاق الألم بالمتنمر به إما من خلال الأذى الجسدي أو الكلام أو السلوك المؤذي، ويكون الصبيان أكثر عرضة للتنمر البدني في حين تكون البنات أكثر عرضة للتنمر النفسي.
مشكلة التنمر مشكلة خطيرة، ولأن أولادنا هم همنا الأول في الحياة علينا حمايتهم من هذه المشكلة بتثقيفهم بشأن التنمر، فعندما يعرف الطفل ما هو التنمر سيصبح قادرا على تمييزه بسهولة أكبر، ومع تكرار التحدث بشكل منفتح عن التنمر فهذا يجعله مطمئنا بشكل أكبر .. قادرا على الحكي بسهولة عن التنمر الذي تعرض له أو شاهده.
أيضا مهم جدا تشجيع أطفالنا على مواجهة التنمر حتى لو كان هناك آخر يتعرض لهذا التنمر فيجب مساندته والوقوف بجانبه.
وعلى كل أم زيادة شعور ابنها بثقته بنفسه بإشراكه في أنشطة يحبها سواء رياضية أو فنية أو بتعلم لغة مختلفة، فعندما يمارس الطفل مثلا الإسكواش أو يتعلم الرسم بالزيت أو يتعلم الإسبانية كل هذه الأمور ومثلها تجعله شخصا واثقا في ذاته قادرا على مواجهة أي مشكلة يتعرض لها.
وأخيرا على الآباء والأمهات أن يكونوا قدوة في التعامل بلطف واحترام مع الأطفال والبالغين المحيطين بما في ذلك الدفاع عن الآخرين إذا تعرضوا لسوء معاملة.
أطفالنا هم حلمنا الذي نعيش من أجله ومعه.. علينا الاقتراب منهم وملاحظة أي مشكلة يتعرضون لها، والأهم أن نعرف جيدا كيف نصبح أصدقاء لهم.
ساحة النقاش