بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا نوران كانت تتحدث مع والدتها عن مسلسلات رمضان وما أعجبها فيها وبعد أن تناولا أغلب الأعمال بالنقد والتحليل فاجأتها الأم بأن أكثر ما لفت نظرها كان فكرة النسيان أو فقدان الذاكرة وهو ما ظهر في بعض الأعمال..
لم تناقش والدتها تلك المسلسلات لكنها تحدثت عن أن ينسى الشخص بعض الأشياء أو أن يصاب بفقدان ذاكرة ويبدأ حياته صفحة بيضاء..
ابتسمت نوران لها وسألتها ترى هل تلك الحالة نعمة أم نقمة؟
أجابتها أمها أن كل شيء نعمة طالما هو في حدود لكن عندما يزيد يصبح نقمة, فأن ننسى بعض المضايقات أو الأشياء السخيفة التي تصادفنا في يومنا حتى لا نعكر صفو حياتنا بالتفاهات فهذه نعمة بلا شك, لكن أن ننسى دائما كل ما يمر بنا من أحداث وشخصيات أو نصاب بفقدان ذاكرة فهذا أصعب شيء ممكن أن يمر به الإنسان, فما معنى الحياة دون وجود الأمس بها بكل ما يحمله لنا من ذكريات.
قاطعتها ابنتها وهي تسألها حتى الذكريات المؤلمة أليس من الأفضل أن ننساها آه لو اكتشفوا دواء لمحو تلك الأحداث من الذاكرة.
ردت عليها الأم باسمة:
الحياة عبارة عن وجهين واحد ضاحك والآخر باكي والاثنين يكملان بعضهما البعض..
ماذا لو لم نعرف الدموع أو محوناها من الذاكرة وقتها لن نعرف أيضا معنى السعادة..كيف سنتعلم وننضج دون وجود ما يؤلمنا بجانب ما يجلب لنا الفرح.. المهم أن تكون هناك حدود لكل شيء ولا نجعل ما سبب لنا الوجع يسيطر على دفتر الذكريات ويمنعنا من أن نسعد في الحياة وننطلق نحو غد أجمل.
ساحة النقاش