يسر فلوكس
إن اتصال الإنسان مع المحيط الذى يعيش فيه واحتكاكه المباشر بممارسات الحياة اليومية يساهم في خلق حالة من الوعي لديه بكل الأمور التي تجرى وتحدث من حوله ويجعله أكثر قدرة على معرفة الحقائق وطبيعة القضايا المختلفة، ومما لا شك فيه أن أكثر العوامل التي تؤثر فى الوعي لدى الإنسان بشكل عام الإعلام يليه التعليم ثم المؤسسات الدينية، لذا أجد أن أكبر إنجازات المرأة المصرية زيادة وعيها بكل متغيرات الحياة من حولها والقدرة على تفسيرها وتحليلها.
وقد أدركت المرأة منذ البداية ما أورده العالم ماثيو هنرى فى قوله "خلق الله المرأة من ضلع الرجل لا من رأسه حتى لا تسيطر عليه ولا من قدميه حتى لا يدوس عليها لكن من جنبه الأيسر حتى تساويه وتحت ذراعه حتى يحميها وبقرب قلبه حتى يحميها" ما دفعها للتفوق في دراستها والعناية باختيار شريك حياتها، لتنجح تباعا فى تربية أبنائها، كما أبهرت الجميع بتفوقها على ذاتها في تحقيق المعادلة بين الاحتياج والحقوق والواجبات وقدرتها في النجاح في العمل العام، كل هذا حدث بسبب الوعى الكامل لديها.
إن الوعى المستنير المتطور لدى المرأة جعلها قوية ذات فكر مختلف وسريع تستشعر الخطر وتجد الحلول، ما ساعدها فى أن يكون لها دور قوى في تنمية الوعى المجتمعى ضد العنف والتطرف، إلى جانب قدرتها على التحكم بمقتضيات الأمور وتوجيهها في المسار الصحيح لتحقق النمو لها ومجتمعها.
إن الحديث عن وعى المرأة المصرية إنما هو مثال لنضج العربية ككل فبالرغم من اختلاف الجنسيات واللهجات وتباعد الحدود، إلا أن المشكلات متشابهة والقضايا واحدة، صعوبات وتحديات تتعاظم يوم تلو الآخر يعزيها ثقافة المجتمع الذكورية التى تسلب حقها في العيش بحرية، إلا أنها نجحت بإرادتها الصلبة وقوة عزيمتها فى أن يكون لها دور فى بناء وإعادة تشكيلة المجتمع من جديد، فوعيها بحقوقها الدستورية والشرعية جعلها ذات كيان مستقل وأنثى متحررة على قدر كبير من معرفة ذاتها ولها السلطة المطلقة على نفسها متفوقة الطموح ثائرة الفكر متزنة الآراء طيبة القلب، فتحية لكل امرأة مصرية واعية نجحت وتقدمت وربت نشئا واعيا يحب وطنه ويزود عنه بكل ما يملك.
ساحة النقاش