بقلم : إيمان العمرى
أصحابي الأعزاء صديقتنا مي كانت تتحدث بانفعال شديد في هاتفها وبعد أن أنهت المكالمة ظهر عليها ملامح التعب وبدأت أنفاسها تلهث بشدة..
سألتها والدتها عن السبب في كل ذلك فأخبرتها أن لها صديقة في العمل رغم أنها تتميز بالطيبة وتسارع في تقديم خدماتها للجميع فلديها صفة سيئة جدا, فهي كثيرا ما تضخم الأمور وتحول أي شيء بسيط إلى قضية كبرى تظل تتحدث عنها وتحلل فيها لمدة طويلة جدا..
العديد من المكالمات على مدار اليوم وأي محاولة لمناقشة الأمور بعقلانية وتوضيح أنها "تافهة " ولا تحتاج كل هذا الانفعال تقابلها الصديقة بالحدة واتهام الآخر بأنه لا يقدر مشكلتها ما تجعله ينفعل فيتضخم الموضوع أكثر وأكثر ويتحول لقضية كبرى وهو ليس أكثر من أمر "تافهة" لا يستحق حتى أن يذكر..
ردت عليها الأم مؤكدة أن تلك الصديقة ليست طيبة كما تبدو بل على العكس, وهي أيضا إنسانة فاشلة تعاني من الخواء الفكري وتريد أن يكون الجميع مثلها, ووسيلتها لذلك أن تدخلهم في متاهة التفاهات التي تسرق وقتهم وطاقتهم فلا يجدون مساحة ليقرأوا ويطورا من ذواتهم..
وللأسف هذا السلوك البغيض لم يعد مقتصرا على دائرة المعارف والأصدقاء بل امتد ليشمل أيضا مواقع التواصل الاجتماعي التي كثيرا ما يستغلها أصحاب النفوس المريضة في تضخيم موضوع أو إثارة قضية "تافهة" ويظل الناس يتحدثون فيها لفترات..
وأفضل شيء هو الحد من التعامل مع هؤلاء سواء في الواقع الحقيقي أو الافتراضي وأن يخصص كل فرد لنفسه أوقاتا محددة لكل أولويات حياته ويكون على رأسها تثقيف نفسه وتطويرها حتى لا يضيع في "متاهة التفاهات".
ساحة النقاش