على مائدة المناقشة

الصوماليات.. وأزمة الزواج

كتبت : سمر الدسوقي

 تعيش المرأة الصومالية أخيراً، أزمة حقيقية سواء كانت فتاة أو أما، فكما نجح القراصنة الصوماليون فى التدخل فى الملاحة الدولية، بدأوا أيضا يغذون سوق الزواج بل ويطلبون الزواج من أجمل وأفضل الفتيات الصوماليات، واللاتى قد يوافقن أحيانا قهرا أو حتى برغبة ذاتية كما تكشف رحلتنا التالية بين ما أجرى من أبحاث ودراسات حول هذا الشأن.

فى البداية تقول د. ملكة عثمان محمود أستاذة علم الاجتماع والباحثة الصومالية عن هذا: هناك أكثر من طريقة للزواج فى الصومال إما أن يتم الأمر باختيار الرجل أو بترشيح من الأهل، وفى كلتا الحالتين لابد أن يدفع أهل الزوج ما يعرف بـ«جباتى ويرد» وهى هدية من المال إلى أهل العروس وقد تكون من الأنعام، وقد كان المهر قديما بجانب هذه الهوية يصل لـ100 من الإبل ولكنه الآن تحول لقيمة متفق عليها من المال، هذا بجانب مايدفع من الخواتم والأقراط والملابس، ويلاحظ هنا أن الأفراح الصومالية تستمر لثلاث ليال وتقام فيها الولائم الفاخرة والتى لابد وأن تحوى لحوما وفى نهاية هذه الليال يقدم العريس إلى منزل العروس ويقوم بعقد القران، ثم يقام احتفال آخر فى اليوم السابع من الزواج يضم العائلة والأهل والأقارب.

أما عما أصبح يهدد الزواج فى إقبال القراصنة على الزواج من الفتيات الصوماليات، فيقول عنه الباحث الصومالى يوسف الشاعر: المشكلة الآن أن هؤلاء القراصنة رغم أن مصادر رزقهم غير شرعية إلا أنهم يكسبون أموالا طائلة وينعمون بحياة رغدة وكريمة وبالتالى فعندما يرغبون بالزواج من الصوماليات يرسل لهم معارفهم مئات من صور الفتيات صغيرات السن ويقومون بالاختيار من بينهم والمشكلة هنا أن معظم الفتيات قد بتن يملن إلى الزواج منهم رغبة فى الحياة السهلة والمريحة وكذلك لأن معظم الشباب يحجمون عن الزواج لارتفاع تكاليفه فى حين يكون هو عاطل، والنتيجة أن مثل هذه الزيجات لا تستمر لأكثر من عدة أشهر ثم يكون الانفصال، ويبدأ القرصان فى البحث عند الزواج من فتاة أخرى جميلة وهكذا.

وعن تداعيات هذا الزواج السريع وغير المتكافئ تقول د.عزة كريم أستاذة علم الاجتماع، لاشك أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً فى نسبة الطلاق بهذه البلدان، نتيجة لأن الظروف والأوضاع الاقتصادية تجبر الكثيرين على الرضوخ والزواج من بعض ممن يكونون غير أكفاء لهن فقط من أجل المال، والزوج هنا أيضا يكون متخذ الزواج على سبيل التسلية فقط، وبالتالى فالحل لابد وأن يكون من قبل الأهل حيث لابد وأن تكون هناك رقابة وتوجيه على مثل هذه الزيجات بل وإجبار الفتيات على عدم الزواج فقط من أجل المال دون أى تكافؤ .

المصدر: مجلة حواء- سمر الدسوقي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,728,264

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز