أبناء مصر المخلصون ..!

كتبت :نبيلة حافظ

تعجبت كثيراً لحال شعبنا .. الذى أبهر شعوب العالم بثورته العظيمة وحيّر أيضا هذه الشعوب فى عدم استثماره الجيد لهذه الثورة، فحتى هذه اللحظة لم نحصد بعد المكتسبات التى كان يجب علينا أن نحصدها بعد ثورة يناير .. ربما نكون قد أنجزنا بعض القليل .. ولكن المشوار الحقيقى لما بعد الثورة لم نبدأه بعد .!

فمازلنا نقف فى أماكننا .. نهدر الطاقة والوقت فى خلافات وصراعات سياسية كان بإمكاننا تجنبها لو أننا أخلصنا النوايا وأظهرنا حبنا الحقيقى لهذا الوطن الذى نسكن فيه .

الوطن الذى يستحق منا الكثير من البذل والتضحية والذى كان علينا أن نضعه نصب أعيننا ونجعله يسكن فينا .. نعشقه ونحبه بلا حدود .. نرفع من شأنه ونعظمه أمام الآخرين .. وهل هناك شرور أعظم وأجل من انقسامنا وخلافنا الذى لاينتهى .؟ لقد صدق رسول الله «صلى الله عليه وسلم» حين قال : «إذا غضب الله على قوم أصابهم الجدل ..!».

وها نحن ندخل فى جدال حول هذا وذاك .. من يفقه ومن لايفقه يجادل فى أمور هامة وخطيرة تخص مستقبل هذا الوطن .. ولكن وسط كل هذا الجدل الحادث الأن فى الحياة تظل هناك قلة قليلة من أبناء مصر المخلصين يعملون بحب واخلاص وتفان .. يبذلون الغالى والثمين من أجل مستقبل أفضل لمصر وشعبها العظيم .. يعملون فى صمت دون ضجيج اعلامى وكل مايبتغونه إرضاء المولى العظيم وآداء دورهم الوطنى فى هذه المرحلة.

هؤلاء أبناء مصر المخلصون الذين يخططون ويرسمون للمستقبل من أجل حل مشاكل مستعصية مثل الجهل والفقر والمرض .. جهودهم عظيمة لاتقدر بأموال الدنيا كلها .. لأنها تصب فى النهاية لمصلحة الملايين المطحونين الذين يفترسهم الجوع والفقر والمرض ..

فقراء مصر الذين حرموا من حقوقهم المشروعة فى الحياة .. وهى أقل القليل .. حقوقهم فى سكن أدمى وحياة نظيقة ولقمة عيش تحفظ لهم كرامتهم دون امتهان .. وهاهم من يعملون فى الخفاء يمدون لهم يد المساعدة .. ينتشلونهم من ماض مؤلم إلى مستقبل آمن مشرق بإذن الله .

تحية إلى كل هؤلاء دون الإشارة إلى أسمائهم عن قريب أو بعيد .. فهم يترفعون عن ذلك ويبتغون بأعمالهم هذه وجه الله .. تحية لهم وأكثر الله من أمثالهم فنحن فى أشد الحاجة إلى مثل هؤلاء ..!!