كتبت: إيمان العمري

الرضا هو ذلك الشعور الجميل الذي يجعلنا نرى الحياة بمنظور وردي، ويملأ قلوبنا بالسعادة والهدوء لكن كيف يمكن الوصول إليه؟ وهل الرضا يتعارض مع الطموح أم هو حافز له؟

تجيبنا عن ذلك مريم خالد، طالبة بالصف الأول الثانوي وتقول: الحياة بها الكثير من المنغصات والصعوبات التي تواجه الشخص وتجعله يشعر بالإحباط ويكاد أن يتوقف عن مواصلة طريقه، لكن عندما يشعر بالرضا يستطيع وقتها أن يواجه أي عقبات أمامه ويتقدم في حياته بقوة وعزم.

وتأخذ منها طرف الحديث زميلتها جنى خالد، وتؤكد أن هناك خطأ كبيرا يقع فيه البعض عندما يظنون أن الرضا يتعارض مع الطموح بل العكس صحيح، فعندما يكون الشخص راضيا عن نفسه وعن الأشياء من حوله فهذا يشجعه على الانطلاق في حياته وتحقيق طموحاته.

وتتفق معها في الرأي مريم حسين، طالبة وترى أن الرضا على النفس هو ما يجعل الفرد يشعر بالتوازن ويكون قادرا على تحقيق أهدافه، ويحدث ذلك عندما يكون الشخص قريبا من ربنا وعلى وفاق مع كل من حوله من الأهل والأصدقاء.

وترى منة عمرو، طالبة أنها عندما تكون على خلاف مع أهلها أو أصحابها وقتها تشعر بعدم الرضا عن نفسها ولا تستطيع أن تستمتع بأي شيء في الحياة.

ويرتبط الإحساس بالرضا عند محمد أحمد، مهندس برمجيات بالأشخاص حوله من الأهل والأصدقاء والزملاء هل هو مقصر معهم أم لا؟ وأيضا مجال عمله هل يقوم بأداء واجبه على أكمل وجه أم أهمل في بعض وجباته؟ لذلك فهذا الشعور يعتبر الوجه الآخر للرغبة في الوصول للكمال في الحياة الشخصية والعملية. 

"الرضا هو الوجه الآخر للسعادة" بهذه العبارة تبدأ كلامها منة أحمد، طالبة في المرحلة الثانوية وتستطرد قائلة: هذا الإحساس هو ما يجعل الإنسان يملأه الهدوء ويستطيع أن يستمتع بكل ما حوله وبدونه لو ملك الدنيا كلها لن يشعر بأي بهجة في الحياة.

الإيمان بالله

يؤكد د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالمستشفيات العسكرية على أهمية الرضا الذى يجعل الإنسان يشعر بالسعادة لأنه إذا لم يتملكه هذا الإحساس سيظل طوال الوقت يقارن حياته بالآخرين ويعتريه الشعور بالنقمة مهما كان لديه من نعم، والنتيجة من هذه الحالة من عدم الرضا هي الإصابة بالعديد من الأمراض كالضغط والسكر والقولون العصبي وغيرها من الأمراض العضوية المرتبطة بالحالة النفسية السيئة.

ويضيف: علاقة الفرد بالله وإيمانه القوى هو أساس الرضا، وأن يكون الشخص شاكرا لكل ما قسمه الخالق له، ولا يقارن نفسه بالآخرين، لكن هناك بعض أنماط الشخصية تشعر في الغالب بعدم الرضا وهي الشخصية العصبية لأنها تريد أن تكون الأفضل دائما لذلك لا تشعر بالرضا وكذلك التشككية فهي تشعر دائما بالخوف وعدم الأمان.

ويشير د. فرويز إلى نقطة مدى شعور الإنسان بالرضا عن نفسه وعلاقته بأسلوب التربية، فالأسرة التي تعنف طفلها على أبسط الأخطاء، وتراه دائما أقل من أقرانه ويقارنوه بالآخرين تتسبب فى أن ينشأ طفلها على عدم الثقة بالنفس، ويظل طوال حياته غير راض عن نفسه ويشعر دائما بأنه أقل من المحيطين به.

المصدر: إيمان العمري
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1328 مشاهدة
نشرت فى 5 إبريل 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,832,694

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز