ابتسام أشرف

بات استخدام مواقع التواصل الاجتماعى جزءا لا يتجزء من الحياة اليومية للفرد، حتى أنه لم يعد يستغنى عن هاتفه المحمول الذى يقضى عبر شاشته الصغيرة ما يزيد عن الساعات على مدار اليوم، فهل يمكن اعتزال استخدام هذه التطبيقات أو الحد منها خلال شهر رمضان؟

في البداية تقول يسرا فريد، 42 سنة: أفضل أن أبتعد عن جميع وسائل التواصل في رمضان حتى أنني أبتعد عن كل الميديا بما في ذلك التلفزيون للتفرغ للعبادة والصلاة وقراءة القرآن، وبالفعل طبقت ذلك خلال السنتين الماضيتين وأنوى الاستمرار على ذلك هذا العام، فخلال شهر رمضان أشعر أن الله يرزقني البركة في الوقت وينبغى استثماره فى التقرب لله وعبادته وليس تصفح مواقع التواصل الاجتماعى ومشاهدة الفيديوهات والتعليق على المنشورات.

أما رانيا محمد، 34 سنة فتقول: من الصعب التخلي تماما عن وسائل التواصل الاجتماعي خلال الشهر الفضيل فقد أصبحت جزءا من يومنا لكننا نحاول الحد من استخدامها، على الرغم من أنها مضيعة للوقت لكنها أيضا أصبحت وسيلة مهمة للتواصل مع من حولنا لذا أرى أن الاستغناء عنها بالكلية أمر صعب جدا.

وتحكي فوزية هاشم، ربة منزل أنها تمنع أولادها وأحفادها من استخدام الهاتف المحمول وكل الألواح الإلكترونية خلال التجمعات العائلية في شهر رمضان الكريم، فهى ترى العائلة لها الأولوية، وتقول: وسائل التواصل الاجتماعي تجعلنا نجلس جميعا سويا في أرض الواقع لكن عقولنا في عوالم مختلفة، وأريد لعائلتي أن تبني ذكريات سويا، فتلك الذكريات هي التي تجعلهم يجتمعون معا مهما كبروا أو اختلفوا في الرؤى.

وتقول نرمين حسن، 30 عاما معلمة: الامتناع عن استخدام السوشيال ميديا تماما صعب لكن يمكن الابتعاد عنها قليلا خصوصا مع الانشغال بالأعمال المنزلية والعزومات والعبادات اليومية وتحضيرات الإفطار والسحور، ولكن لابد من النظر حتى لو قليلا لمواقع التواصل فهي تعد منصة على ما يحدث في العالم.

سلاح ذو حدين

ترى بسمة سليم، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين، وبما أن رمضان شهر لتهذيب النفس يمكن استغلاله فى التقليل تدريجيا من عدد الساعات التي نقضيها على السوشيال ميديا ونستبدلها بالانشغال بطاعة الله لأنه يصعب تدارك تعويض كل ساعة تمر من رمضان.

وتقول بسمة: تقليل عدد ساعات استخدام السوشيال ميديا لا يعني عدم استخدامها فى أمور نافعة كالحصول على معلومة جديدة تفيدنا، فأحكام العبادات وكيفيتها ونشر منشورات موثوقة بمعلومات دينية صحيحة من مصادر موثقة لأخد ثواب مضاعف فالدال على الخير كفاعله، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين اعتادوا هجر السوشيال ميديا فى رمضان تتميز شخصيتهم بالقوة والقدرة على التحكم في رغباتهم، ويمكن القول إنهم حققوا الهدف من الصوم وهو تهذيب النفس.

وتنصح استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية باستغلال الشهر الكريم فى التخلص من العادات المضرة واستبدالها بعادات وعبادات جديدة نحاول نستمر عليها حتى بعد رمضان.

وتقول د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع: الحد من استخدام مواقع التواصل الاجتماعى يسهم فى بناء العلاقات الاجتماعية مرة أخرى، وقضاء المناسك الخاصة برمضان بحق وبقلب صادق، فتلك المواقع لا يوجد بها أي حميمية للعلاقات أو دفء التواصل بل باتت تبعد العائلات عن بعضها البعض وتجعل كل منهم يكتفى بمكالمة هاتفية أو رسالة إلكترونية.

وتتابع: نرى الكثير من الأسر تجتمع الآن ولكن كل منهم يجلس في مكانه على هاتفه دون التواصل مع الآخرين، أعزم نيتك على التوبة، وأن تكون خالصة لوجه الله تعالى، وإياك أن تصوم بالنهار، ثم تضيع صيامك بالليل فيما لا يفيد، بل داوم على الطاعة ليلا ونهارا، وبما أننا صائمين عن الطعام والشراب والحقد والنميمة والحسد لكى يصح الصيام وبالتالى لابد الصيام عن الوسائل الإلكترونية حتى ولو عدد ساعات مثل عدد ساعات الصيام، وعندما نعود إليها نخفف من عدد الساعات ولا نتابع ما لا فائدة له تعزيزاً وتمجيداً وإجلالا لهذا الشهر العظيم، للتقرب من الله، والحصول على طاقة إيجابية، وطاقة روحانية من خلال القرب من الله سبحانه وتعالى.

 

المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 108 مشاهدة
نشرت فى 5 إبريل 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,836,533

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز