كتبت: هايدي زكي
عند الارتباط تختلط المشاعر مع الأفكار ونجد أن هناك صعوبة في اتخاذ القرارات ونبدأ رحلة البحث عن شخص يتمتع بقدر كبير من الخبرة والثقة نتناقش معه للوصول للقرار الصحيح.. فمن هو مستشارك العاطفى؟ ومتى تلجأ إليه؟
البداية مع هبه محمد، حاصلة على بكالوريوس إعلام وتقول: صديقتى المقربة هى مستشارتي فى كل المواقف والظروف خاصة عند الارتباط والحب، أعتبرها أختا لى وأسألها دائما وأستعين بأفكارها.
أما رتال مصطفى، فأمها مفتاح قراراتها حسب وصفها، وتقول: أسمع نصائح والدتى وأحب أن أجلس معها وأناقشها فى كافة تفاصيل حياتى وأهتم بكلامها كثيرا، فعلى أساسه أتخذ قراراتى، وقناعتى أنه لا يوجد أفضل من الأم والعائلة لاستشارتهم قبل اتخاذ أى قرارات لما لديهم من خبرة حياتية.
وتختلف معها صديقتها نهال خليل، 33 عاما، وتقول: مع الأسف أمى صعبة ولا أستطيع التعامل معها وإخبارها بمشاعرى وماذا أريد وماذا أرفض، لذلك أتجه لخالتى فهى صديقتى وأول من أخبرها بماذا أشعر ورغبتى فى الارتباط.
ويرى عبد الرحمن الزينى، طالب، 22 عاما أن الأهل أفضل فى الاستشارات العاطفية وأفضل أشخاص للنصيحة عن الأصدقاء لأنهم على درجة كبيرة من الخبرة وتقييم الشخصيات.
أما مصطفى عشماوى، 20 عاما فيقول: أنا صاحب قراراتى لا يوجد لدى مستشار عاطفى فأمى وأبى لا يتحدثان معى ويعتبرانى صغيرا فى السن وليس لدى أصدقاء أستطيع الحديث معهم فى علاقاتى العاطفية لأننى أعتبر الأمر محرجا.
الأهل أم الأصدقاء
توضح د. سوسن فايد، أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث صفات الأشخاص الذين يمكن الوثوق فيهم واتخاذهم مستشارين عاطفيين وتقول: عند الارتباط تتأرجح مشاعرنا بين القوة والضعف لأننا نمر بمرحلة جديدة فى حياتنا وقوية فى حالة الدفاع عن الطرف الثاني أمام الآخرين لإثبات أنه شخص جدير بالحب والارتباط، ومع هذه المشاعر المتداخلة يكون الشخص فى حالة رغبة فى الحديث عن مشاعره مع آخر له مكانة فى قلبه وعلى قدر كبير من الثقة والاحترام والتقدير، وقد يكون شخصا من أحد أفراد العائلة أو من الأصدقاء.
وتضيف: على الشباب طلب النصيحة والاستعانة بمن لديهم الخبرة فى كل الأوقات، مع ملاحظة أن اختيار المستشار العاطفي يختلف وفقا للمراحل العمرية، فالشباب يميلون إلى الاستقلالية فيلجأون إلى الأصدقاء ويصبح الأمر أكثر صعوبة لأن الاستشارة غير مدعومة بالخبرة والتجربة، ومن هنا يأتي دور الأهل فى هذه المرحلة الاندفاعية الشبابية المليئة بالرغبة فى التجربة وحب الاستطلاع والمغامرة والرغبة في خوض تجربة عاطفية لذلك على الوالدين مصاحبة الأبناء وأن يكونا قدوة ومصدرا للاستشارة والأمان مع التمتع بالصبر عند الحديث فأغلب الأسر تغفل ذلك.
وتؤكد فايد على ضرورة استماع الأسر لأولادها والتعرف على مشاعرهم وما يمرون به فى مراحلهم العمرية المختلفة وعدم التقليل منها والاهتمام بها وسماعها للنهاية وتقدير الموقف ومسايرة العصر بأحداثه، ومعرفة أن هناك جديدا فى العلاقات والارتباط، وعدم التقيد ببعض الأفكار القديمة المغلوطة، فالصداقة هى الحل حتى لا يلجأ الشباب إلى الأصدقاء الذين منهم من على قدر من الوعى والخبرة.
وتشير د. سوسن إلى مشكلة يواجهها بعض الأشخاص فى الاستعانة بالأهل أو الأصدقاء لأسباب عديدة منها قسوة الأهل أو عدم الاهتمام وأحيانا فقدانهم وأيضا عدم الثقة في الأصدقاء، لذا تنصح بالاستعانة بأهل الخبرة من المتخصصين للمساعدة فى اتخاذ القرارات السليمة وإقامة علاقات عاطفية ناجحة.
ساحة النقاش