بقلم : رحاب محسن
ظاهرة غريبة لم يعتد عليها المجتمع الشرقى بعاداته وتقاليده المتعارف عليها على مدار سنوات طويلة، وهى ظاهرة التحرر اللفظى والسلوكى لدى الكثير من السيدات على صفحات التواصل الاجتماعى وعلى السوشيال ميديا، فلم تعد فكرة الخجل من لفظ خارج أو تعبير مكشوف فكرة منطقة لدى بعض السيدات اللواتى يضعن تلك السلوكيات تحت مبدأ حرية التعبير فى زمن حرية المرأة.
الخجل والحياء من أهم صفات الأنوثة بالإضافة إلى أنها سلوكيات تثقل من جمال المرأة شكلا ومضمونا، وفى المقام الأول هى من القيم الدينية التى تحث عليها كل الأديان السماوية، فلماذا اختفى الحياء وتبدل الخجل بالجرأه لدى الكثيرات؟ لماذا تغلبت صفات المرأة "المسترجلة" على صفات الرقة والسلوكيات المهذبة التى توارثناها عن أمهاتنا وتمسكنا بها سنوات وسنوات؟ هل المتهم الأول فى هذا التحول هو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى وحرية التعبير التى أصبحت متاحة للجميع فى هذا العالم الافتراضى؟ وهل هذا التحرر الذى أصبح أسلوب حياة لدى الكثيرات جاء فى صالح المرأة وأسرتها والمجتمع؟ أم أنه أضر بالجميع؟
نصائح أمهات الزمن الجميل اختفت فى زمن الإنترنت وتبدلت السلوكيات، واحتلت اللهجة الصبيانية الموقف وتصدرت المصطلحات الشعبية المشهد، واختلط الأمر بين الرجال والنساء فى طريقة المزاح أو السخرية والتى كانت تقتصر على الرجال فقط فى جلسات السمر التى تجمعهم فى إطار ضيق يجمع بين الأصدقاء فقط.
الأمر يستحق وقفة لكى يعود ميزان الخجل والحياء لاتزانه ما زالت هناك سيدات وفتيات متمسكات بالقيم والعادات والتقاليد السلوكية والدينية، فهناك أيضا نماذج مشرفة من النساء المتعلمات والمثقفات والحاصلات على أعلى المراكز والمناصب، سيدات تتحلى بشياكة الحديث وبالأسلوب المنمق وبلباقة الكلمات وعذوبتها والتى سريعا ما تخطف قلوب ومسامع كل من يتعامل معهن، مصطلحات "العيب واللي ميصحش" ما زالت مصطلحات مهمة فى قاموس الكثيرين وهو ما نحتاجه لتربية جيل واع يعرف مضمون الكلمة وتأثيرها على الغير..
ساحة النقاش