كتبت : أسماء صقر

مع اتباع التدابير الوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا والتزام الجميع بالمنزل، اكتسبت الأسرة المصرية العديد من العادات والسلوكيات الصحيحة والتى مع تكرارها تصبح أسلوب حياة لكل فرد منا كغسل الأيدى بصفة مستمرة والحرص على تنظيم الوقت وتناول الوجبات المتوازنة لزيادة مناعة الجسم، فكيف نعود اطفالنا وابنائنا على الالتزام بهذه السلوكيات خلال فترة التعايش؟

فى البداية يقول د. جمال شفيق أحمد، أستاذ علم النفس السلوكي بجامعة عين شمس: نجحت الحكومة المصرية فى اتخاذ إجراءات احترازية وقائية واستعدادات ضخمة لمواجهة كورونا وتفوقت فى ذلك على العديد من الدول الأوروبية، ونتيجة التزام الشعب المصرى بتطبيق الحظر والبقاء بالمنازل اكتسبت الأسرة التواصل والحوار مع الأبناء وغرس الثقة بأنفسهم وتغلبهم على الملل وتوظيف أنشطتهم بالمنزل، ويعد تنظيم مواعيد الطعام وتعليمهم كيفية تنظيم الوقت أحد أهم مكاسب الأسرة من هذه الأزمة، لذا يجب استثمار هذه الأزمة في تعليم أبنائنا سلوكيات صحيحة حتى تكون نظام حياة، كما أنها فرصة لتعويدهم على الالتزام بأداء العبادات وكيفية استغلال وقت فراغهم بشكل صحيح عن طريق التوجيه والإرشاد السليم، ويعد قضاء الوالدين وقتا كبيرا مع الطفل فرصة جيدة لإكسابه أفكار ومهارات ومعلومات قيمة من خلال الحوار الأسرى.

 

تقول د. هاجر مرعى، خبيرة العلاقات الأسرية واستشاري الصحة النفسية: نجحت أزمة كورونا فى تدريب الصغير والكبير على حماية نفسه والاعتناء بصحته ومعرفة ما يحتاجه الجسم لتقوية مناعته، ومن المهم بعد انتهاء الحظر الاستمرار فى اتباع التدابير الوقائية، وبالنسبة للأطفال يجب تدريبهم على النظافة الشخصية وغسل الأيدى باستمرار مع مراعاة عدم شعورهم بالخوف الشديد والمبالغ فيه من الإصابة بالأمراض ومعرفتهم بأنها عادات يومية أساسية يجب اتباعها، فترسيخ الأفكار والسلوكيات عند الأطفال فى وجود الأزمة يضمن لنا التكيف المستمر مع الأمور حتى بعد الخروج منها، كما يجب أن يستوعب الأطفال أن الإنسان السوى المتعاون يهتم بالآخرين كما يهتم بنفسه، لذا يجب أن يتحدث الوالدان مع الطفل دائما عن النظافة الشخصية والتمسك بالعادات الإيجابية.

 

مصدر السلوكيات

يرى د. محمود أبو النور، أستاذ التربية المقارنة والإدارة التربوية ورئيس قسم العلوم النفسية والتربوية السابق ووكيل كلية التربية النوعية للدراسات العليا والبحوث بجامعة القاهرة، أن الأسرة هي مصدر سلوكيات الطفل والتى من خلالها يتلقى سبل الرعاية النفسية، ويقول: تحقق الأسرة للطفل التوازن العاطفى من خلال إعطائه الثقة بالنفس وإظهار مشاعر الحب والاحترام لرغباته واختياراته من قبل الوالدين وتقديم القدوة له من خلال تعليم الوالدين  له السلوكيات الحميدة كالنظافة، كما يكتسب الطفل الاتزان الانفعالي ويتعامل مع الآخرين بشكل راق ويتولد بداخله حب الذات وانتمائه للوطن، وفى ظل الظروف التي تمر بها البلاد على الوالدين إبراز الجانب الإيجابي للازم متمثلا فى الاهتمام بالنظافة والتطهير، وغرس حب القراءة والثقافة وممارسة الأنشطة المنزلية فى نفس الطفل.

 

ويؤكد د. إلهامى رفقى، أستاذ طب الأطفال بجامعة الزقازيق على أن العناية بنظافة الطفل أساس صحته، داعيا الوالدين إلى ضرورة تعويد الأطفال على غسل الأيدى بصفة مستمرة والحرص على النظافة الشخصية للوقاية من العديد من الأمراض، مشيرا إلى أن التلوث يتسبب في إصابة الطفل بحمى التيفود والنزلات المعوية، لذلك يجب تعويده على النظافة والتى تبدأ من المكان الذى يعيش فيه مع أسرته وغرفته الخاصة به في المنزل ومكان تعلمه سواء في الحضانة أو المدرسة، فعندما يشاهد الطفل كل ذلك نظيفا وجميلا يحرص على التمسك بالنظافة، وتعزيز تلك السلوكيات الإيجابية لدى الطفل يكون بالتشجيع والمشاركة وبالمكافأة سواء كانت مادية أو معنوية.

وينصح د. رفقى بضرورة غسل اليدين قبل تناول الطعام لأن الأيدي تكون على اتصال مباشر بالجراثيم المسببة للأمراض وتشجيع الطفل على غسل الأيدي بعد لمس الأشياء الملوثة، وكذلك الاستحمام بعد النشاطات والتمارين الرياضية.

 

أما د. حنان محمد فوزى الصادق، أستاذ أصول تربية الطفل ووكيل كلية التربية للطفولة المبكرة للدراسات العليا والبحوث بجامعة المنوفية فتقول: بعد انتهاء الحظر يجب الحفاظ على المهارات والسلوكيات التي اكتسبها الطفل وهنا يأتي دور الأسرة في منحه الثقة التي يحتاجها وتشجيعه على التعاون والمشاركة في أعمال التنظيف والطهي وغيرها ما يعزز شعوره بأهميته فى المنزل وخلق جو من الهدوء والانسجام الأسرى.  

وتؤكد د. حنان على أهمية تقديم الدعم النفسي للطفل وتعزيز المسئولية لديه حتى لا يصاب بأمراض نفسية كالاضطرابات المزاجية ونقص الانتباه والتركيز وتغيرات سلوكية واضحة كزيادة الحركة واضطرابات النوم، ولتجنب ذلك على الأهل دفع الطفل إلى ممارسة الأنشطة المحببة بالمنزل مع ضرورة إعطائه الحنان والشعور بالأمان لأن الأسرة هى المسئولة عن رعاية الطفل وإعداده لبناء شخصيته، مع أهمية مراعاة الاستقلالية والتكامل فى شخصيته فكريا ونفسيا وعاطفيا، ولأن حاجات الطفل ليست مادية فقط يجب على الأسرة تنمية مهاراته العقلية واللغوية وتشجيعه على البحث والاتطلاع وغرس القيم الوطنية وتنمية حب الوطن بداخله وإدراكه أهمية الحرص على حماية نفسه والآخرين.

المصدر: كتبت : أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 579 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,541

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز