أسرار الرجال

لست دمية تحركه زوجته!

كتب : أدهم نور

تكلمنا عن وضع الرجل بين زوجة لا تحب أهله، وأهل لا يرتاحون لها، وحتى نفهم فلابد أن نعرف أن الرجل بطبعه لا يمكنه أن يحيا وحيداً، فهو بعد مشوار عمل ومشكلات يومية يحتاج دفء بيت، واستقرار حياة، وتلبية طلباته

لذلك فهناك رجال كثيرون ارتباطهم بأهلهم يتعمق نتيجة التعود على بيت، واستقرار، وحياة هادئة، ثم يتزوج فلا يكون للحبل السري بينه وبين أهله أى انقطاع، إنه يظل مشدوداً إليهم يغلبه الحنين لصحبتهم، وحياته السابقة التي لا تزال تحيا بداخله إلى أن يتعود حياته الجديدة مع زوجته التي يأنس لها، ثم يبدءوا الأطفال في التوافد، وتبدأ حياة جديدة بتفاصيل لها طابعها الخاص تأخذ الرجل في إيقاعها الرتيب المنسجم، هذه الرتابة يحبها، ويتعودها ولا يريد الخلاص منها، لذلك فحياته تتخذ شكلاً معيناً، ونظاماً ذاتياً، ويصبح بأسرته الجديدة التي هو حاميها يجد التعويض عن بيت الأهل الذي كان فيه أحد الرعية، لكن التصاقه بهم أصبح مختلفاً.

الأهل لا يفهمون ذلك بل يتصورون أن زياراته التي تناقصت، ولهفته التي خفتت حدتها إنما هي تحول خطير نسجته زوجته وما هو إلا مجرد دمية في يد هذه الزوجة، وينسى الأهل أن الرجل لا تغيره امرأة لكنها قد تزين له أفكارا وأشياء، وللحق هو قد يتأثر برأيها تبعا لطريقة عرض هذا الرأي وتبعا لاستعداده هو، ولا يدركون أن تأثيرها لا يمكن أن يصل إلى غسيل الدماغ إلا إذا كانوا قد ربوه أصلا على التردد والتبعية.

الرجل السوي ليس ابنا عاقا تحركه زوجته كيفما تشاء وليس هو أيضا الإنسان الظالم الذي يضع حقوق أهله فوق حقوق زوجته، لكنه في الحقيقة مجني عليه من الطرفين في اغلب الأحيان وليت أهله وزوجته يعلمون أنهم بصراعاتهم إنما يقربونه أكثر من المرض والإحباط، هل رأينا امرأة تشكو أن زوجها يبعدها عن أهلها؟ نادرا ما تواجهنا هذه المشكلة.. لماذا؟ هل المرأة تحب أهلها أكثر من حب الرجل لأهله؟ هل هي أكثر منه برا؟ بالطبع لا.. لكن الحقيقة أن الرجل في صراعه اليومي مع الحياة يواجه مكائدا وحروبا لذلك فهو في بيته وبين أهله يؤثر السلامة والوئام ويتمنى أن تسير الحياة بهدوء، والصراعات بين الزوجة والأهل إنما يراها الرجل لونا من ألوان الحروب الصغيرة التي يحاول الابتعاد عنها قدر استطاعته. الرجل مثلا لا يحاول أن يوغر صدر زوجته على أهلها لأنه يعرف من البداية أن أهلها هم راحتها وان عواطفها تجاههم تسعدها، ولا يثور الزوج على علاقة زوجته بأهلها إلا إذا شعر بخطر هذه العلاقة على استقرار البيت. الرجل في علاقته بأهل زوجته أكثر هدوءا من علاقتها بأهله لأنه لا يملك وقتا ولا أعصابا ليناقش مع نفسه تفاصيل بسيطة يمكن تجاوزها هذه التفاصيل هي نفسها التي تجهد المرأة نفسها في تصيدها في علاقتها بأهل زوجها، فالكلمة لها أكثر من معنى، والحركة مقصودة والموقف يحتمل أكثر من تفسير. صدقوني الرجل أكثر تسامحا وبساطة في تعاملاته لأن العقد الاجتماعية المترسبة بداخله أقل وقد يكون ذلك لأنه أكثر ثقة بنفسه ولأن اهتماماته أوسع .. سيغضبن منى الكثيرات، لكن لو جلست كل امرأة مع نفسا ستدرك أن الواثقة من نفسها والتي تحمل اهتمامات كثيرة والتي جعلت العدل ميزانها في كل شيء لن تتسبب في أي مشكلات سواء كانت حماة أم زوجة ابن

المصدر: مجلة حواء -أدهم نور
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 509 مشاهدة

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,813,903

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز