بقلم : د. هالة يسرى
مع استمرار وتيرة استخدامات وسائل التواصل الاجتماعى وتزايد هستيريا إدمان الشات وظهور الكثير من العلاقات غير السوية وخاصة بين المتزوجين، حيث تعتبر الخيانة الزوجية الافتراضية على مواقع الشات أحد مظاهر هذه العلاقات والتى ترمى بآثارها المدوية على الطرف الآخر والأبناء، ويدب الخالف فى الأسرة، وغالبا ما تنتهى هذه القصص بدمار الأسر وتشتت أوصارها.
وحيث إن هذه أحد الصور الدخيلة على مجتمعنا ذات المنظومة القيمية العظيمة والعريقة والمصاحبة لاستخدام تكنولوجيا الإنترنت والتى يمكن الاستفادة منها بشكل أفضل لصالح الفرد والمجتمع والوطن، ولكن وعلى العكس يساء استغلالها بشكل لا يتفق والدين والأخلاق الحميدة.
فنجد بعض السيدات المتزوجات يدخلن فى علاقات غير شرعية لأسباب عدة بعضها يرجع لفتور علاقتهن بأزواجهن، أو عدم وجود التقدير والحب والاحترام، أو للعنف المتنوع الذى قد تتعرض له الزوجات، أو للانتقام من الزوج متعدد العلاقات، أو للتقليد أو للتجربة، وأحيانا تتجه بعض السيدات إلى هذا النوع من العلاقات نظرا للبخل العاطفى والحسى والمادى.
أما عن الأزواج الذين يمارسون هذا النوع من العلاقات غير الشرعية فأغلبها مرتبطة بالنزعة الذكورية وتبدأ عادة بالبحث عن المغامرة أو التسلية، أو قضاء وقت الفراغ للتفاخر والتباهى أمام الأصدقاء، وأيضا نظرا لوجود ساحة السماوات المفتوحة والتعرض لأفلام لا تتفق وثقافتنا وأخلاقنا وأدياننا السماوية، يبدأ الزوج فى محاولة لنسج غراميات لا تمت والواقع بصلة ولكنها تشفى فقط النعرة الذكورية، وقد تكون محاولة من الزوج لخلق عالم افتراضى تعويضا عن قصور نفسى وصحى واجتماعى اعتقادا منه أن هذا سيجمل حياته.
تخلف مثل هذه العلاقات الآثمة بيوتا هشة ونفوسا ضعيفة متبلدة، وغالبا ما تترك خلفها خلخلة فى العلاقات الأسرية وزيادة الخلافات وأحيانا الطلاق، والطامة الكبرى عندما يشب الأبناء على مثل هذه العالقات.
وهنا نسأل السؤال المحورى: هل الخيانة الافتراضية خيانة حقيقية؟ أدعى أنها خيانة حقيقية لأنها تؤثر على نوع وطبيعة علاقة الزوج بالزوجة سواء بشكل معلن أو غير معلن وهذا وبالتأكيد يؤثر على السلام والوئام داخل الأسرة.
وهنا دعوة للعودة إلى المودة والرحمة بين الزوجين، دعوة للتقارب النفسى، دعوة لإعادة صياغة من أجل بيت سعيد يعمل كل فرد فيه لإسعاد الآخر، ويعمره الحب والحنان والرعاية والاحترام.
ساحة النقاش