بقلم : د. رانيا شارود

على الرغم من السلبيات العديدة التى يراها الكثيرون فى الانخفاض الحاد فى درجات الحرارة خلال الأيام القليلة الماضية إلا أن قسوة البرودة دعتكل أفراد الأسرة للجلوس بالمنزل ليشعروا بالدفء، فتغير المناخ إذا كان له دور سلبى على المجتمعات إلا أنه قد يكون له دور فعال فى القضاء على حروب جديدة تستهدف مصرنا الحبيبة, حيث نقترب هذه الأيام من إجازة نصف العام والتى ستدفع برودة الطقس إلى قضاء معظمها فى المنازل لكنهم سيلجأون إلى الاستمتاع بعالمهم الافتراضي والمنصات الإلكترونية التى يشاهدونها والتى تعد سلاحا ذا حدين،حيث تستهدف الحروب الحديثة أولادنا وهدم القيم الجميلة وزرع أفكار هدامة للتعاليم الدينية والقيم السليمة وجعلهم يعيشون فى عالم افتراضى ينسجون خيوطهم مثل خيوط العنكبوت حول عقول أولادنا بأفكار خاطئة وآراء سلبية لمحو روح الانتماء للوطن وجعلهم فى حالة سخط وكره، بالإضافة إلى زرع الحقد والكره فى نفوس أولادنا مما نشاهده عليهم من عنف فى تعاملتهم داخل وخارج الأسرة وتكوين آراء غريبة لم نكن نسمع عنها من قبل مثل هدم القيم السليمة وعدم احترام الكبير.

هذه الأيام فرصة للآباء للقضاء والانتصار على هذه الحرب بتوعية أبنائهم من خلال الجلوس معهم بكل دفء وحب لتوضيح وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لديهم والتقرب منهم والحديث معهم لبناء شخصياتهم, لكن حذار من الملل من الحوار معهم لأنهم سيجدون أفكار الأبناء متغيره وفيها بعض الأخطاء واختيارهم القدوة الخطأء فخبرتهم قليلة ما يجعل خداعهم سهلا, فهذا الجيل يأخذ خبراته وثقافته من المنصات الإلكترونية التى يوجد بينها منصات مأجورة لها أهداف هدامه.

منذ سنوات كثيرة ومصرتحارب مثل هذه المنصات التى يديرها بعض الشخصيات التى تسلط الضوء على بعض النماذج التى ينجحون من خلالها فى زرع روح السلبية وتغيير بعض المفاهيم لديهم مثل أن المال هو أساس القيم، وأنه من السهل الحصولعلى المال الوفير من خلال محتوى لا قيمة له، وتهميش دور العلم والعلماء، فأبناؤنا يجدون عبر هذه المنصات بعض الشخصيات التى تمتلك مالا وفيرا وجميعهم غير متعلمين وبعضهم لا يجيدون حتى القراءة، بينما ينشر بعضهم القيم الخاطئة لتعاليم ديننا والأديان السماوية لنشر الأفكار السيئة التى تهدم الشعوب.

وأخيرا فرغم برودة وقسوة هذا الشتاء إلا أن الله سيجعله دفئا فى بيوتنا، وليكن بدايةللآباء لإنارةالطريق لأبنائهم وحمايتهم وتوجيهم بشكل سليم ليحافظوا عليهم من الحرب الباردة التى تستهدف مصرنا الغالية، لكن ما يجعل نفوسنا مطمئنة وعد الله بحفظها وحمايتها حين قال "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".