هايدى زكى
تبذل الدولة العديد من الجهد لتوفير حياة كريمة لكافة فئات المجتمع والوصول بشكل سريع لتطوير العشوائيات وإيجاد البدائل السريعة لحياة أفضل للمواطنين وتغيير الحياة الاجتماعية والنفسية للمجتمعات العمرانية الجديدة البديلة للعشوائيات كالأسمرات وأهالينا وهو ما تسعى لتحقيقه كافة مؤسسات الدولة ومن بينها وزارة الثقافة التى كان لها دور كبير فى تقديم العديد من الخدمات للمدن الجديدة.
حول هذا الدور التقت "حواء" د. حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث للهيئة العامة لقصور الثقافة للتعرف أكثر عن طبيعة المشروعات التى تقدمها وزارة الثقافة لهذه المجتمعات البديلة للعشوائيات.
حوار: هايدى زكى
فى البداية ما طبيعة المشروعات التي تقدمها وزارة الثقافة للمجتمعات السكنية الجديدة وخاصة البديلة للعشوائيات؟
في إطار بناء الجمهورية الجديدة لا تقتصر جهود الدولة على توفير سكن آمن فقط بل تمتد إلى إعادة بناء الإنسان المصري اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا، وتواكب وزارة الثقافة هذا التحول من خلال تقديم برامج ثقافية وتنموية متكاملة تراعي الفئة العمرية، والنوع الاجتماعي، واحتياجات كل مجتمع، وتشمل هذه المجتمعات مشروعات كالأسمرات، وروضة السيدة، وأهالينا، والخيالة، وبشائر الخير وغيرها.
ومن المستفيد من هذه البرامج وما نوعية الأنشطة التى يتم تقديمها؟
تستهدف البرامج المقدمة: الطفل كنواة للمستقبل من خلال تنمية الهوية والانتماء، والشباب باعتباره طاقة وطنية قادرة على البناء، والمرأة انطلاقا من كونها قلب الأسرة والمجتمع وتمكينها معرفيًا واقتصاديا، وتتنوع الأنشطة بين: ورش الحرف التراثية، وريادة الأعمال، وبرامج التمكين الاقتصادي، وفعاليات ثقافية (محاضرات – ورش حكي – ندوات – لقاءات)، عروض فنية ومسرحية، ورحلات وزيارات ثقافية وترفيهية.
و ما تأثير هذه المشروعات على السكان خاصة الأطفال؟
حققت الأنشطة أثرًا إيجابيًا عميقًا على الأطفال اجتماعيًا ونفسيًا، حيث ساعدتهم على التخلص من آثار العشوائيات والانخراط في بيئة آمنة، وتنمية مهارات التعبير والمشاركة والعمل الجماعي، وتعزيز الثقة بالنفس والانتماء الوطني من خلال أنشطة مبتكرة، كما يتم تعريف الأطفال بتاريخهم وهويتهم من خلال رحلات ميدانية للمواقع الأثرية والمتاحف وعروض مسرحية وورش رسم وفنون حكي وطنية وأنشطة تفاعلية تغرس قيم المواطنة والانتماء بطرق إبداعية.
وما ردود فعل المواطنين الذين تم نقلهم إلى المجتمعات الجديدة؟
جاءت ردود الفعل في أغلبها إيجابية جدًا، وتم رصدها من خلال استبيانات ومقابلات ميدانية أجرتها الإدارة العامة لقياس الرأي الثقافي، وملاحظة الإقبال المتزايد على الأنشطة، وطلب تكرارها وجودة المنتجات الفنية الناتجة عن الورش كدليل عملي على الاستفادة، وقد أبدت السيدات تقديرًا كبيرًا للورش الاقتصادية، وأظهر الأطفال والشباب تفاعلًا ملحوظًا مع الرحلات والأنشطة الإبداعية.
وما دور هذه المشروعات على المجتمع المصرى بشكل عام؟
تهدف هذه المشروعات إلى تغيير السلوكيات السلبية الموروثة من بيئات العشوائيات، وغرس ثقافة إيجابية بناءة من خلال تعزيز الوعي الجماعي بقيم المواطنة والانتماء والمسئولية،تمكين المرأة والشباب معرفيًا واقتصاديًا، ترسيخ ثقافة المشاركة والاحترام المتبادل، كما شملت الأنشطة ورشًا للتوعية بالسلوكيات الصحية، والحفاظ على البيئة، واحترام الفضاء العام ومكونات المجتمع.
وما دور هذه المشروعات في تعزيز الانتماء الوطني؟
تسهم أنشطة وزارة الثقافة في غرس الانتماء الوطني بشكل مباشر عبر الفنون والقصص والرموز الوطنية التي تزرع الولاء والانتماء، وتعريف الأطفال والشباب بتاريخهم وهويتهم من خلال التجربة المباشرة، واستخدام أدوات الثقافة الرقمية بشكل إيجابي، مع التوعية بمخاطر الابتزاز الإلكتروني والتضليل المعلوماتي، كما تهتم الوزارة بدمج سكان المجتمعات العمرانية الجديدة فى مشروع "أهل مصر" الذي يُعد منصة وطنية لتجميع الفئات المختلفة "الأطفال، الشباب، الفتيات" من المحافظات الحدودية في أنشطة مشتركة تعزز الاندماج المجتمعي الحقيقي والتواصل بين أبناء الوطن والانفتاح على الآخر وبناء جسور الثقة والانتماء.
وهل تستمر هذه الأنشطة على مدار العام أم تعقد بشكل موسمى؟
لا تعتمد وزارة الثقافة على الأنشطة الموسمية، بل تنفذ برامجها وفق خطة مستدامة تشمل جداول شهرية ميدانية داخل المجتمعات الجديدة، وشراكات إستراتيجية مع وزارات وهيئات متعددة لضمان التكامل، وتصميم أنشطة دقيقة وفق احتياجات الفئات المستهدفة، الهدف هو إحداث أثر طويل المدى يعزز التغيير الثقافي والاجتماعي في تلك المجتمعات.
وما الخطوات القادمة التى تعتزم الوزارة تنفيذها فى الفترة المقبلة؟
تسعى وزارة الثقافة إلى تعزيز دورها في بناء الإنسان ضمن رؤية الجمهورية الجديدة من خلال تكوين جيل مثقف وشريك في نشر الثقافة لا مجرد متلقٍ لها، وتصميم برامج مرنة وقابلة للتطوير تلائم مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، والجمع بين التفاعل الميداني والحضور الرقمي، بالإضافة إلى التوسع في محاور التوعية الثقافية خاصة فى الحفاظ على البيئة كممارسة مجتمعية، والصحة النفسية والتربية الإيجابية، والثقافة الرقمية ومواجهة مخاطرها، وتؤمن الوزارة أن التطوير لا يكتمل إلا بالتقييم، لذا تعتمد على أدوات قياس علمية "استبيانات – مقابلات مباشرة"، وتحليل مخرجات الورش الفنية كمؤشر على تطور المهارات وتحقيق الأثر المطلوب.
ساحة النقاش