يضطر له الرجل.. وتقبله المرأة
زواج على كنبــــة الصالون!
كتبت :ايمان عبدالرحمن
يعد زواج المعارف من أكثر أنماط الزواج المقبولة اجتماعياً لدي العائلات فكثيراً ما نسمع عبارة فلان لفلانة وفلانة لفلان.. لكن ليس دائماً ما تأتي الرياح بما تشتهي السفن فوسط رغبة الأهل في الاطمئنان علي مستقبل ابنائهم والخوف من أن تصيبهم العنوسة يتعجل البعض في الاختيار لتنشأ علاقة ثلاثية بين زوج وزوجة وعائلتين قد يكتب لها القدر النجاح وقد تصاب بالفشل لتخوض المرأة تجربة مريرة لزواج متعجل كان الاستقرار هدفه.
فكيف يري المجتمع زواج الأقارب والمعارف وإلي أي مدي تتوازن إيجابياته وسلبياته هذا ما نعرفه من خلال الموضوع التالي:
وفاء «28سنة» التي تروي قصتها قائلة:
تزوجت من ابن زميل أبي في العمل، فوالدي ضابط متقاعد يملك مشروعاً خاصاً به، ودائماً ما كنا نتقابل ونحن في المدرسة في نادي الشرطة، وكنا أحياناً نذهب للمصيف معاً، كنت أعرفه معرفة سطحية، لم أحتك به كثيراً، كان يأتي لأخي ولكنه لم يكن صديقاً مقرباً له، وبعد ما دخلت الجامعة، فوجئت بأبي ووالده يتفقان علي زواجنا، لم أعترض فقد نصحتني أمي بأنه خال من العيوب وأننا معرفة من زمان وبالفعل تزوجنا من ست سنوات وأنجبت رودينا 4سنوات وجودي سنتان لينتهي هذا الزواج بالطلاق، ولم يشفع لي تقارب أسرتينا والعلاقة التي كانت تجمع بيننا في حل المشكلات، فقد اكتشفت إنه اتكالي ولا يهتم بشئون المنزل ولا شئوني وكل مرة أذهب إلي المنزل والدي يحل أبي الخلاف ويعطيني هو ما يحتاجه المنزل ولكن استحالت العشرة بيننا.
بينما لداليا.ج 24سنة تجربة أخري تقول: خطبت وأنا في الجامعة لزميلي وكانت الخلافات شديدة بيننا وخاصة عندما تدخلت الأسرتان، وعناد أسرتي في مطالبها وهو لم يكن قد تخرج بعد، وبعد فسخ الخطبة، صممت أسرتي علي زواجي من ابن زميل أبي في العمل وقالت لي أمي «الزواج عن حب لم ينجح» جربي زواج المعارف فنحن تزوجنا كذلك وكان زواجنا ناجحاً وتضيف:
لم أحبه ولكن أضطررت إلي الموافقة بعد تصميم أسرتي وخوفي من أن أتأخر في الزواج، تزوجته ودبت الخلافات بيننا،كان يحكي كل كبيرة وصغيرة لوالده ووالدته الذي كان بدوره ينقل ذلك في محيط العمل عند أبي بحكم زمالتهما، مما كان يؤثر على علاقتهما ببعض وزادت الخلافات أكثر فكان كل زملاء أبي يتناقلون أسرار حياتي وما يحدث بيننا والآن عدت مطلقة لأبي المصمم علي عدم الرجوع له وأحمد الله أنني لم أنجب، لقد عشت أسوأ سنتين من عمري.
الآباء والأمهات
وعن تجارب الآباء والأمهات في زيجات المعارف تقول: م.س تعمل في المجال الإعلامي عن تجربتها قائلة: خطبت ابنتي لابن صديقتي وصديقتي هذه كانت بيننا صداقة قوية منذ سنوات بجانب أننا زملاء مهنة واحدة، وعقد القران وفرحنا جميعاً ولكن سرعان ما دبت الخلافات بين ابنتي وزوجها وتدخلت والدته ولينتهي الأمر بالطلاق، نعم، طلقت ابنتي وقبل الزفاف وأحس بالذنب تجاهها لأنني كنت سبباً في هذه الزيجة الفاشلة، فابنتي الآن تحمل لقب مطلقة وهي لاتزال آنسة، ولم تشفع سنوات الصداقة ولا الزمالة في إنهاء الخلافات فصديقتي كانت السبب فيما آل إليه الحال.
بينما تري س.د، أن هذا الزواج ناجح مائة في المائة تقول: زوجت ابني بهذه الطريقة من ابنة صديقتي وهي من رشحتها له وتضيف: عشرة العمر مع صديقتي ومعرفي الجيدة بشخصيتها شجعني في طلب ابنتها لابني الذي رحب بذلك، فأنا أعرف أفكار صديقتي وطريقة تربيتها لأولادها ولمست فيها الحكمة والفعل طوال سنوات صداقتنا، وابني زواجه ناجح والحمد لله ويعيش في راحة مع زوجته.
وإذا كانت هذه تجارب الأهل والأبناء مع هذا النوع من الزواج فما رأي المتخصيين فيه.
أفضل أنواع الزواج
ذلك تحدثت د. عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تقول: إن زواج المعارف له سلبياته وله إيجابياته، فتقول: «إذا ما حصرنا إيجابياته سنجد أن معرفة العائلات ببعضها البعض تحقق قدراً كبيراً من المعرفة الحقيقية للأسر، مما يسهم بشكل كبير في نجاح هذا الزواج فالعروسان يكونان مع سابق معرفة بحكم معرفة الأسرتين، ويكون زواجاً علي أسس أولها التقارب في الجانب الاجتماعي والفكري والعادات والتقاليد لأنهما تقريباً يكونان من نفس البيئة وثقافتهما واحدة، بالتالي يتجنبان قدراً كبيراً من «الخلل في الاختيار الزواجي» وأري أن هذا الزواج أفضل أنواع الزواج.
ويعوض العائلات عن الوسائل الأخري للزواج غير المعروفة مثل الإنترنت - الخاطبة، زواج الزملاء.
والعيب الوحيد أنه بعد الزواج لو نشأت خلافات بين الزوجين، نجد أن العائلات يتشاركون نفس المشكلات، وربما يؤثر علي العلاقة بين الأسرتين والتي دامت سنوات.
الخلافات واردة
بينما تري د. إنشاد عزالدين أستاذ علم الاجتماع والمشكلات الأسرية أي زواج معوض للمشاكل، لأن هذه هي طبيعة البشر حتي لو كان زواجاً يتسم بالاستقرار، وتضيف أن هذا لا علاقة له بكيفية التعارف أو الزواج بين الطرفين، وتشرح أن هذا من طبيعة العلاقات الإنسانية. وأن نجاح الزواج من عدمه مرتبط بالكفاءة التي لا تعني التوافق في المستوي الاقتصادي ولكن الاجتماعي ويكونون في ذوي طريقة المعيشة الواحدة والثقافة المتقاربة والطموحات والوعي.
وتضيف د. عزالدين أن الخلافات واردة بين أي زوجين، وربما هذا يرجع إلي ما يسمي «ديناميت الاختيار للزواج» فبعض وسائل الاختيار تختلف من عصر لعصر، فنجد الآن مبالغة كبيرة في طلبات الزواج.
وتختم حديثها قائلة إن اختلالف الظروف الآن يجعل الكثير يتعجل الاختيار، نتيجة الموروث الثقافي الذي يجعل الأسرة تتعجل زواج بناتها خوفاً من أن تلقب بالعانس
ساحة النقاش