نجلاء أبو زيد
دنيا الحواديت .. أصدقاء الشجرة
يحكى أنه كانت هناك شجرة صفصاف وحيدة على شاطئ البحيرة وكانت حزينة لعدم وجود أشجار بجوارها وكان العصافير المقيمين عليها يخبرونها أنهم أصدقاؤها ويحبونها، لكنها كانت ترفض صداقتهم وتريد أشجارا مثلها، وظلت الشجرة والعصافير في شجار حتى ضاقت البحيرة من شجارهم فاقترحت على العصافير حمل بذور نبات القرع من الضفة الأخرى وزراعته بجوار شجرة الصفصاف، فرحت الشجرة لكن العصافير حذروها من خطورة هذا النبات عليها، لكنها لم تصدقهم وهزت نفسها معلنة عن غضبها وقرروا إحضار البذور، وكانت الشجرة تتابع البذور والبحيرة تسقيها لكن شجرة القرع لم تتحدث معها، وكلما كبرت شجرة القرع وتسلقت شجرة الصفصاف ضعفت الصفصاف وزبلت ورحل العصافير عنها، وبدأت تشعر بالندم لأن هذه الشجرة تقتلها وتأخذ غذاءها، أخبرت البحيرة العصافير بما حدث فقرروا مساعدة الشجرة وإبعاد الأفرع المتسلقة من شجرة القرع عليها، وبعد إنقاذها أخبروها أنهم سيرحلون كما تريد، لكنها اعتذرت لهم وطلبت منهم أن يعيشوا على أغصانها لأنهم أصدقاؤها.
****
كلمة فى ودنك
"حبيب ماما، روح ماما" عبارات تقصرها الأم على الصغار وتنسى مدى احتياجهم لها كلما كبروا.
تقويم سلوك ابنك لا يكون فقط عن طريق النقد لكن التشجيع أسلوب أكثر نجاحا في تحسين أداء أولادنا فى المواقف المختلفة.
أخلقي ذكريات جميلة مميزة في حياة أولادك بقص الحكايات واللعب معهم والخروج للحدائق فكل هذا يصنع فارقا في علاقتهم بك عندما يكبرون.
لا تضربي أولادك أو تصرخي فيهم قبل النوم وإن أخطأوا وتمت معاقبتهم لا تسمحي لهم بالنوم وهم يبكون فيجب تهدئتهم قبل النوم حتى لا يتعرضوا للكوابيس.
****
سؤال محيرنى .. الطريق للنجاح
ابنتى عمرها 10 سنوات فى الصف الخامس الابتدائى مستواها الدراسى سيئ ولا تهتم بالمذاكرة، والدها لا يناديها إلا بعبارة "يا فاشلة" لأن أشقاءها أفضل منها دراسيا، لا أعرف كيف أجعلها تنجح فقط؟
ماما سهى
بداية أحب أن أذكر حضرتك ووالدها أن النجاح ليس فى التعليم فقط، ثانيا أنتما السبب فى فشلها إن كان موجودا وليس هى، فمن الواضح من عرضك للمشكلة أنك تريدين أن تنجح وهو يناديها يا فاشلة، فالأمر كله منحصر فى ذهنكما بالمذاكرة ولم تلتفتا لما قد تكون تعانيه هى، فغالبا هذه الصغيرة تعانى الإحساس بالتفرقة فى المعاملة بينها وبين أشقائها الذين يحققون أحلامكما فى التفوق فى التعليم، عليكما فى البداية التفكير فيها ما تحب وما تكره، ما يغضبها وما يسعدها، امنحاها الثقة والدعم ثم حاسباها، ربما تعانى من صعوبات ما فى التعلم وكثرة مقارنتكما بينها وبين الأكبر منها جعلها أكثر سوءا، اهتما بمشاعرها ولا تطلقا عليها لقبا قاتلا مثل الذى يناديها به والدها لأنه يرسخ بداخلها فكرة الفشل فلن تبذل أى جهد للنجاح، الدراسة مهمة لكن تنشئة شخصية سوية مستقرة نفسيا أكثر أهمية، ابذلى جهدا فى تحسين علاقتك وأبيها بها، قدما لها الدعم النفسى وشجعاها لتبدأ فى النظر للتعليم نظرة مختلفة، لا تقارناها بأحد فلكل طفل طبيعته الخاصة، اكتشفا نقاط القوة فى شخصيتها ونمياها لا تركزا على نقاط الضعف وتعايرانها بها، وحاولى أن تبدئي سريعا معها قبل فوات الأوان ودخولها فى مشاكل نفسية أكبر لا تقف عند حد الفشل أو النجاح الدراسى.
****
حصة تربية .. الأمانة تربية والسرقة مرض
الأمانة من العادات الطيبة التى يحرص الأهل على غرسها فى الأبناء لذا تكون كارثة بمعنى الكلمة اكتشاف أن الطفل يسرق أشياء الآخرين.
وحتى نتجنب هذه الكارثة ونعرف كيفية التعامل معها مبكرا توجهنا للدكتور محمد عبد الرحمن، مدرس علم نفس الطفل: فقال تربية الطفل على الأمانة من الأمور المهمة وتتحقق بالتدريب والشرح والمكافأة إذا وجد شيئا وأعطاه للأم، وحكى الحكايات التى ترسخ فى الذهن صفة الأمانة، وهنا علينا الانتباه لأمر مهم أن قيام طفل بالسرقة يعنى أننا أمام مشكلة لها أسباب، فالسرقة عند الأطفال تعنى استحواذ الطفل على ما ليس له فيه حق وتبدأ السرقة كاضطراب سلوكي واضح في الفترة العمرية من 4 إلى 8 سنوات، وقد تصل للجنوح إذا استمرت في عمر من 10 إلى 15، وأضاف أن أسباب السرقة متعددة فقد تكون بسبب القسوة وكثرة العقاب داخل البيت، أو التدليل الزائد مع عدم تعويد الطفل على عدم التفرقة بين ممتلكاته وخصوصيات الآخرين، وقد يكون السبب الشعور بالنقص أمام أصدقائه إذا كانت حالة أسرته الاقتصادية أقل من غيره، والأكثر انتشارا هو شعور الطفل بنقص عاطفي من الوالدين، لذا قبل إشعاره أنه فعل كارثة على الوالدين مراجعة أسلوب تربيتهما له وتعاملاتهما معه، وإذا شعرا أن هناك خللا فى أسلوب التعامل معه يبدآن بتغييره وتدريجيا ستنتهى المشكلة لأنها كانت طريقة لجذب انتباههما له، وأضاف التدريب على الأمانة يبدأ بمنحه الثقة والحب والمتابعة، فإهمال الطفل يعلمه السرقة لكن يجب متابعة طريقة إنفاقه وأصدقائه وأي سلوك جديد يطرأ منه يجب البحث عن أسبابه، وكما سبق وأوضحنا الأمانة تدريب وتقليد لسلوك الأسرة، فالذى ينشأ فى أسرة تقدر قيمة الأمانة سيعتبرها أمرا طبيعيا وسيحرص على ممارستها فى كل أمور حياته.
ساحة النقاش