بقلم : د. حنان سليمان

على الرغم من الأعباء المالية التى يتحملها رب الأسرة وزوجته خلال شهر رمضان الكريم الذى نودعه خلال ساعات قليلة لنستقبل عيد الفطر أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات نتيجة العزومات الرمضانية التى ترفع خلالها البيوت المصرية شعار "يجعله عامر" فضلا عن ياميش رمضان وشراء ملابس العيد و"فطرته" من كحك وبسكويت وشوكولاتات إلا أن هناك بعض العادات التى لا يمكن للكثير من البيوت الاستغناء عنها ومنها عزومة العيد خاصة من قبل الإخوة الأكبر أو من قبل الوالدين لأبنائهم المتزوجين والتى يشعرون خلالها بلم الشمل ودفء العائلة.

أجواء أسرية جميلة نعيشها فى مثل هذه العزومات لكن اللافت للنظر أن عادة الإسراف التى يعانيها البعض فى عزومات رمضان انتقلت إلى أيام العيد لنجد العزومة الواحدة تستنزف ميزانية الشهر تحت شعار "العيد فرحة" فى الوقت الذى يمكن لأى ربة منزل تنظيم تلك العزومة بتكلفة بسيطة مع التنويع فى الأطعمة المعدة على مائدة العيد والتى تفى بالغرض من العزومة وهو لم شمل العائلة.

أكلات عديدة غنية فى محتوياتها الغذائية وقليلة فى تكلفتها المادية يمكن اعدادها خلال عزومة العيد وفى مقدمتها المأكولات البحرية والتى يشتاق إليها المصريون جميعا نتيجة عدم تناولها خلال أيام الصيام، فضلا عن الرنجة التى تحل ضيفة على الكثير من البيوت.

لا شك أن الشرائع السماوية دعت جميعها إلى عدم الإسراف، وكنت قد كتب مقالا تحت عنوان "ولا تسرفوا" دعوت خلاله قارئات حواء إلى الاقتصاد فى إعداد الأطعمة الرمضانية وتجنب التبذير وطهى كميات زائدة عن الحاجة، وها أنا أجدد دعوتى لقارئات المجلة بالاستفادة من تعاليم الشهر الكريم وروحانياته واعتمادها منهج حياة، ولنتذكر سويا كيف كان يعيش رسول الله على الأسودين، ولطالما أوصانا فى وصفة طبية نبوية لتجنب أمراض المعدة والتى تسببها البطنة –كثرة الأكل- فى قوله "بحسب ابن آدام لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".