إشراف: منار السيد - أميرة اسماعيل - إيمان عبدالرحمن - سماح موسى - هايدى ذكي
تحملت المرأة على عاتقها مسئولية حماية الوطن ولم تتوان بالتضحية فداءلأجله، ولم تكن بمعزل عن المشاركة الوطنية في العمل الأمني، ودورها في الشرطة النسائية يثري من قيمة تضحيتها حيث استطاع العنصر النسائى إحداث تغييرا ملموسا في بعض مجالات الجهاز الشرطي، وليس ذلك وليد اليوم لكنه عطاء استمرمنذ بداية التحاق الفتيات بالشرطة حتى مشاركتهن في العروض القتالية بحفل تخرج أكاديمية الشرطة.
في البداية تقول اللواء حنان....،مساعد مدير شرطة السياحة الأسبق: في شهر مايو 1983ونتيجة الفكر المستنير للسيد اللواء د. عبدالكريم درويش أعلنت أكاديمية الشرطة المصرية لأول مرة في تاريخها فتح باب التقدم أمام الفتيات من خريجي الجامعات للالتحاق بكلية الضباط المتخصصين للاستعانة بهن في الأعمال الأمنية لتقديم نموذج متكامل للشرطة العصرية، ورغم حداثة الفكرة إلا أنه تقدمت حوالي خمسة آلاف فتاة تم اختيار 13 منهن فقط وقد أسعدني الحظ بأن أكون إحدى رائدات العمل الشرطي كأول دفعة من خريجات كلية الضباط المتخصصين.
وتتابع: الدراسة داخل الكلية هى عبارة عن برنامج تأهيلي يتكون من مواد شرطية وقانونية، وآخر تدريبي يشمل لياقة بدنية ودفاع عن النفس وجودو وكاراتيه وركوب الخيل ورماية وألعاب قوى، وكان الأمر يبدو غريبا على الضباط الذين يتولون تدريبنا لتخوفهم من درجة تحملنا للتدريبات الشاقة لكن سرعان ما تبدد الخوف أمام روح الإصرار والتحدي والجدية من الضابطات وظهر ذلك جليا في عرض التدريب الأساسي للطلبة المستجدين بعد 40 يوما، وبعد انتهاء العام الدراسي تم توزيعنا على الإدارات المختلفة وبمرور السنوات تم زيادة أعداد الضابطات والاستعانة بهن في مزيد من التخصصات أهمها تأمين الجامعات والمؤتمرات والمحافل الدولية والمباريات والزيارات الرسمية المهمة.
إدارة الأزمات
أما عن تأهيل الضابطات للانخراط فى العمل الشرطى خارج الكلية فتقول مساعد مدير شرطة السياحة الأسبق: اهتمت الوزارة بإتاحة ضابطات الشرطة للحصول على دبلومة إدارة الأزمات والكوارث أثناء الدراسة بأكاديمية الشرطة بجانب تواجدهن في قطاع حقوق الإنسان حيث إنه لهن دورا إنسانيا واجتماعيا من خلال التواصل مع المواطنين، لذلك تم الدفع بالعنصر النسائي في أقسام الشرطة لمساعدة السيدات المترددات على الأقسام وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وتذليل كافة الصعوبات أمامهم، بجانب تواجدهن في المطارات والموانئ كواجهة مشرفة لاستقبال ومغادرة الركاب، فمؤهلاتهن التعامل مع كافة الجنسيات بمختلف اللغات، كما تتواجد الشرطة النسائية لحماية المواطنين خاصة السيدات والفتيات من التحرش، بالإضافة إلىالتحاق العناصر النسائية بأول دفعة إطفاء وإنقاذ بالإدارة العامة للحماية المدنية.
التأمين
عن الأقسام الجديدة داخل وزارة الداخلية والتى كان للعنصر النسائى تواجدا داخلها فتذكر اللواء حنان أن الوزارة استحدثت أقساما أهمها الحماية المدنية في عمليات الإنقاذ وإطفاء الحرائق وقوات حفظ السلام الدولية والعمليات الأمنية والتدخل السريع،بالإضافة إلى خدمات التأمين للمواطنين والمنافذ والأماكن السياحية والأثرية والمحافل الدولية والمؤتمرات والمباريات وفي المناسبات الرسمية والأعياد والتجمعات والانتخابات فيتم الاستعانة بالضابطات والشرطياتبكل الإدارات خاصة مكافحة جرائم الاعتداء على الأطفال والنساء.
وتضيف: العناصر النسائية بالشرطة محل فخر وتقدير من القيادة السياسية والدولة، وهناك اهتمام ورعاية وتأييد ودعم من فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكلنا شاهدنا دعم سيادته في حفل تخرج الدفعة الجديدة من طلبة وطالبات الشرطة الذي حضره سيادتهوقدمت فيه الفتيات عروضا قتالية في مشهد انضباطي، وتأكيدهعلى قدرات الشرطة لمواكبة أعلىمعايير الاحترافية الدولية للأداء والتشغيل والمهنية وهو مايعني باختصار أن نساء الشرطة في مصر لديهن القوة والعزيمة والتحدي ونجحن في أن يحتلين ركنا أساسيا في التأمين.
أما عن تاريخ المرأة فى العمل الشرطى وترقيها فتقول: في 2014كانت البداية بعدما حصلت عزة الجملعلى رتبة لواء شرطة كأول سيدة تصل إلى هذه المرتبة، لتتوالى بعدها ترقيات ضابطات الشرطة ولأول مرة في هذا العهد الجديد يتم الاستعانة بالعنصر النسائي في قوات حفظ السلام والتأمين داخل المنشآت المهمة والمرافق الحيوية، كما تم الاستعانة بهن في التفتيش داخل المطارات وكان لهن دورا في رفع درجة التأمين في المطارات والموانئ علىمستوى مصر بنسبة 95%ولهن أيضا دورا أكبر في عودة السياحة الروسية وتوفير عنصر أمان بالتفتيش، كما شاركت الشرطة النسائية في تأمين الكنائس والمناسبات وقدمن شهيدات اختلطت دمائهن بدماء زملائهم الرجال من بينهن الشهيدة العميد نجوىالحجازي، العريف شرطة أمنية رشدي، العريف شرطة أسماء محمد، شهداء الواجب الوطني أثناء تواجدهن بخدمتهن أمام كنيسة المرقسية بالإسكندرية قبل أن تغتالهن يد الغدر والإرهاب عقب ثورة 30 يونيو.
الخدمة الإلكترونية
تقول اللواء رقية الصيفي، خريجة أول دفعة من خريجات أكاديمية الشرطة:أشاد العالم أجمع بالعرض القتالي لخريجات كلية الشرطة وأثبت أهمية العنصر النسائي الذى نجح فى التواجد داخل مختلف الإداراتوالتى كان معظمها حكرا على الرجل، فضلا عن مشاركتها في الإدارات الجديدة ومن أهمها التأمين والانتخابات وقطاع حقوق الإنسان والعاصمة الإدارية الجديدة، بجانب عملها فى الخدمة الإلكترونية مثل استخراج في ساعات قليلة شهادات الميلاد والبطاقة وجواز السفروالاستعلام عن المخالفات وإرسالها عن طريق الهاتف الشخصي للسائق حتى لايتمادى في ارتكاب المخالفات.
وتستكمل: خلال العشر سنوات الأخيرة أعطتالمرأة الشرطية الفرصة على قدم المساواة مع الرجل، حيث تم الاستعانة بهافي كافة الميادين، وأنصح خريجات كلية الشرطة أن يكن مثقفات ولديهن وعي بأهمية تحديث معلوماتهن والمحافظة على لياقتهن البدنية.
عروض قتالية
أما عن العرض القتالى الذى قدمته خريجات كليات الشرطة فيقول اللواء عادل محمود العمدة،المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا: فخور بابنتي وزميلاتها كأول دفعة من خريجات أكاديمية الشرطة تقدم عرضاقتالياأمام رئيس الجمهورية والذى عكس امتلاك المرأة قدرات قتالية عالية جدا بقليل من التدريب، كما يؤكدعلى ضرورة الاستعانة بالعنصر النسائي الشرطي في كافة المجالات، وقد كانت إشادة الرئيس بهذا العرض دافعا لتشجيعهن وزيادة ثقتهن بأنفسهن، كما يعد تأكدالرئيس على ثقته في الشرطة النسائية خطوة جيدة في إطار تنفيذ مستحقاتها والاستعانة بها في مجالات مهمة.
وأرجع اللواء د. سامح أبو هشيمة،أستاذ الاستراتيجية القومية بأكاديمية ناصر العسكرية نجاح العرض القتالي لخريجات أكاديمية الشرطة إلىلياقتهن البدنية العالية وحماسهن وتعلمهن لدرجة الاحترافية، مؤكدا أن العرض إعلان للمجتمع على استعدادهن للقيام بأي مهمة حتى لو كان دوراقتاليا غير مألوف.
ويقول: وجود الشرطة النسائية عامة ضرورة اجتماعية لتحقيق أهداف مجتمعية أهمها المحافظة على أمن واستقرار الأسرة والسلوك العام للفتيات والسيدات، ليس شرط وجود الشرطة النسائية لغرض قتالي الأهم دورها التواصل المجتمعي يؤكد على نجاح العنصر النسائي خاصة في إدارة قطاع العلاقات العامة.
ساحة النقاش