ابـتـسام أشـرف

ما أجمل أن نوثق اللحظات الجميلة بصورة أو كلمة نسترجع بها الذكريات بعد مرور السنوات، لكن هل ينبغى أن نشارك الجميع تلك الذكريات أو اللحظات أم أنها أمور خاصة يجب ألا يطلع عليها أحد؟

كثيرون يتشاركون كلمات ورسائل الحب التى يعبرون بها عن مشاعرهم لمن يحبون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتتحول مشاعر الحب من نظرات أو همسات أو حتى رسائل إلى منشورات يشاهدها الأصدقاء، فهل تعكس تلك المنشورات مشاعر الشخص الصادقة أم أنها عبارات خادعة يتجمل أصحابها ويتصنعون بها السعادة والحب؟

في البداية تقول جميلة عرفة، مهندسة: لا أفضل التعبير عن مشاعرىعبر مواقع التواصل الاجتماعي،فإذاأردت أنأقوللزوجيأننيأحبه سأذهبإليهمباشرة وأخبره،وإذاأردتأنأقولله حفظك الله لي سيكون وقعها أفضل حين أنظر في عينهوأقولها .

أما مروة ياسين، ربة منزل فترفع شعار "هنونىوادعولى" حيث تتشارك منشوراتها مع أصدقائها عبر صفحة فيس بوك طلبا للتهنئة أو دعوة صادقة بدوام السعادة والهناء، وتقول: لكن أحبأنأشاركالأصدقاءبالأدعية لأسرتي وزوجي، فهي تأتي أمامي وأضغط على مشاركة لعلأحد يرى المنشور ويدعولأسرتي .

وترى يوستيناسمير، محاسبة أن مواقع التواصل الاجتماعى باتت جزءا من حياتها اليومية، بل وبديلا للرسائل الورقية، وتقول: نعيش حياتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن الطبيعيأنتكون وسيلة للتعبير عن الحب، فالجميعيفعل ذلك، لذا لا أجد ما يمنع من نشر عبارات الحب أو الأمنيات بالتوفيق والنجاح لمن نحبهم عبر حساباتنا الشخصية.

عالم افتراضى

بين مؤيد ومعارض تباينت آراء القراء، فكيف يرى الخبراء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى للتعبير عن المشاعر بين الأحبة والشركاء؟ وهل تعكس تلك المواقع المشاعر الصادقة أم أنها مجرد وسيلة للتجمل؟

يرىد. جمالفرويز،استشاريالطبالنفسيأن العلاقة بينالمخطوبينوالمتزوجين خاصة لا يجوز إن تكون مشاعا على صفحات التواصل الاجتماعي، ويؤكد أنهليسكلمايكتبعبرالصفحات الإلكترونية حقيقة،فالمواقعأكذوبةوالبعضيستخدمهاللكذب والتباهي،وهناكمنيستخدمهالادعاء المثالية.

ويقول د.فرويز:إنعلاقاتالحبعلىالسوشيالميدياأغلبهاعاطفيةاندفاعيةوانفعاليةلحظيةسرعانماتختفي،لذلكفالعالمالافتراضيلايرقىمطلقًاإلىالواقعالفعلي،وهناككثيرونتعلموامهاراتخاطئةفىبناءعلاقاتهمالاجتماعيةمنخلالها،وفقدواكلالمهاراتالاجتماعيةالتيتمكنمنالتواصلالصحيمع الآخرين، كما أن الإفراط في التعبير عن المشاعر على مواقع التواصل الاجتماعي قد يصيب العلاقة فيما بعد بالضرر، فقد أصبح مقياس الحب بين الطرفين كتابة بعض الكلمات أمامالجميع، وعدم كتابتها يصبح فتورا.

وتقولد. هالةمنصور،أستاذعلمالاجتماع:العلاقات فيعالمالسوشيالميدياغيرحقيقية، وبعضها لا يتعدى التمثيل والتصنع، فقد ثبت علميا أنأيشيءيتمالتنويهعنهأكثرمناللازميعنىالرغبةفىإخفاءشيءآخر،فالمبالغةتؤدىإلىنتيجةعكسية، بل إن التعبير عن المشاعر عبر هذه المواقع يفقد العلاقة خصوصيتها.

تجنبوا الحاقدين

أما بسمة سليم، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية فتؤكد أن الأصلفي المشاعرالتعبيرعنهابينالطرفيندوناستعراض، وتقول: قد يستخدم البعض مواقع التواصل الاجتماعى فى توصيل رسالة ما، أو الانتقام من شخص خذله أو تخلى عنه، ومن جهة أخرىهناك بعض الشخصياتالهستيريةالتي تميلإلىالاستعراض،وهناكآخرونيقوموا بالتقليدالأعم، والبعض لديهإدمانسوشيالميديايهتمبعددالاعجاباتعلى الصورة أكثر من العلاقة ذاتها، لكنحينتستمتعبوقتكمعحبيبكفلنتجدمتسعامنالوقتللإشارةإلىهذهالسعادةعلىمواقعالتواصلالاجتماعي،لأنهلنيخطرببالكأنتتركيدمنتحب، لذا استمتعوا بأيامكم بعيدا عن أنفس الحاقدين على مواقع التواصل الاجتماعي.