نجلاء ابو زيد
بيت الكبير
شقيق زوجى الأصغر يقوم بدعوة حماتى وحماى لقضاء شهر رمضان عنده وبعد يومين أو ثلاثة تصر حماتى على ترك بيت سلفتى والإقامة عندى إلى العيد، وللأسف تصر وحماى على الإقامة بغرفة نومى لأن سراير الأولاد غير مريحة على حد قولها، وزوجى لا يستطيع قول شيء، وأظل طيلة الشهر مضغوطة فى كل شيء لأنهم يقيمون فى غرفتى، وأنقل حياتى لغرفة البنات وزوجى فى غرفة الأولاد، ولا أنكر أنه أيضا يكون غير مرتاح، لكنه لا يفعل شيء خوفا على مشاعرهما وللأسف يزداد الوضع سوءا كل عام، وهذه السنة ابنتى الكبرى فى الثانوية العامة وهما يسهران أمام التلفزيون حتى الفجر ولا أعرف كيف أتصرف؟ أنا لا أكره زيارتهما لكن الإقامة لمدة شهر تتسبب فى ضغوط كثيرة علينا، وما يستطيعه زوجى هو ترديد عبارة "أنا الكبير مش معقول شقيقى يدعوهم وهم يختارون الإقامة عندى وأنا أرفض"، فماذا أفعل هذا العام دون أن أسبب مشاكل عائلية أو ضغوط نفسية على أولادى ونفسى؟
أوصانا الله والرسول الكريم ببر الوالدين، وما يفعله شقيق زوجك أمر طيب ولكن الأفضل أن تقتسما مدة إقامتهما سويا حتى لا تصلى للحالة التى تعانيها الآن من توترك وحملك الهموم فى شهر رمضان الذى هو أفضل شهور السنة، وهنا عليك أن تتوقفى عن الضغط على أعصابك وأولادك وأن تستقبلى أهل زوجك بكل ترحاب وفقا لظروف البيت، فمن البداية اظهرى عدم قدرتك على ترك غرفتك لأنك تعانين مشاكل ما ولا ترتاحين إلا على سريرك وأنك تفضلين أن يقيما فى غرفة الأولاد وأنها مجهزة لاستقبالهم، وألا تتخلى عن الابتسامة والترحيب بهما، ولا حرج من أن تتحدثى بصراحة أن ابنتك في الثانوية العامة وأنك تريدين أن تركز لتتفوق فى دراستها، فأنت من تديرين النظام فى بيتك وعلى زوجك أن يتفهم أن بر الوالدين لا يعنى ضياع حقوق الزوجة والأبناء فى البيت، وعليك أن تكونى حاسمة فى كلامك وبكل أدب وهدوء، فغرفتك لا يدخلها غيرك، وهنا سيكون عليهم التأقلم وأن تقضوا جميعا رمضانا سعيدا أو لا يتحملون نظام البيت ويعودون إلى الشقيق الأصغر أو إلى بيتهم، وهنا عليكم الاستمرار فى ودهم وزيارتهم فأنت لست على خلاف معهم لكنك تريدين أن تكون إقامتهم سلسة سهلة لا تغير نظام البيت وهذا حقك.
زوجة الغربة
تزوجت من مدرس زميلى نعمل سويا فى إحدى الدول العربية، ولأننى لم أكن صغيرة وافقت على شرط وهو أننى زوجته طيلة السنة الدراسية وعندما نعود فى الإجازة يقضى وقته كله مع زوجته وأولادها، ولأننى يتيمة الأبوين وأحبه وأحلم بالأمومة وافقت رغم تحذير أشقائى لى من هذا الشرط لأنى أريد أن يكون لى حياة خاصة، وتزوجنا وأنجبت وأصبح عمر ابنى 5 سنوات ولم ير أيا من أشقائه، فبمجرد نزولنا من الطائرة لا نرى زوجى إلا ونحن فى المطار للعودة للعمل، وحاولت كثيرا أن أطلب منه أن أتعرف على أمه وأشقائه وأن يروا ابنى لكنه يرفض بحجة أنهم لا يريدون أن يعرفونى حتى لا تغضب أم الأولاد، ولمدة ثلاثة أشهر سنويا لا أراه ويكتفى بالحديث فى التليفون للاطمئنان علينا، وحاليا لم أعد أتحمل هذا الوضع، أخشى أن يحدث لى شيء وابنى لا يعرفه أحد من أهل زوجى، فماذا أفعل؟
أمانى
للأسف الشديد يدفع تأخر سن الزواج الكثير من النساء للموافقة على شروط ظالمة وهى متوهمة أن الزمن كفيل بتغيير الشروط، وعادة ينتهى الأمر بالانفصال لأنها ترفض الاستمرار وفقا للشروط التى اتفقت عليها منذ البداية، وهنا رغم تعاطفى مع وضعك وحزنى على هذا الطفل الصغير الذى تنتظره مشكلات كثيرة فى المستقبل إلا أننى أرى أن حل المشكلة فى يدك أنت، فعليك أن تخيريه بين مقابلتك وابنه لأهله ولو مرة واحدة أو الانفصال وتعيشى مع ابنك بمفردك فى الغربة وأن يكون إصرارك حقيقى وأن تطلبى من أحد أشقائك التدخل من أجل الطفل الصغير الذى ليس له ذنب فيما اتفقت عليه مع والده، وفى إجازة هذا العام اطلبى من زوجك أن يأخذ ابنه لبيت أهله حتى وإن كان لا يريد أن يأخذك أنت فالأمر لن يتحقق إلا بإلحاحك، فالشرط كان يخصك وليس لابنكما علاقة به.
الجود بالموجود
أيام رمضان فرصة للترابط والتراحم الأسرى ورؤية الأهل والأصدقاء ووصل الأرحام ولكن على الزوجين إدراك حقيقة مهمة أن صلة الرحم وإكرام الضيف لا تعنى الاقتراض لنتمكن من عمل العزائم وإكرام الأهل والأحباب، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وعلى كل أسرة أن تكرم الأهل وفقا لقدرتها المادية ودون الخوف مما قد يقوله الناس، ففى ظل الأزمات الاقتصادية والغلاء الذى نعيشه الترحاب والضيافة ليست بالأكل ولكن بالحب والفرحة، فعلينا أن نتفهم ظروف الآخرين وألا نشكل ضغوطا اقتصادية على بعضنا البعض ولنكتفى بأقل الأشياء واللمة الحلوة لنحافظ على صلة الرحم دون ضغوط اقتصادية.
ساحة النقاش