إشراف : منار السيد - أميرة إسماعيل - سماح موسى - هايدى زكى- أمانى ربيع
باتت تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات جزءا من حياة كل شخص,ففى حين أن استعمالها يعزز من العملية الإنتاجية وله فوائد عديدة فى الابتكار والسرعةإلا أن استخدامها يولد أيضا مخاطر قد تهدد الأمن القومى وتهدف إلى تغيير العديد من السلوكيات والقيم الاجتماعية وتغرس ثقافات وعادات وسلوكيات خاطئة.
حواء كان لها هذا التحقيق للتعرف على كيفية الاستخدام الآمن للتكنولوجيا وكيف يمكن الاستعانة بالمناهج الدراسية والجامعية للتوعية، ودور الإعلام وأدواته فى نشر ثقافة الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا والبعد عن مخاطرها التى قد تودى بمستخدميها إلى ما وراء القضبان.
البداية مع د. ولاء شبانة،استشارى الصحة النفسية والسلوكية وخبير التربية بالمجلس القومى للأمومة والطفولةوتقول: تعدشبكة الإنترنت مصدرا حيويا ومهما فى حياة كل شخص لكنه سلاح قد يكونسلبياأو إيجابيا، ورفع الوعى باستخدام التكنولوجيا للوصول للاستخدام الآمن من أهم سبل حمايةأنفسنا ومن حولنا، ولابد من التوعيةمن خلال المناهج الدراسيةبأهمية الوسيلة المتاحةوفوائدها وأهدافها الإيجابية فى حياتنا ومختلف المجالات كالتعليم والسياحة والإنتاج وغيرها، ومعرفه أن كل جانب إيجابى لهآخر سلبى ومخاطر، والتأكيد على أنه عالم افتراضى خال من الواقعية ما يتسبب فى مشاكل اجتماعية وأسرية وغيرها،فالمناهج الدراسية والجامعية لها دور كبير فى الاهتمام بعقولنا وزرع ثقافتنا وعاداتنا وسلوكياتنا وعدم الانسياق وراء الإغراءات الكاذبة الوهمية التى تهدف للربح الوقتى وقد تصل نهايتها إلى القضبان.
وتابعت: الخطا قد يقع فيه كل شخص ليس لديه وعى ومعرفة، وقلة الثقافة والوعى تجعلنا نتعامل بجهل مع السلبيات والمخاطر، لذا فالمعرفةهى منقذ لنا جميعا، فلا مانع من الوقوع فى الخطأ، لكن الخطأ درجات,فهناك من يستمر دون علم بأن ما يفعله خطأ, وهناك من تجبره الظروف لمسايرته كظروف ماديةأو اجتماعية، والآخر يدرك سريعا إما بمفرده أو من خلال من حوله وينقذ نفسه وهو ما تلعب عليه بعض التطبيقات والبرامج على صفحات التواصل الاجتماعى من خلال مجموعة من الأشخاص لتجنيد الأفراد من خلال برامج شات وغيرها وتلعب على مبدأ الظروف سواء الماديةأو غيرها والربح السريع الذى ينساق وراءه الكثير.
دورات وورش عمل
تدعوالخبيرة التربوية صفاء المعداوى, وكيل وزارة التربية والتعليم سابقاإلى وضع برامج وتنظيم دورات تعليمية وورش عمل توعوية فى المدارس والجامعات للمعلمين والطلبة والمختصين فى مجال الاتصالات والمعلومات بأمثل الإستراتيجيات وتعزيز المناهج الدراسية والبرامج والأنظمة للوقاية من مخاطر التكنولوجياوالحد منها على أن تطرق هذه الدورات والورش إلى التطورات التى تطرأ على الأجيال ومعرفةأن جيل اليوم يختلف عن الماضى بكل أفكاره وعاداته وسلوكياته, ومع التطور تطرأ علينا أفكار غربية وجديدةفعلى أولياء الأمور متابعة أولادهم والتأكد مما يشاهدونه، وأن يتناقشوا معهم بهدوء وبالمنطق بعيدا عن العنف والإجبار والضرب، ويحذروهم من الوقوع فى جرائم أخلاقية ومعرفةأن عقاب الانحراف ليس من الأهل فقط لكن من المجتمع والذى قد يصل إلى السجن وضياع حياة شخص خلف القضبان حتى لا يشعر مرتكب الجرائم أن طريق الانحراف صار سهلا ومأمون العواقب.
عالم افتراضى وربح سريع
حول دور الإعلام فى التوعية تقول د. ماجى الحلوانى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقا: للإعلام دور مهم فى نشر الوعى بل هوأﻫــم وﺳــﻳﻠﺔ للتأثير اﻟﺟﻣــﺎﻫﻳري وأكثر الوﺳــﺎﺋﻝ ﺗــﺄﺛﻳرا ﻋﻠــﻰ ﻋﻘــوﻝ وأﻓﻛــﺎر اﻟﻧــﺎس وتشكيلاﺗﺟﺎﻫــﺎتهم ﻧﺣو اﻟﻣواﺿﻳﻊ واﻟﻣواﻗـف اﻟﺣﻳﺎﺗﻳﺔ اﻟﻳوﻣﻳﺔ اﻟﺗﻲ نعيشها ونواجهها، وعلينا الاستعانة به للحد من المخاطر التى نواجهها وعرض سبل الاستخدام الآمن للتكنولوجيا من خلال البرامج التوعوية التى يتم نشرها عبر وسائله، ويزداد ﺗﺄﺛﻳر اﻹﻋﻼم ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﺿر ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد اﻟﻘﻔزة اﻹﻋﻼﻣﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﻳﺎ اﻻﺗﺻﺎﻻت ليتسع ﺗﺄﺛﻳره وﻳﺷﻣﻝ ﻛﻝ ﺟواﻧب اﻟﺣﻳﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ واﻻﻗﺗﺻـﺎدﻳﺔواﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ وغيرها.
وتضيف: تتفاقم المشكلة وتتطور وتدخل فى مجال الفوضى الإعلامية والإعلانية مع تعدد وسائل الاتصالات والمعلومات وغياب التوعية, وللأسف ينساق وراءها الكثير من الأفراد والشخصيات وهناك من ينساق بدون معرفه ووعى رغبة فى التقليدأو الذهاب وراء المغريات والإغراءات المختلفة وهو ما يسمى بالتقليد الأعمى لشخصيات افتراضيةأو مشهورة, فيجب توضيح من خلال برامج أو إعلانات وشخصيات مؤثرة مثل رياضيأو فنان أو مطرب بأن ليس كل ما يقال حقيقة ويحدث أو يهدف للربح السريع وتشجيعهم على الاستخدام الصحيح.
مشكلات وأزمات
تقول د. ماجدة باجنيد،أستاذة الإعلام بالجامعة الكندية: توقع التطبيقات التكنولوجيا الحديثة الكثيرينفىالمشكلات والأزمات لكن المشكلةأنها لن تقضى على مستقبلهم فقط بل يمكنها تخريب المجتمع لأنها وسائل إعلاميةلها قدرة كبيرة على الانتشار والتأثير,كما أنها أصبحت تقتحم البيوت وينساق وراءها الكبار قبل الصغار وتتسلل إلينا دون رادع وتنشر سلوكيات وعادات خاطئة من خلال تطبيقات افتراضية تدعو للربح السريع من المنزل,وهناك خيط رفيع بين الصواب والخطأ وكثير من الأشخاص فى كل أنحاء العالم يستخدمون التكنولوجيا للربح السريعبطرق مشروعة,وهناك من يقع فريسة لأطماعه ويدخل فى طريق الانحراف ببطء للحصول على المالويعمل على دفع غيره لهذا الطريق من خلال الإغراءات فى العالم الافتراضى.
الثواب والعقاب
أما د. مها عبد الناصر، عضو لجنة الاتصالات بمجلس النواب فتقول: القضية خطيرة وتحتاج إلى تنبيه الجميع حكومة ومؤسسات وقضاء وإعلام ومجتمع مدني، وعلينا دور كبير فى التوعية لكن مع التطور السريع فى مجال التكنولوجيا أصبح هناك صعوبة فى مواجهة التحديات والمراقبة وعلينا أن نعترف أنه من الصعب إيقاف أو منع الكثير من التطبيقات عبر صفحات التواصل الاجتماعى لما لها من أهمية كبرى فى كل المجالات وعلى كل المستويات وليس كل نشاط على الإنترنت مجرم، هناك صفحات وتطبيقات مفيدة جدا وتتمتع بأفكار خلاقة ومبدعة، ولكن يمكن أن يقع كثيرون ضحايا للانشطة غير الأخلاقية الأخرى من خلال تطبيقات غير معلومة هويتها أو الأشخاص المقيمين عليها وتعمل على جذب أفراد بمختلف الأعمار لتغير عقولهم ودخولهم عالم الانحراف بسهولة ولكن عواقبه مدمرة.
وتابعت:علينا كمسئولين دور كبير فى نشر ثقافة التعامل مع التحديات ومواجهة المخاطر الداخلية والخارجية بمختلف أشكالها وخاصةغير المباشرة منها كاستخدام التكنولوجيا وترشيد استخدام وسائل الاتصال والتكنولوجيا وبيان أهميتها الفعلية من خلال ندوات ثقافيةأو مؤتمرات وغيرها لما لها من أهمية, فالتكنولوجيا الحديثةأصبحت وسيلة لتقدم الشعوب أو هدم وخلل فى عقول وأبناء شعوب أخرى, وتعتبر قوانين الجرائم الإلكترونية رادعا عند الكثير ومحفزا قويا لمنع ارتكاب الخطأ والحد من التجاوزات التى تحدث عن طريق الاستخدام غير المشروع لمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاته، وتحول بعضها إلى الدعوة للاعتداء على الحريات الشخصية وشرف الأشخاص واعتبارهم أو النظام العام أو الآداب العامة.
التواصل الاجتماعى
أما عن ما يتم تداوله ونشره عبر مواقع التواصل الاجتماعى وإمكانية وضع ضوابط وآليات للتحكم فيه أو الرقابة عليه فيقول اللواء إبراهيم خليل، الخبير الأمنى: تعد مواقع التواصل الاجتماعى من أكثر الوسائل المستعملة للتعارف بين الناس وهناك من يعتقد أنها فضاء مباح ومنطقة فوق القانون ولا يوجد عقاب لما يتم نشره أو عرضه من خلالها, وهذا الاعتقاد غير صحيح لأن هناك قوانين ومواقف واضحة تجاه كل من يخترق القوانين ويتسبب فى خلل فى المجتمع ويهدد الأمن الوطنى القومى من خلال جرائم تنقية المعلومات التي يتم ارتكابها عبر شبكة الإنترنت وتخضع جرائم النشر لمواد قانون العقوبات المادة 102 والمواد من 171 حتى المادة 191 وتكون عقوبتها الحبس والغرامة, وعلى كل فرد أن يعلم أن القانون مسئول عن كل ما يعرض عبر وسائل الاتصال الخاصة مثل الصفحة الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى وتطبيقاته ويتحمل الشخص كافة المسئولية القانونية على ما يصدر منه, وقد يتسبب فى السجن والغرامةأيضا وهو ما لا يعرفه الكثير ويشعر أنه لا يوجد مراقبةأو حساب ويفعل ما يشاء له, وكانت حادثه فتيات التيك توك الأخيرة الشهيرة سببا فى إثبات أن هناك مراقبة وحساب رادع قوى لكل من يحاول أن يتسلل عبر قنوات غير مشروعة لتحقيق أهداف غير مشروعة من خلال تطبيقات لها أهداف سياسية واقتصادية للنيل بقوة وقدرة المصرى وهو ما لا يحدث بسبب قوة إداراتنا السياسية وقدرتها على مواجهة كل أنواع المؤامرات من الداخل أوالخارج.
***********
كيف تحمي » الراوتر المنزلي «
يمكنك ذلك من خلال اتخاذ عدة إجراءات وهي: تغيير كلمة مرور جهاز الراوتر الخاص بك وكلمة مرور شبكة الواي فاي وتفعيل الجدار الناري للراوتر وضبط تشفير الشبكة أو الطراز « wpa2« اللاسلكية الطراز الثاني بالإضافة إلى تحديث كل »wpa3« الثالث من الراوتر والبرامج الثابتة الخاصة بتشغيل أجهزة الراوتر.
ساحة النقاش