بقلم : إقبال بركة

 هذه هى بنت مصر، السيدة العظيمة التى أبت أن يهان جندى مصرى لأي سبب ولقنت عدة رجال درسا فى الوطنية والكرامة الإنسانية، السيدة الرائعة صفية إبراهيم أبو العز بنت محافظة الغربية التى ذكرت المصريين بعظمة أمهاتنا وأخواتنا، وصوبت سهما قاتلا للسلبية واللامباة اللتين أصابتا الروح المصرية مؤخرا، فأشعلت مواقع التواصل الاجتماعى بعبارات الامتنان وذكر فضائل الأمهات، إنها ليست فقط سيدة القطار بل سيدة الكرامة الوطنية، هذه هي المرأة المصرية التى تذكرنا بالملكات الفرعونية فى صفحات التاريخ منذ آلاف السنين كحاكمة وراعية دينية ومحاربة دفاعا عن وطنها، والتى سجلت صفحات ناصعة للعديد منهن مثل حتشبسوت التى حققت إنجازات غير مسبوقة في عهدها، ومهدت الطريق لغيرها من الملكات مثل كليوباترا ونفرتيتي وغيرهن، السيدة صفية حفيدة حتشبسوت تجرى فى عروقها دماء العزة والكرامة والشهامة تزود بلا تردد عن أبناء مصر وتلقن الآخرين درسا قويا فى الوفاء والإنسانية وتصر على عدم إهانة جندى مصرى شاب، مهما كانت الأسباب، وقد أصدرت القوات المسلحة بيانا بالواقعة كما تواصلت معها رئاسة الجمهورية وتم عقاب كمسارى ومشرف قطار المنصورة 948 القاهرة اللذين أهانا المجند الشاب، الأهم من ذلك هو تعاطف مواقع التواصل الاجتماعى مع المجند الشاب وسيل رسائل الإعجاب والتقدير إلي السيدة الفاضلة، كما أهدت هيئة السكة الحديد كلا منهما اشتراكا مدى الحياة في القطارات، أرجو ألا تكون هوجة وتعدي، وأن يصبح تدريب المتعاملين مع الجمهور فى هيئة السكة الحديد على سلوكيات حسن التعامل قاعدة ثابتة كما وعد السيد وزير النقل العام، وكل التحية للمجلس القومي للمرأة بتعيين السيدة صفية عضوا به بفرع المجلس بالغربية، وأثق أنها ستكون إضافة جيدة لتلك اللجنة.

أوحت حادثة السيدة والمجند للطفل المصرى مهند عماد الدين  12)سنة) بفكرة إدراج مادة جديدة ضمن مناهج التدريس هي "مادة القيم واحترام الآخر" ورحب الرئيس السيسى بالاقتراح وأوصى بالعمل على تنفيذه، ليتحول بعد ذلك إلى مادة ستدرس اعتبارا من الصف الثالث الابتدائي خلال العام المنتظر، الطفل مهند فقد بصره، ولكن الله منحه البصيرة والذكاء وعزة النفس، وهو شاب متعدد المواهب فرغم صغر سنه فهو عضو بفريق الكورال بالأوبرا وقد حصد بطولة الجمهورية في السباحة وعدة جوائز أخرى في الموسيقى، إنه يذكرنا بعظماء آخرين مثل د. طه حسين، وهو بالمناسبة قدوته، ولابد أن نتوجه بالشكر لأسرة مهند التى قامت بتشجيعه ورعايته حتى تمكن من التغلب على إعاقته وتفوق على آلاف المصرين.