نجلاء ابو زيد 

صفحة جديدة 

بعد 19 سنة زواج وإنجاب أربعة أطفال أصغرهم عمرها 4 سنوات تزوج من يطلق عليها حب عمره بعد طلاقها أخذ كل أشيائه من البيت وأخبرني أنه لن يطلقنى لأربى الأولاد، انهرت ودخلت المستشفى ولم يأت لزيارتى وتواصل أهله معى وطلبوا منى أن أحافظ على البيت والأولاد وأنها نزوة وستنتهى، ووافقت وتحملت على أمل أن يعود أو يهتم بأولاده، لكن للأسف ليس له علاقة بنا سوى إرسال ما نحتاجه من نفقات، وكلما طلبه أحد أبنائه يعده بزيارتنا ولا يأت، وبعد مرور عام بدأت أكره نفسي لأنى لازلت زوجته وأريد الانفصال لأشعر بحريتى، وليعلم أننى لم أعد فى انتظاره لأنه بعد معاملته السيئة لأولاده وانشغاله عنهم مع حب عمره بدأت أشعر أنه لا يستحق أن أصبر عليه، ولكن والدته تنصحنى بالصبر، كذلك أهلى، ويقولون طالما لن تتزوجى فلماذا الطلاق، وأنا أريد أن أبدأ صفحة جديدة من حياتى لا تربطنى به أى صلة خاصة وأننى أفكر فى عمل مشروع خاص بى، وهو منذ زواجنا رافض لعملى تماما، فهل أطلب الطلاق أو أخلعه إن رفض وأبدأ حياتى أم أظل معلقة حتى تنتهى مراهقته مع حب عمره؟

الطلاق دوما كان آخر البدائل التى أنصح بها أى زوجة تعانى مشكلات أو تمر بلحظات صعبة لأنني دوما أرى أن الأسرة والأبناء يستحقون منا بعض التضحية لنتجاوز الأزمات الصعبة، لكن فى حالتك طلبك للطلاق هو أول مراحل تعافيكى النفسي وأول جرس إنذار حقيقى لهذا الرجل الذى نسي زوجته الأولى وأولاده وأخذ قرارا أن يعيش مراهقته مع حب الماضى ضاربا عرض الحائط بكل معانى الأسرة والأبوة، فإذا كان من حقه الزواج بأخرى فمن واجباته أن يعدل وأن يهتم بأبنائه، ودخولك المستشفى لم يجعله يغير رأيه ومعاملته لكم، رغبة أسرته ما هى إلا محاولة للحفاظ على الأحفاد فى شكل اجتماعى مصطنع، لذا عليك التواصل معه وتخيره بين القيام بواجباته تجاه أسرته الأولى أو أن يطلقك، فربما هذا الحسم فى التخير يجعله يعود لصوابه ويعدل بينكما وتكونى بهذا أعادت لأبنائك أبيهم أو إن يرفض وتكون بداية جديدة لك ولأبنائك دون وهم عودته مرة أخرى، فمن حقك أن تبدئى مشروعك وتستعيدى ثقتك فى نفسك التى أضاعها بهجره الكامل للبيت، فاطمئنانه بأنك موجودة جعله يتمادى فى تصرفاته الأنانية وهذه الوقفة منك سيتبعها تغير فى أمور كثيرة لك ولأولادك وستكون أفضل من الوضع الحالى.

زواج الأقارب 

ارتبطت ابنتى بابن خالتها منذ طفولتها واتفقت وأختى على زواجهما وبعد تخرجه، وجاءت له فرصة سفر فطلبت منها أن نقرأ فاتحة ليكون ارتباطهما  رسميا، لكن زوجى رفض لأنها مازالت تدرس، فاتفقنا أن ننتظر حتى يستقر وعندما تأتي إجازة يقوم بخطبتها، وفرحت ابنتى بهذا الاتفاق لأنها تحبه، ولم يأخذ إجازة لمدة عامين كان خلالهما يتحدث معنا كخالته وابنة خالته ورفض زوجى أن يتحدثا بمعزل عنا، لذلك كنت كل فترة أتصل به وأترك لها التليفون، وتخرجت ابنتى ولمحت لأختى بأنها يتقدم لها عرسان فلم تعلق، ومضى وقت ولم يتصل بنا وكلما اتصلنا به لا يرد، وعلمنا من أصدقاء لابنى أنه ارتبط بفتاة تعمل فى نفس البلد وسيتزوجها وشقيقتى تعلم منذ عام، وانهارت ابنتى وقاطعت شقيقتى، ونزل إجازته الأولى وجاء لزيارتنا فطردناه، وحاليا هو ووالدته يريدون العودة والقيام بكل الإجراءات الرسمية وأنه يحبها وأن من ارتبط بها كانت نزوة فى الغربة وعلينا أن نعتبر الأمر كأن لم يكن، ولا أعرف هل ننسى ونزوجهما خاصة وأن ابنتى تحبه أم نرفض خوفا من غدره بها مرة أخرى عندما يسافر؟

سمية

المقدمات التى أوضحتها تؤكد أن هذه الزيجة محكوم عليها بالفشل حتى لو كان الطرفان مرتبطان منذ الصغر لأنه فى الغربة نسى حبه لها والتزامه بالارتباط بها بعد إنهاء دراستها ولم يكن من الشجاعة أن يعلن الأمر حتى ينهى تعلقها به، وبعد فشل ارتباطه الذى لا تعرفون ماذا كانت طبيعته عاد من منطلق (اللى نعرفه أحسن من اللى مانعرفهوش) وبعد زواجهما وسفره سيعيش حياته وفقا لهواه، وهنا ستعانى فى المستقبل أكثر مما عانته فيما مضى لذا الأفضل لها أن ترفضوا هذا الارتباط حفاظا على مشاعر ابنتك وعلاقتك بشقيقتك التى قطعت علاقتك بها بعد معرفتك أنه خطب فتاة أخرى فماذا ستفعلين إن اكتشفت خيانته لابنتك فيما بعد؟ الأفضل ان يظل الأقارب أقارب بعيدا عن الزواج.

ثقافة الاعتذار

أقوى العلاقات الإنسانية وأنجحها هى من يستطيع كل طرف فيها أن يعتذر إذا أخطأ فى حق الطرف الآخر وأن يتقبل الآخر الاعتذار بكل سهولة، وما أحوجنا فى العلاقة الزوجية أن نتدرب على ثقافة الاعتذار قبل الزواج وألا ننظر لأى خلاف على أنه معركة يجب أن ينتصر فيها طرف على الآخر وإن أخطأ أحدهما لا يفكر فى الاعتذار بل العكس يصر على خطأه لأنه يرى فى الاعتذار ضعفا وتنازلا، والحقيقة أن الاعتذار لا يتعارض مع الحفاظ على الكرامة بل العكس فمن يخطأ ويعتذر يعطى نموذجا للقوة والرغبة فى إزالة أى خلافات أولا بأول فالاعتذار يمنحنا القدرة على فتح صفحة جديدة بنفوس صافية ويعطينا الإحساس بالتقدير من الطرف الآخر، لذا علينا أن نعتذر ونرسل رسائل حب وامتنان لنحمى علاقتنا من نفاذ رصيد المودة والرحمة.

 

 

المصدر: نجلاء أبو زيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,934,435

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز