كيف أكون سببا فى تطوير نفسى وبلدى ورضاء ربى ؟
كتبت :أمل مبروك
منذ أن منّ الله علينا بثورة الخامس والعشرين من يناير فاضت الأفكار ، وتعددت الرؤى الداعية للإنقاذ والانتشال من هذا النفق المظلم من الفساد السياسى والأخلاقى الذى كنا نعيش فيه ، وهل يستطيع أي قانون أو تشريع مهما كانت قوته وحده أن ينقذنا من كل ما نعانى منه من مشكلات.
إن المتطلع لأحوال مصر الآن يجد العديد من المشاكل التي خلّفها النظام البائد من فساد قد غمر البلاد والناس ، وأتصور أن الإنسان هو مصدر النهضة والوسيلة الفاعلة في التغيير.. ولكن يبقى السؤال : ما الذي يحدّد للإنسان سلوكه المستقيم ؟ ويدفعه إلى السير لنهضة أمته ومجتمعه ؟ هل هو القانون؟ أم هي الفلسفة الأخلاقية ؟ أم هو الدين ؟
راجية محمد سلامة- مهندسة معمارية
- تأتي الإجابة الحاسمة من د. أحمد عمر هاشم _ عضو مجمع البحوث الإسلامية - بأنه لا قيام للحياة في الجماعة إلا بالتعاون بين أعضائها ، وهذا التعاون إنما يتم بقانون يُنظِّم علاقاتهم ، ويحدِّد حقوقهم وواجباتهم . وهذا القانون لا غِنَى له عن سلطان نازع وازع ، يكفل مهابته في النفوس ، ويمنع انتهاك حرماته ، ونقرر أنه ليس على وجه الأرض قوة تكافئ قوة التدين ، أو تدانيها في كفالة احترام القانون وضمان تماسك المجتمع ، واستقرار نظامه ، والتئام أسباب الراحة والطمأنينة فيه . إن الإنسان يساق من باطنه لا من ظاهره ، وليست قوانين الجماعات ولا سلطان الحكومات بكافيين وحدهما لإقامة مدينة فاضلة تُحترم فيها الحقوق وتؤدى الواجبات على وجهها الكامل ، فإن الذي يؤدِّي واجبه رهبة من السجن أو العقوبة المالية ، لا يلبث أن يهمله متى اطمأن إلى أنه سيفلت من طائلة القانون ، ومن الخطأ البين أن نظن أن في نشر العلوم والثقافات وحده ضماناً للسلام والرخاء وعوضاً عن التربية والتهذيب الديني والخلقي ، ذلك لأن العلم سلاح ذو حدين يصلح للهدم والتدمير ، كما يصلح للبناء والتعمير ، ولابد في حسن استخدامه من رقيب أخلاقي يوجهه لخير الإنسانية وعمارة الأرض لا إلى الشر والفساد ، وهذا الرقيب هو العقيدة والإيمان .. وهناك بعض الأفكار التي أتمنى من الله عز وجل أن تكون عوناً لنا في نهضة مجتمعنا ، والقضاء على مشكلاته .
التعليم : إن أي نهضة حقيقية تبدأ من الإنسان و الاهتمام به و تنمية فكره و العمل على الارتقاء بمستواه في كل مجالات حياته ، وإن التعليم هو من أول المداخل التي بها يتم تغيير الإنسان ، وتنمية سلوكه إلى الأفضل ، ويتم ذلك عن طريق إعداد سياسة تعليمية محددة الأهداف والمعالم ، تقوم أول ما تقوم على ترقية الإنسان من حيث علاقته بالله عز وجل ، وتنمية قدراته ومهاراته النافعة لنفسه ولمجتمعه .
نحتاج مناهج تعليمية متوافقة مع العصر ، ومتوافقة مع المجتمع الذي نعيش فيه ، وبهذا نكون أصحاب فكرة مستقلة ومنهج متميز يمد الإنسانية والعالم بكل خير .. لابد أن يكون موقفنا في التعليم قائماً على الشراكة الحقيقية بين المنتجات التعليمية على مستوى العالم ، ولا تكون قائمة على التبعية المطلقة لكل ما يخلفه لنا الغرب من معارف ومعلومات .. ربط التعليم بأساسيات المنهج الإسلامي من حيث تصور الإسلام للإنسان ، فهو خليفة الله في أرضه ، والقائم على تعمير هذا الكون ، والله عز وجل سخر له كل من فيه ، فالإنسان مأمور بنشر الخير في العالم الذي يعيش فيه ، وأن تقوم علاقته مع غيره على أساس الحب فكلنا لآدم وآدم من تراب.
السياسة والحكم : فما بالنا لو أن حاكماً استشعر أنه محاسب على تقصيره في حق رعاياه ، واستشعر أنها أمانة في عنقه وأنه مسئول أمام الله عن هذه الأمانة ؟ وما بالنا لو استشعر الشعب أنه أيضاً أمين على هذا الرئيس ، فهم مسئولون مثله ، ومكلفون بإبداء النصح والإرشاد لهذا الرئيس ، وأنها أمانة في أعناقهم ألا يعطونها إلا لمن يستحقها ؟ وما بالنا لو أن الضمير المؤمن هو الذي يحكم الرئيس والقاضي ، فلن يحاول هذا الرئيس أن يتخذ القوة أو يؤثِّر على القاضي ليحكم في صالحه ، ولن يحاول القاضي ذو الضمير المؤمن أن يطوَّع النصوص إرضاء لرئيسه فالشرع سيد على الجميع : الرئيس والشعب ، والمسلم والمسيحى سواء.
الاقتصاد : هو عماد الحياة ، ولكن السؤال : ما الذي جعل المسئولون السابقون ينهبون كل هذه الثروات ، بل إنك لا تكاد ترى فيهم شريفاً واحداً إلا من رحم ربي ؟ أعتقد أنه هو غياب الإيمان من قلوبهم ، وعدم استشعار أنهم مسئولون أمام الله عز وجل ، كما أني أعتقد بأن رضا الناس بواقعهم ويأسهم من الإصلاح أسهم في تفاقم هذه المشكلة ، فاليأس ضد الإيمان بالله .. ما بالنا لو أن كل مواطن لم يسكت عن حقه في أي مصلحة أو حتى في أي وسيلة مواصلات إذا كان له حق عند السائق ، أو له حق يخاف المطالبة به عند رئيسه ، أعتقد لو أن كل إنسان استشعر أنه مسئول أمام الله عز وجل عن هذا المال فلن يضيع جنيه واحد ، ولن يوضع في غير موضعه .
السلامة والأمن : الأمن نعمة من الله عز وجل ، لا يستشعرها إلا من غابت عنه ، ولن يستطيع الإنسان العيش بدونه ، والإيمان بالله عز وجل يوطِّد لنا هذا الأمن ويجعله واجبا على الجميع أن يحققه لنفسه ولغيره ، فهو أمانة على كل إنسان يملكه أن يوفره لغيره ممن لا يملكه .
نؤمن جميعا لو أن هناك منهجا إيمانيا حقيقيا يتم نشره وتعليمه لأفراد المجتمع ، فلن نجد سارقا ، ولن نجد بلطجيا ، إن غياب هذا المنهج حوّل الحياة إلى غابة ينهش بعضها بعضاً ، ويتصرف كل فرد فيها في مال غيره على أنه حق مكتسب له.
رضا الله
- كيف أستطيع أن أعلم أن ربي راض عنى ؟
نبيلة عبد الرحمن- طالبة بآداب حلوان
- تؤكد د. عبلة الكحلاوى _ أستاذة الفقه الإسلامى بجامعة الأزهر الشريف - أن التزامك بالفرائض والقربات والبعد عن المحرمات والاهتمام بتطبيق شرع الله يدل على حب الله لك ورضاه عنك، وحبك لله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لأعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ .. رواه البخارى.
ساحة النقاش