سمر الدسوقي
كنت قد شرفت بحضور ندوة «معا بالوعي نحميها» لتعزيز وعي المرأة وتمكينها من خلال نشر الوعي الوطني، وذلك بحضور وتشريف السيدة الفاضلة انتصار السيسي قرينة فخامة رئيس الجمهورية.
تطرقت الندوة إلى أهمية قيام كلا منا وبخاصة المرأة بدور هام فى مواجهة الشائعات والأخبار المغلوطة، هذا بجانب إكمال هذا الدور بتوعية أبنائنا بما يتم من إنجازات عملاقة على أرض الواقع من أجل وطننا، وكذلك مستقبلهم حماية لهم من أي استقطاب من قبل أي من القوى المغرضة
فشائعات عدة تحولت مما يتم بثه من خلال التواصل المباشر بين الأفراد أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لحرب شعواء تهدد استقرار حياتنا وتهدف لنشر مشاعر الإحباط واليأس، بل وأحيانا الفتنة بين أفراد الأسرة الواحدة، هذا بجانب ما قد تسببه من ضعف العلاقة والثقة بين أجهزة الدولة المختلفة والأسر ما يؤدي في النهاية إلى انهيار كل ما تقوم الدولة ببنائه وإعداده من مشروعات للأجيال الجديدة من أبنائنا، فيكفي أن نعرف أن معدل هذه الشائعات يتعدى آلاف القنابل الموقوتة وربما أكثر في فترة لا تتجاوز الأشهر المعدودة، بما يجعل منها بمثابة الحرب التي تشن ضددنا ليس من الخارج فقط ولكن من الداخل أيضا، والأمر لا يتوقف فيما يتعلق بهذه الحرب عند حد ما يتعلق بمفردات حياتنا الاقتصادية أو السياسية فقط فإذا عدنا قليلا للوراء سندرك أن قصتنا مع هذه الظاهرة المرضية تعود إلى ما كان يتم تداوله بيننا فيما يتعلق بحياتنا الاجتماعية حيث كانت الشائعة ترتكز وبصورة كبيرة خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات حول أمور الزواج والطلاق والخطبة والإنجاب فكانت تدمر العديد من الأسر والعلاقات الاجتماعية التي ينساق أصحابها حول مفردة لا أساس لها من الصحة فقط لأن البعض الأغراض وأهداف هادمة قد قام بترويجها، وزيجات
كثيرة دمرت بهذه الصورة لأن أصحابها لم يتحروا الدقة ولم يبحثوا عن حقيقة المعلومة التي تنقل إليهم، بعدها تطور الأمر بشكل أكبر فأصبحنا نطالع يوميا عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة العديد من الشائعات الفنية المتعلقة بأبناء الوسط الفني، ثم ازداد الأمر سوءا فأصبحت تغزو حياتنا كمفردة أساسية فيها، لتصبح كل فكرة هدامة من السهل ترويجها ونشرها، بل وتدعيمها بالوثائق والصور غير الصحيحة والمفبركة، وكثيرا من الأسر الأمنة دمرت حياتها بهذه الصورة، فقد أصبح من السهل نشر شائعة تمس سمعة زوج أو خطيبة أو ابنة دون أدنى مراعاة لما قد يسببه هذا من مأسي عديدة، فلاشك أن بسبب مثل هذه الشائعات وغيرها انفصل الكثيرون وساءت أوضاع آلاف الأطفال، وياليت الأمر توقف عند هذا فقد ازدادت هذه الظاهرة ضراوة وأصبحت تمس حياتنا اليومية وكأنها تهدف لهدم كيان دولة كامل، فكم من اليأس والإحباط أصابنا ونحن نستمع لشائعة عن غياب سلعة أو ارتفاع سعرها أو انخفاض راتب إلى غيرها من الشائعات المغرضة، والتي بات علينا جميعا التصدي لها وبكل قوة وحزم إكمالا لما اتخذته الدولة مشكورة في هذا الإطار من إجراءات، ولكن يبقى علينا هنا دور يمكننا أن نوجزه في ضرورة تحري الدقة قبل تداول أي خبر كاذب أو مجهول الهوية أو غير موثوق فيه، فعلينا أن نتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بصورة تنطوي على تحمل المسئولية وإدراك قيمة الكلمة التي نكتبها، ولا يكفي فقط تحري الدقة فلماذا لا نوجه استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي نحو ما يحقق الخير لبلدنا من خلال نشر الإيجابيات قبل السلبيات بل وتداولها.
ساحة النقاش