بقلم : إقبال بركة

لاشك أن صورة العالم ستكتسب ملامح مغايرة تماما لما كانت عليه قبل كورونا، سوف يتغير ترتيب الدول فى طابور التقدم والتخلف لتتراجع الولايات المتحدة الأمريكية وحليفاتها الأوروبيات إلى الخلف، وتسبقها فى الترتيب كل من الصين وروسيا،كما يتوقع الخبراء الاستراتيجيون، بل أن هناك من تنبأ بأن تأتي الهند وشرق آسيا سابقة لكتلة أمريكا وحليفاتها(بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وكندا)، وإذا اقتصر حديثنا عن المرأة فكيف سيبدو عالم بناتنا وحفيداتنا فى السنوات المقبلة؟! عشنا نحن الأمهات معتمدين كل الاعتماد على ما أطلقنا عليه "الغرب" نستمد منه الوحي والإلهام ونقلده فى كل ما نتبعه من أمور، فى الموضة والملابس وتسريحات الشعر وما نعجب به ونتبعه بحماس من فنون ومن أعمال فنية وأفلام ونجوم السينما وخلافه، هل تذكرون مارلين مونرو وشعبيتها الكاسحة بيننا وحزننا الشديد يوم انتحارها؟! على مدى قرن كامل أو أكثر لم نتعب أنفسنا، نحن العربيات، فى ابتداع أى شىء يخصنا، وسرنا مغمضات العيون خلف نساء الغرب، فإذا فعلن شيئا فعلناه، وإن تخلين عنه نبذناه، وكلمة السر هى "الموضة" وعكسها كما نعرف جميعا هو البلدى! أي ما ينتمى لنا ولبلادنا فى الأصل!، فى بداية القرن العشرين تخلت أمهاتنا عن الملاءة اللف والبرقع والطرحة، وهرولن وراء "الفستان"  بكل أنواعه وأقمشته وألوانه، بل وتسريحات الشعر الملازمة له من "فريزيه" أي مموج  و "ليس" مسدل وناعم و "كات" أي قصير أو "ألاجارسون " مثل الصبى ! ..

لم نحاول ابتداع ترجمة لتلك الكلمات التى هى مزيج من الإنجليزية والفرنسية ويعرفها أى صبى حلاق فى محلات "الكوافير" !

  ورغم أن جيلى، فى الستينيات، نشأ فى أحضان الوطنية واستعادة الهوية العربية إلا أن اتجاه التقليد الأعمى للغرب استمر بلا أى عائق كأنه قدرنا الذى لافكاك منه! بل أن صبغ الشعر بالأصفر "البلوند" انتشر خاصة بين بعض الممثلات ممن لم يستشعرن حرجا فى أن يبدين صورة طبق الأصل من بعض الممثلات الأفرنجيات، هل سيتكرر هذا الأمر؟! الله أعلم!