بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جنى كانت تشاهد مع جدتها سهرة تلفزيونية قديمة بعنوان "ليلة القتل الأبيض" والمأخوذة عن رواية للكاتب السويسري الألماني فردريش دورينمات، وتدور حول رجل أعمال تعطلت سيارته وهو مسافر ليلًا واستضافه أحد الأشخاص في بيته وكان معه مجموعة من الأصدقاء الذين كانت هوايتهم إعادة محاكمة الشخصيات التاريخية، واقترحوا أن يكون الضيف هو من يخضع للمحاكمة في تلك الليلة، وافق بتفاخر فقد كان يرى نفسه من أنجح الشخصيات وأنه استطاع أن يصعد بجده واجتهاده وبدأ يسرد قصته..
تعاملت هيئة المحكمة الوهمية مع كل ما قاله بأسلوب مختلف كشفت له فظاعة ما فعله وأنه سار على جثث الكثيرين ليحقق ما وصل إليه..
هنا لم يستطع الضيف مواجهة حقيقته وتعرض لضغوط كثيرة وسقط ميتًا..
علقت جنى على قصة العمل بأن فيها مبالغة، فلا يمكن أن يحدث القتل دون إراقة الدماء..
عارضتها الجدة مؤكدة أنه يوجد بالفعل العديد من جرائم القتل التي لا تقع تحت طائلة القانون وربما يكون الجناة فيها هم أقرب الأشخاص للمجني عليه..
اندهشت الحفيدة من كلام جدتها، فشرحت لها وجهة نظرها بأنه عندما يجد الفرد أن من يحبه ويكون على استعداد للتضحية بنفسه من أجله لكنه في المقابل يطعنه في ظهره بخنجر الغدر والخيانة وقتها تنهار مقاومته ويكره حياته ويكون أرضًا خصبة لكل الأمراض المميتة..
وأيضا حينما يقع إنسان رقيق وحساس وسط غابة من الوحوش الآدمية تقلل من شأنه وتتنمر عليه وتحرمه من أبسط حقوقه وكلما تحمل أزدادوا قهرا له، فلا يستطيع قلبه التحمل..
وهكذا ما أكثر الضحايا جرائم القتل الأبيض الذين يصرعون كل يوم.
ساحة النقاش