عندما تعانق النفس الجسد

كتبت : نبيلة حافظ

إلي كل نفس مهمومة ومتعبة تبحث عن ملجأ آمن لتلقي فيه بأدق أسرارها .. إلي من يبحث عن مكان للراحة والهدوء النفسي، يتوقف فيه ليتأمل ذاته ويراجع خطواته ويواجه أخطاءه .. نقدم استراحة نفسية لننفض عن النفس همومها ومتاعبها .. فإذا كانت لديك مشكلة نفسية تحيرك .. أرسليها لنا .. نحن في إنتظارك.

هل بإمكاننا أن نضع تعريفاً دقيقاً للسعادة ، البعض عجز عن وضع هذا التعريف لأسباب كثيرة .. ولكن علماء النفس أكدوا على أن السعادة هى أن تشعر أنك نفسك .. أن تشعر بذاتك فتدرك وجودك أن تكون هناك ألفة بينك وبين نفسك فما أسوأ أن تشعر بالاغتراب عن نفسك .. إنه أسوأ إحساس يمر به الإنسان .. فالسعادة أن تكون واحداً .. ملموساً متواصلا .. أى يكون هناك التحام بين جسمك ونفسك الالتحام بين أمسك ويومك .. حاضرك استمرار لماضيك تلتفت إلى الماضى فترى ذاتك كما تراها اليوم .. أنت أنت لم تتغير .. !!

ولكى نقف على التصور الدقيق للمشكلة النفسية التى نستعرضها الآن لابد وأن نوضح أن أى مشكلة نفسية لابد وأن يكون لها علاج .. وأى علاج نفسى لابد وأن يبدأ بالمكاشفة والمصارحة والصدق فى عرض المشكلة بكل جوانبها .. فالمرض النفسى مثله مثل أى مرض عضوى آخر .. له أعراضه وله علاجه وإذا ما أهمل تكون توابعه وخيمة وخطيرة على الإنسان لذلك نؤكد أنه لا حرج فى البوح بالمتاعب النفسية لأن كل إنسان منا معرض لهذه المتاعب ولا عاصم له إلا بالوقاية ..

l صاحبة مشكلة اليوم تتحدث عن نفسها بأسى وتقول : تصورى أننى حينما احاول أن اتذكر اشياء من الماضى اشعر وكأننى استرجع ذكريات إنسانة أخرى غريبة عنى .. وعندما اتناول البوم صورى اتخيل أن هذه الصور لإنسانة غيرى تشبهنى شكلاً ولكنها لست أنا .. إنسانة لا تربطنى بها صلة .. اجدنى انسلخ من الماضى افكارى وذكرياتى وعواطفى اصبحت لا تخصنى .. لذلك أجد حياتى بلا معنى .. بلا إحساس .. بلا هدف ..!!

- أشعر أننى كالآلة صماء .. أو كالعرائس الخشبية التى تحركها يد على المسرح .. فهى تتحرك وتتكلم ولكنها لا تدرك حركتها وكلامها ..

- أشعر أننى كالحى الميت .. فأنا أحيا لأن قلبى ينبض وصدرى يعلو ويهبط ، وأنا الميت لأنه لا معنى للزمن عندى ، لا معنى لوجودى ، لذلك أشعر باليأس والإحباط ، فكيف أعمل إذاً؟ وكيف أعيش مع الناس ؟ كيف أحب وأكره وأغضب وأتسامح ؟ كيف أفعل كل هذا وأنا لست أنا .. ؟!

تساؤلات كثيرة .. تبحث عن إجابة شافية .. ونفس متعبة تبحث عن علاج لها .. وطب النفس وقف أمام متاعبها بالبحث والتحليل ووصف هذه الحالة «باختلال الآنية» .. وقبل أن نوضح معنى ومفهوم هذا التوصيف النفسى لابد وأن نتوقف أمام هذه الحالة والأعراض التى تشكو منها لنقول إن هذه الفتاة ضاعت الألفة بين جسدها ونفسها .. الجسد أصبح غريباً عنها والنفس غريبة عنها أيضا .. وعندما تضيع الألفة بكل ما فيها من حب وأمان نجد الكراهية والخوف يحلان مكانها .. لذلك صاحبة مشكلة اليوم .. تكره نفسها .. وخائفة مما هى عليه .

واختلال الآنية تعنى أن هناك خللاً اصاب نفس الإنسان .. فكل شىء فى حياته من افكار وعواطف وماض لا يشعر بأى صلة تربطه به .. وهذه الحالة تأتى فى نوبات تشبه النوبات الصرعية .. وهى تأتى كعرض فى مرض الاكتئاب أو فى حالات الوسواس القهرى وقد تحدث مع حالات القلق الشديد أو الضغوط النفسية الشديدة التى تحاصر الإنسان وكل الأبحاث النفسية أكدت على أن هذه الحالة تأتى فجأة وقد تكون بدون سبب واضح ! ومرض نفسى معين من الامراض السابق ذكرها.. وكما أن الحالة تأتى فجأة فإنها قد تذهب فجأة أيضا دون الحاجة إلى طبيب نفسى معالج.

 

 

 

المصدر: مجلة حواء -نبيلة حافظ
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 987 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,853,167

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز