كتبت : أميرة إسماعيل
يعتبر العمل التطوعى من أهم السبل التى تساعد فى تطوير شخصية الشباب، وذلك من خلال تنمية روح العمل الجماعى وتطوير مهارات القيادة لديهم، وكذلك تعزيز قيم المواطنة والمسئولية الاجتماعية تجاه الآخرين.
"حواء" تقدم بعض الآراء والخبرات التى توضح أهمية العمل التطوعى فى بناء شخصية الشباب وأثره فى تحقيق التغيير الإيجابي.
فى البداية تقول هبة حمدى، أخصائية اجتماعية: يعد العمل التطوعى من أهم الطرق التى تساعد على تطوير وتهذيب شخصية الشباب خاصة فى تنمية الجانب الإنساني لديهم وغرس قيم اجتماعية جميلة مثل مساعدة الآخرين والشعور بمشكلاتهم والسعى لإيجاد حلول لها.
وتقول داليا خليل، مدرسة: لابد أن نشجع أبناءنا منذ الصغر على العمل التطوعى ولو بتقديم خدمات بسيطة فى إطار المدرسة أو المنزل، كما أن تحفيز الشباب من خلال منحهم شهادات تقدير أو مكافآت رمزية تعتبر وسيلة فعالة لتشجيعهم على العمل التطوعى.
"التطوع يفتح أمام الشباب فرصا جديدة" هذا ما أشار إليه حسين السيد، مدرس ويقول: شجعت ابنى فى المرحلة الجامعية على التطوع فى أنشطة الجامعة لأنه الفرصة الذهبية لأى شاب وفتاة لتفريغ طاقتهم فيما يفيدهم وغيرهم ما يربطهم أكثر بمشكلات مجتمعهم ويجعلهم على دراية بأهمية مساعدة الغير.
يزيد الثقة بالنفس ويؤهل لسوق العمل
ترى د. هايدي أمين، الأمين العام لمؤسسة سفراء العمل التطوعى أن التطوع يتيح للشباب فرصة تعلم مهارات جديدة مثل القيادة وحل المشكلات، كما يعزز الثقة بالنفس ويحسن الحالة النفسية للشباب حيث يعزز شعورهم بالسعادة والرضا من خلال المساهمة في إسعاد الآخرين،
ولتحفيز الشباب على المشاركة في العمل التطوعي، يجب توضيح كيف يمكن للتطوع أن يطور مهاراتهم، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم، ويعزز سيرتهم الذاتية ويزيد من فرصهم الوظيفية، كذلك إشراكهم في اتخاذ القرارات، فعندما يُمنح الشباب فرصة للتعبير عن آرائهم والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأنشطة التطوعية فإنهم يشعرون بأنهم جزء من شيء أكبر، ومن الجيد أيضا توفير فرص تطوعية متنوعة تشمل مجالات مختلفة، فهذا التنوع يساعد الشباب على اختيار ما يتناسب مع اهتماماتهم وشغفهم، بجانب إمكانية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على الأنشطة التطوعية ونشر قصص ملهمة وصور وفيديوهات حول تأثير العمل التطوعي في المجتمع، مع تنظيم برامج تدريبية وتوجيهية تساعد الشباب على اكتساب المهارات الضرورية التى تزيد من ثقتهم بقدرتهم على تقديم المساعدة.
يطور الذات ويخدم المجتمع
يقدم محمد جلال أبو الليل، متطوع وممثل العلاقات الخارجية بسفراء العمل التطوعى تجربته قائلا: كانت لي العديد من التجارب فى العمل التطوعى مثل الانضمام إلى فريق تطوعي لتنفيذ مشروع تسقيف البيوت في بعض القرى النائية، كما شاركت في حملات لتوزيع السلع الغذائية على الأسر الفقيرة والمحتاجة في العديد من المناطق، وانضممت لفرق تطوعية منظمة للمساعدة في توفير الرعاية الصحية للمناطق المحرومة من الخدمات الطبية، وكان لي شرف المشاركة في تنظيم وتوزيع قوافل مساعدات إنسانية إلى غزة، ومن خلال تلك التجارب أستطيع القول إن العمل الجماعي يصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الأشخاص، فقد أعطاني الفرصة للمساهمة في تحسين حياة الآخرين، كما ساعدني في تطوير مهارات العمل الجماعي والتواصل الفعال وحل المشكلات، فالتطوع ليس مجرد عمل خيري، بل هو أيضا أداة لتطوير الذات وبناء علاقات قوية تستمر لفترات طويلة.
ويقول رضا محمود محمدى، طالب بالفرقة الرابعة كلية الآداب جامعة بنها: منذ دخولى للجامعة وقد التحقت باتحاد الكلية حيث ساعدتنى الأنشطة المختلفة فى الجامعة على صقل خبرتى وتأهيلى لسوق العمل، كما تطوعت فى كثير من مؤسسات المجتمع المدنى وأنشطة مختلفة تابعة لوزارتى الشباب والرياضة والتضامن، بالإضافة للعديد من الكيانات الشبابية التابعة لوزارة الشباب والرياضة وأنشطة أخرى تابعة لوزارة الإسكان، وقد ساعدنى التطوع فى اكتساب مهارات كثيرة منها تعلم قيادة الفريق وإدارة الوقت، وتعلم مهارات التواصل والإقناع والتفاوض.
أطراف ثلاثة
توضح د. هند فؤاد السيد، أستاذ علم الاجتماع المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: تعزيز ثقافة التطوع فى نفوس الشباب يجب أن تتم من خلال التعاون بين الأطراف الثلاثة "الدولة ومؤسساتها المختلفة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى"، فتعزيزها فى المجتمع يتم من خلال الحملات الإعلامية والتوعية بأهمية التطوع وإشراك الشباب فى الأنشطة التطوعية مع تحفيزهم وإثابتهم معنويا وماديا، مع ضرورة توفير فرص تطوعية متخصصة فى التكنولوجيا والرياضة لتناسب مهاراتهم وميولهم، واستخدام المنصات الرقمية والتكنولوجيا فى جذب الشباب للتطوع، وطرح فرص تطوعية مرنة تراعى الوقت والمكان والعمل عن بعد عبر الإنترنت، بجانب تقديم حوافز لهم مثل التدريبات المجانية وشهادات التقدير.
ويشير د. حسن شحاتة، الخبير التربوى إلى أهمية التوعية بضرورة المشاركة في عمل الخير للآخرين والتضحية بالجهد والوقت والتفكير في سبيل إسعادهم، لافتا إلى ضرورة تقديم النماذج من رموز العمل الوطني في الداخل والخارج ممن شاركوا في العمل التطوعي فحققوا الخير لأوطانهم وشعوبهم وأنفسهم.
يعزز الانتماء للوطن
تقول الزهراء رفعت، خبيرة التنمية البشرية: يحدث العمل التطوعى تغييرا إيجابيا فى شخصية الفرد ويعطيه شعورا بالنجاح والتمييز لأنه يساعد على بناء كيانه واندماجه داخل مجتمعه، كما يحدث ترابطا بين أفراد المجتمع والانغماس فى مشاكله ووضع حلول لها ما يكسب الشاب الثقة بالنفس وينمي قدراته على المساعدة والإبداع وتحمل المسئولية، ومن إيجابيات التطوع أيضا رفع قدرة الشاب على العمل والنجاح ضمن فريق عمل وتوسيع دائرة اتصالاته، كما يخلق التطوع من الشاب شخصا جديدا ذا سلوك مهذب، وينمى لديه الروح الإنسانية للعطاء والقدرة على المبادرة لعمل الخير واستثمار وقته فى عمل ناجح.
ساحة النقاش