كتبت : أميمة أحمد

مواكبة لاحتفالات العالم بعيد الحب، يبحث الكثيرون من المحبين عن أفلام مصرية تحلق بهم في أجواء المناسبة؛ فلا يجدون أمامهم مفرا من السفر عبر الزمن لاستحضار لوحات أفلام الحب وكلماته مع نجوم الرومانسية بدءا من حقبة الأربعينيات حيث ليلى مراد ووصولا إلى نجوم الخمسينيات والستينيات،ونادرا ما يحقق مؤشر البحث رجائهم في مشاهدة أفلام رومانسية في السنوات الأخيرة، فهل اختفى الحب أم ظلمته الشاشة الجديدة، هذا موضوع جولتنا مع النقاد؟!

 

في البداية تقول الناقدة السينمائية فايزة هنداوي: نحن في حاجة إلى الأفلام الرومانسية مثلما نحن في حاجة لجميع أنواع السينما، فعلى السينما تقديم كل الأنواع وليس الاقتصار على نوع واحد من الدراما، ولكن نحن أصبحنا نعاني من الاستسهال في صناعة السينما أي عندما ينجح "الأكشن" ويحقق إيرادات كثيرة نجد كل منتجي السينما متجهين له مما يؤدي إلى اختفاء أنواع أخرى،بالإضافة إلى عدم المغامرة بإنتاج أنواع أخرى،ولكننا لا ننكر أن طبيعة الحياة اختلفت عن الماضي؛ فالحياة أصبحت أكثر سرعة وضغطا، فأصبح الجمهور يميل أكثر إلى مشاهدة الأعمال الكوميدية حتى يغير من حالته النفسية، حيثلم يعد لديهم وقت لمشاهدة الأفلام الرومانسية والحب في شكله القديم أيام عبدالحليم وشادية وعمر الشريف،إلى جانب أن الأفلام في السينما أصبحت تستهدف شريحة معينة من الشباب الأصغر سنا وهذه الفئة تميل أكثر إلى الحركة والمطاردات، كل هذه أسباب نعلمها، ولكن يتبقى في النهايةاحتياجنا إلى صناعة الأفلام الرومانسية.

من جانبه يوضح الناقد الفني أحمد سعدالدين بقوله؛ نحن في أشد الحاجة إلى الأفلام الرومانسية،فالأفلام في السبعينيات كلها تدور حول قصص الحب وكانوا أبطالها أمثال: محمود ياسين، حسين فهمي، نور الشريف، وكانت البطلات أمامهم نجلاء فتحي، ميرفت أمين، مديحة كامل وغيرهم من نجوم هذا العصر،حيث ظلت السينما الرومانسية مسيطرة لفترة كبيرة من الزمن، ثم بعد ذلك أصبحت السينما المصرية تميل إلى الواقعية أكثر،في حين تراجعت الأفلام الرومانسية، ثم جاءت فترة الألفينيات ومع ظهور الكوميديا وانتشار تأثيرها على السينما والجمهور تراجعت الرومانسية تماما وأصبحت مجرد قصة عابرة أو فكرة بداخل الفيلم، وهذه هي المشكلة الأساسية فمن بعد الكوميديا انتشرت أفلام الحركة والجريمة وبقية النوعيات من الأفلام، وبدلا من أن يتعلم الشباب الرومانسية أصبحوا يتعلمون اللغة السوقية والعنف، فتراجع الرومانسية في السينما ولد عنه مشكلة تقليد الجريمة والعنف في الشارع المصري،  لذلك نحن في حاجة دائمة إلى عودة الرومانسية إلى السينما المصرية.

في حين توضح الناقدة الفنية ماجدة موريس، إن أغلب صناع السينما يتأثرون بالواقع المحيط بهم؛ فالمشاعر لم تعد موجودة مثل الزمن القديم،وأحيانا عندما يوجد شخص رومانسي على طريقة الأفلام القديمة يسخر منه جميع من حوله وأصدقائه وكأن الرومانسية أصبحت عيبا في زماننا، وبالفعل أصبحت الرومانسية ضعيفة وقليلة جدا حتى الحب اتخذ مظاهر مختلفة، والمشاعر الكاذبة كثرت،هذا بالإضافة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أيضا كان لها تأثير كبير في عدم إقبال صناعة السينما على الإنتاج الرومانسي، بحيث إنها جعلت من كل الناس كتاب يشاركون برأيهم حتى لو غير مؤهلين وأصبحوا يتفوهون بالكثير من الأشياء غير اللائقة؛ فتغير المجتمع كثيرا ولم يعد يشعر بالحب والرومانسية،إلى جانب متغيرات المجتمع، مع العلم بأن صناع السينما يقدمون أفلامهم من خلال رؤية المجتمع نفسه.

أما الناقدة السينمائية الأستاذة حنان شومان فتتذكرواقعة كانت شاهدة عليها، وقت تصوير فيلم "الحب فوق هضبة الهرم"، وكان يتم تصويره في إحدىالمؤسسات الصحفية وبالصدفة مرت صحفية على موقع التصوير ورأت البطل رحمه الله والفنانة المشاركة أمامه، يصوران مشهدا حينها وهي تعنفه، كان من المفترض أنه فيلم رومانسي وهذا تعبير عن الحب فاندهشت الصحفية جدا، فهذا إن دل فيدل على أن الزمن تغير والجمهور أيضا والرومانسية اختلفت عن الزمن القديم، ولكنناجميعا في حاجة إلى الرومانسية إلىآخر الزمان،وتلتمس شومان العذر بسبب طبيعة العصر التي قد تفرض أحيانا على المؤلفين والمبدعين كتابة نوع معين لأنهم يعيشون نفس الواقع مثلنا تماما، خاصة وأن شكل الرومانسية اختلف؛ حتى أننا إذا أعدنا صناعة قصة مثل"روميو وجولييت" على سبيل المثال، من المؤكد أنه سيكون بشكل مختلف عن فترة سابقة، سوف يكون بشكل مناسب لهذا العصر ولغته وطريقته لأن تفاصيل الحب نفسها اختلفت، والرومانسية أصبحت عبارة عن رسالة هاتفية أو مكالمة على الموبايل، فهل ممكن في يومنا هذا أن نعيد إنتاج فيلم من أفلام العظيمة شادية وصلاح ذو الفقار، في النهاية تلخص شومان بقولها إناختلاف الحياة وتفاصليها جعلت الرومانسية تختفي وجعلت المبدعين كتابايعبرون عن هذا العصر.

المصدر: كتبت : أميمة أحمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1230 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,777,968

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز