أماني ربيع
تمثل الزيادة المستمرة في الأسعار مشكلة تؤرق الأسر المصرية خاصة مع ما يصاحبها من استغلال بعض التجار والبائعين للظروف لكسب المزيد من الأموال وهو ما يشكل عبئا على ميزانية الأسرة، وفي مواجهة جشع بعض التجار تضطر ربات البيوت لاستخدام ذكائهن لمواجهة الأزمة وإدارة الميزانية بترشيد الاستهلاك أو الاستغناء عن بعض السلع، والتغلب على تلاعب التجار بالأسعار.
حيل النساء فى مواجهة الغلاء موضوع تحقيقنا..
البداية مع مريم هاني 27 سنة، مدرسة، والتى تضع قائمة أسبوعية لطلبات المنزل، وهو ما يساعدها في إدارة ميزانية منزلها دون أزمات، وتتضمن هذه القائمة المستلزمات الضرورية فقط التي تناسب احتياجات وميزانية الأسرة، وتوضح مريم أن الالتزام بالقائمة عند الشراء يوفر نقودها ويمنعها من شراء أي سلع لا تحتاجها.
السيدة صباح سيد، ربة منزل، 38 عاما لا تشترى أي منتج قبل مقارنة أسعاره في أكثر من محل ما يساعدها على شراء السلع بسعرها الحقيقي وتجنب استغلال التجار الجشعين، وتحذر "صباح" ربات البيوت من وهم "العروض" التي يخدع بها بعض أصحاب المحلات والسوبر ماركت الضخمة الزبائن من أجل بيغ المنتجات التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء ورديئة الجودة، وتنصح بالشراء من منافذ البيع التابعة للحكومة والتي توفر كل السلع بأسعار معقولة.
أما نورهان فوزي، 35 سنة، موظفة فاتفقت مع بعض جيرانها على شراء المنتجات بالجملة ثم تقسيمها بينهن، وهو ما ساهم بصورة كبيرة في ضبط ميزانية البيت، حيث يشترين الخضراوات والفاكهة في مواسمها عندما تكون رخيصة ويقسمنها، ثم يقمن بتجميدها في الفريزر للاستخدام لأشهر طويلة، كما استغنت نورهان عن شراء أي سلعة يمكن صنعها في المنزل، وأصبحت تعد المخلل والمربى في المنزل.
بدائل للسلع
للتوفير في الميزانية تبحث عبير منصور 35 سنة عن بدائل للسلع مرتفعة الثمن فقد بدأت في شراء بعض المستلزمات المنزلية من السوق المجاور لمنزلها حيث تتوفر فيه الخضراوات والفاكهة بأسعار أرخص من السوبر ماركت، وتقوم بتخزين بعض السلع في مواسمها مثل الثوم والبصل والطماطم التي تحولها إلى صلصة.
وتمكنت سنية عبد الدايم، محاسبة، 41 سنة من التوفير في ميزانية منزلها عن طريق إلغاء شراء الوجبات السريعة والطعام من الخارج، وإعداد الأطعمة التي يحبها أبناؤها في المنزل متبعة وصفات لذيذة تشاهدها على الانترنت، وهي بذلك تحافظ على صحة أبنائها بإعداد طعام صحي، كما تتجنب أسعار المطاعم المبالغ فيها.
ظلت فايزة منصور 44 سنة، ربة منزل لفترة طويلة ترفض دخول الجمعيات لكن خلال الفترة الماضية رأت أن دخول جمعية مع أشخاص موثوقة وبمبلغ معقول توفره من الميزانية الشهرية يساعدها في الأزمات وكذلك في المناسبات مثل شهر رمضان أو المصيف، وتدخل عادة بسهمين تجعل موعد قبضهما مناسبا للفترة التي ستحتاج فيها للنقود حتى لا تصرفها في شيء آخر.
وتنصح ياسمين متولي ربات البيوت بالاستغناء عن أي سلعة باهظة الثمن، ومقاطعة التجار الجشعين، والإبلاغ عنهم في جهاز حماية المستهلك وهو ما تقوم به بالفعل في نطاق منطقتها، حيث تتشارك مع جاراتها التجارب من المحال التجارية المختلفة، ويقاطعن أي تاجر يستغل الظروف، وتشتري معظم المنتجات من منافذ البيع التابعة للجيش خاصة اللحوم والسلع الأساسية التي تتوفر لديهم بأسعار تناسب كل بيت.
إدارة ميزانية البيت بذكاء
لمواجهة موجة التضخم وجشع التجار ينصح خبير الاقتصاد رشدي خضر بترشيد الاستهلاك قدر الإمكان خاصة مع الارتفاع الحاد والمستمر لمعظم السلع، والانتباه لتلاعب التجار بالأسعار.
ويحذر خضر من اللهث وراء العروض الترويجية التي عادة ما تكون خادعة، والشراء من أماكن موثوقة مثل فروع المجمعات الاستهلاكية، واختيار مراكز التسوق التي لديها أنظمة عضوية أو خصومات مكافآت للعملاء وتتبع العروض الشهرية لها لاختيار الانسب منها وفق ميزانية واحتياجات الأسرة، وكذلك عدم النزول للتسوق دون القائمة الأسبوعية التي يتم إعدادها مسبقا للالتزام بها عند الشراء، بالإضافة إلى ضرورة تجنب الشراء من أجل التفاخر الذي يجعل البعض يشتري منتجات تفوق ميزانيته من أجل المظاهر وتقليد الآخرين، وكذلك هوس الشراء بالتقسيط الذي اجتاح الكثير من البيوت عن طريق شراء أجهزة منزلية كمالية تستهلك كهرباء بصورة أكبر، وتضغط على الميزانية من ناحية بالأقساط ومن أخرى باستهلاك الكهرباء.
وينصح خضر بضرورة رفع شعار ترشيد الاستهلاك ووضع قائمة بالاحتياجات الأساسية للبيت شهريا أو أسبوعيا والتقييد بها قدر الإمكان.
تحديد الأولويات
يقول محمد عبادة، المحلل الاقتصادي: على الأسرة ترتيب أولويات الإنفاق مع وضع خطة شهرية لشراء احتياجات المنزل، وزيادة استهلاك الخضراوات مقابل اللحوم، والاستعانة بالجمعيات خاصة قبل المدارس أو حلول شهر رمضان.
وينصح عبادة بعمل صندوق للطوارئ في البيت للتمكن المرأة من مواجهة أي أزمة تتعلق بالأمور الصحية والتعليمية والمعيشية، فمواجهة الأزمة يجب أن تكون قائمة على ترشيد استهلاك وتحديد أولويات الشراء لمواكبة الظروف الحالية والتغلب على موجات الغلاء غير المسبوقة.
ويشير المحلل الاقتصادي إلى ضرورة الإبلاغ عن أي مخالفات تتعلق بالأسعار من خلال الخط الساخن لجهاز حماية المستهلك 19588 وذلك لردع التجار الجشعين، موضحا أن قانون حماية المستهلك رقم 181 لسنة 2018، يضمن حقوق المستهلكين والتجارة العادلة، ويمنع الأعمال المتعلقة بالغش والتلاعب بالأسعار.
ساحة النقاش