مفاتيح السعادة.. لأحلام وردية حقيقية
كتبت :ايمان حمزة
لكل منا أحلام وأمال يطمح جاهدا لينعم بالوصول إليها .. مهما كان الطريق مليئا بالتحديات وليس باليسير الهين.. ولكنه أيضا ليس بالأمر المستحيل .. فكل إنسان يسعى لتحقيق نجاحاته وتأكيد ذاته والوصول إلى طريق السعادة التى يتمناها .. والشباب المقبل على الحياة بكل أمل وتفاؤل وخاصة بعد أن استطاع أن يحقق ما كان بعيد المنال بل صعب تحقيقه لأجيال أكبر منه.. ليفجر ثورة 25 يناير ويجعل أحلام الشعب حقيقة فى الوصول إلى الحرية لبلاده من عبودية مفاسد النظام الذى استباح ثرواته وأراضيه والذى سخر كل رموزه فى مواجهة القضاء المصرى أمر لم يكن يتخيله أحد ..
هذا الشباب الذى ضرب أروع مثل فى التضحية بدمائه وأرواحه فداء لحرية بلاده يصبح فخرا لشعوب العالم الذين اقتدوا به فى تفجير ثورات التحرير فى بلادهم فى وجه الطغاه وليصبح رمزا جميلا انحنى إجلالا وتقديرا له كل شعوب وساسة العالم .. ليعلن رئيس أمريكا أوباما أن ما قام به شباب مصر يجب أن يدرس لشباب العالم وآخرون قالوا أنه صنع التاريخ الحديث من جديد بعد أن قام أجداده بصناعة التاريخ للعالم من قديم الأزل .. كيف أنه شباب لا يعرف المستحيل ويقدر المسئولية، قام بثورة سلمية بيضاء لينال حرية بلاده وبعدها قام بتنظيف الميدان وهو أمر لم يحدث من قبل فى العالم ..
من أجل هذا الشباب أصبح علينا أن نتعاون جميعا لنفتح لهم كل الأبواب المغلقة هدية منا إليهم .. لتحقيق أحلامهم وأمانيهم فى الوصول إلى أجمل أمنياتهم التى يهفون إليها لينعموا بحياة زوجية سعيدة مع حبيب العمر .. وبأن يكون لهم مملكتهم الصغيرة ليبدأوا منها أول طريق السعادة فى الحياة .. فلنكن رحماء رفقاء بشبابنا .. عندما يتقدمون لبناتنا .. ولنتعاون ولنيسر ولا نعسر إذا جاءنا من نرضى دينه وخلقه وشخصيته .. فالزواج القائم على المودة والرحمة هو إعمار للحياة وإكمال لدينهم ودنياهم .. علينا كأمهات وآباء أن نترفق فى المهور ولا نبالغ فى طلباتنا التى لا تفيد بقدر ما تعقد حياتهم .. ويكفيهم هذا الغلاء فتوفير مسكن لم يعد سهل المنال فى أيامنا هذه .. لنساعدهم حتى نمكنهم من تحقيق أحلامهم فى الحياة الكريمة بعيدا عن الانحرافات والجرائم اللاأخلاقية .. والزيجات البعيدة عن الشرعية ومسمياتها الكثيرة التي تفشت بين شبابنا بعيدا عن التوثيق والإشهار لتضيع معها حقوق البنات الصغار الأبرياء .. أو ما أصبح من ارتفاع سن الزواج وما ينتج عنه من أمراض نفسية واجتماعية .. بل انصراف الشباب غير القادر عن الزواج وأيضا القادر ولكن الخائف من المسئولية أو فشل زيجات من سبقه .. فلنيسر الزواج ولنعلم أبناءنا وبناتنا ونربيهم على حقيقة الزواج وتحمل المسئولية وأن الحياة مشاركة جميلة وتفاهم وتعاون فى السراء والضراء .. فزهرة الحب تحتاج لأن نرويها ونهتم بها حتى تدوم شجرتها وتزهر دائما ..
بالقلب والعقل معا
وأهم نصيحة هى أختيار الشباب الصحيح لحبيب وشريك الحياة فإذا كان الاختيار بالقلب فلنحكِّم معه العقل .. ويكتشف كل منا حقيقة شخصية هذا الإنسان الاجتماعية والنفسية قبل أن يقدم على إتمام الزواج .. وأن يكون من النضج النفسى والعاطفى أيضا ليكون على تمام الاستعداد لتحمل مسئولية إنجاح الحياة الزوجية .. لنأمن ما نراه من زيجات حديثة لا تصمد أمام أى مسئوليات .. وإذا حكمنا العقل فلا نغفل جانب القلب حتى نسعد بحياتنا ولا تكون جافة لا تحتمل .
ولنتعاون على أمور حياتنا كشباب مقبلين على حياة سعيدة سيجمعنا عش جميل ولنكن عمليين وعصريين لنكمل معا ما نحتاجه من بناء هذا البيت السعيد فلنبدأ بالأساسى أو الضرورى ولنكمل باقى الأجهزة والأمور معا حتى نشعر بالسعادة مع كل قطعة نكملها معا بدلا من أن نبدأ حياتنا مكبلين بالديون والمشاكل المادية .. فجمال البيوت ليس فى غلاء محتوياتها وإكتمالها بل فى ثراء مشاعر من يعيشون بها .. وكم من بيوت فاخرة لم تستمر زيجاتها لافتقادها الأهم من الحب ومن التفاهم والتعاون والتضحية من الطرفين .. فاحرصا كحبيبين على استقرار حياتكما وسعادتكما .. وكونى له الحبيبة وشريكة الحياة وافتحى ذراعيك للدنيا وانطلقى بفيض مشاعر الحب والتفاؤل والاشراق فى حياتك مع شريك العمر وتعلمى كيف تمتلكين مفاتيح النجاح والسعادة وكيف تكتشفين مفاتيح شخصية هــذا الحبيب حـتى تكونى دوما فى وجــدانه وقلبه ..
- وعليك كحبيب القلب وشريك الحياة أن تبادلها حبا بحب وتضحية بتضحية وأن ترعى الله فى زوجتك وحبيبتك .. فتنعم معها بالحياة الهانئة لتكونا عونا معا على الحياة .. فترسو سفينتكما دائما على بر الأمان .
- تعلما كيف تكتسبان المهارات والقدرات لتجعلا من مملكتكما الصغيرة جنة ترتاحان عندها من عناء يوم طويل من العمل والحياة .
- وعليك كأميرة الأحلام أن تدفعى زوجك لمزيد من النجاح فى حياته وعمله وشاركيه هواياته ورياضاته حتى تنعما معا بوقت جميل مشترك أكبر وليكن سندا لك ودافعا لطموحاتك ونجاحاتك فى العمل والحياة .
- كونى دوما جميلة رقيقة بلمساتك الحانية واهتمامك به واعلمى أن كل فتاة جميلة فقط عليها أن تنمى مواطن الجمال عندها .. والأهم جمال الروح والطبع والشخصية .. فتعلمى كيف تكونى جميلة فى عيون زوجك إينما كنت داخل البيت ولاتنسى نفسك مع أعمال البيت والمسئوليات ولا تهتمى بمظهرك إلا عند الخروج فهو خطأ كبير .
- وعليك أيضا أن تهتم بمظهرك ولمساتك الحانية لتؤكد على حبك لها فكن دائما فارس الأحلام حتى تدوم سعادتكما .. واجعل أنت وعروسك الجميلة جسور الحب والتفاهم والتواصل ممتدة دائما بينكما .. وتعلما كيف تطردا عنكما الملل والصمت الزوجى ووسائل الأحاديث المتنوعة المفيدة متاحة لكما من كل وسائل الإعلام والانترنت والقراءة بأشكالها المختلفة من الكتب والمجلات..
- بادليه الحب والاحترام بينكما وأمام الجميع .. ولا تكشفى عن مشاكلك وأسرارك حتى لأقرب المقربين حتى لاتفسدى حياتك بتدخل الأهل والآخرين من الأصدقاء .. وهى حكمه عليك أيضا التمسك بها كربان السفينة .
- كونى الابنة المحبة لأمه تكن لك الأم الحنون .. والتمسى لها الأعذار مهما كانت الأمور وتذكرى أنها أفنت حياتها من أجل حبيبك .. لتهدأ نفسك وليبارك الله حياتك وأبناءك بدعائها ورضاها عنك فترحمين زوجك من الحيرة بينكما ويرد لك الجميل مع والديك بالحب.
- ولنتعاون على الحياة فإنفاق الزوج على زوجته وبيته وأبنائه واجب إلهى حث عليه الرسل حتى تنعم أسرته بالحب وتستقيم الحياة ولا ينحرف من فيها نتيجة الإحساس بالحرمان والذل وقد توعد الله هؤلاء الأزواج.. بينما بشَّر بأعظم أجر لرجل ينفق على بيته، زوجه وأبنائه ينفعهم ويعفهم .. فالرجولة احتواء وأخلاق ..
- والزوجة المحبة عليها أيضا أن تتعاون فى نفقات الأسرة فالحياة الزوجية تحتاج منا أن نتكاتف ونتكامل ونتقى الله فى أنفسنا فالزواج ميثاق غليظ ربط الله به بين قلوب الأزواج وجعل بينهم مودة ورحمة وسكن .. فلنصنع سعادتنا بأيدينا وبقلوبنا معا لننعم بها .
دور المجتمع والدولة
بقى علينا جميعا أن نساند الشباب فى تحقيق أحلامه واقعا حيا فمن حقه أن يتمتع بها .. ولنتكاتف جميعا مع مؤسسات الدولة فى مشروع قومى لإسكان الشباب على أرض مصر من سكن كريم يجمع بين الراحة وجمال المعمار وبسعر فى متناول يد شباب فى بداية حياته .. ولنجعل الشباب عنصرا أساسيا فى بناء هذه المساكن بمجهوده كمهندسين معماريين أو مدنيين .. وفى عملية البناء وعملية توصيل الخدمات الأساسية فمع جهود مؤسسات الدولة تجتمع الجمعيات الأهلية كمجتمع مدنى مع دعم رجال وسيدات الأعمال والصناعات من الوطنيين بذلك نحل مشكلة بطالة الشباب وإيجاد فرص عمل وفى نفس الوقت نوفر ونحل مشكلة المشاكل وهى الشقة ليكتمل بيت الزوجية لكل عروسين .. ولنتكاتف أيضا لتزويج من هم قادرون على تحمل مسئولية الزواج وإنجاحه ولكن يفتقدون المقدرة على مادياته فلنعين الفتيات والشباب على تحقيق أحلامهم المشروعة بعد كل ما بذلوه من أجل حرية بلادهم.
ساحة النقاش