القطريون يوزعون الإفطار

على المنازل والعمانيون يبخرونها ! 

كتبت : سمر الدسوقي

 وبدأت أيام وليالي رمضان المباركة وأجواؤه العطرة تملأ بلداننا العربية من الشرق للغرب ، محملة بطقوس وعادات وتقاليد خاصة تحرص عليها المرأة والأسر العربية كافة، ورغم اختلافها من مكان لآخر، إلا أن الثابت بينها جميعاً أنها ذات طابع احتفالي محمل بعبق الشرق ولمسات المرأة العربية الخاصة. وفي كل حلقة من حلقات حواء العربية .. خلال شهر رمضان نطوف بينها ونعيشها معكم..

البعض يبدأ إفطاره بالحلوى والبعض الأخر يعنى بتوزيع طعام الإفطار على بيوت الجيران والأصدقاء، وما بين الهريس والمكبوس والثريد وشوربة الحب وتناول القهوة العربية المحلاة بالهيل، هذا بجانب الحرص على أداء صلاة التراويح واحتفالات الأطفال بليالى «الكرنكعوة» وإقامة «الهبطة» فى العشر الأواخر من رمضان .. تأتى الليالى الرمضانية التى تحياها المرأة والأسر العربية فى قطر وسلطنة عمان .. كما حاولنا وأن نعيشها معهم فى جولتنا التالية >>

البداية تأتى من عمان، حيث تحدثنا عن احتفالات رمضان به مترجمة لغة الإشارة والناشطة العمانية «أمل بنى عرابة» قائلة:

يبدأ الاستعداد لشهر رمضان فى سلطنة عمان منذ العشرين من شهر شعبان، حيث يتجه الأهالى والنساء على وجه الخصوص لتخذين العيش «الأرز» والتمر المعمول بالسنوت، وخلال أيام الشهر الكريم يميل الرجال لتناول إفطاررهم بالمنزل دائماً أو يفطرون فى الفريج «الحى»، حيث يخصص مكان للرجال بالحى وأخر للنساء، وتحرص النساء هنا على إرسال أطباق التمر واللبن واللقيمات إلى المساجد القريبة من دورهن ليتناولها الفقراء وعابرى السبيل، وهناك بالتأكيد حرص بعد أول يوم رمضانى على تبادل الزيارات الرمضانية بين بيوت الأشقاء والأقارب، أما عادات تناول الفطور «الإفطار» نفسه فتختلف من مكان لأخر وفقاً لاختلاف الولايات داخل سلطنة عمان، فهناك من يفطر على التمر والقهوة وشرب الشربات «العصير» مع لقيمات القاضى «لقمة القاضى»، وهناك من يبدأ إفطاره بتناول الطعام العادى كالثريد والعيش «الأرز» مضاف إليه اللحم، والبعض يشرب اللبن المضاف إليه الزعتر أو السنوت بجانب لقيمات القاضى الحلوة، كما يميل البعض لتناول الهريس والمكبوس والسيويا والثريد وشوربة الحب والقريس.

وتضيف: ومن أشهر أنواع الحلوى التى يحرص العمانيون على تناولها خلال شهر الصيام حلوى السخانة «السمن»، والساقو وحب الجفشة والخنسروس، وكلها أسماء لنوع واحد من الحلويات ولكنها تختلف فى طريقة إعدادها وصنعها وطعمها من ولاية لأخرى، هذا بجانب طبق الحلوى العمانى الثابت والمعروف فى كل الولايات والمكون من شوربة الأرز والسكر والحليب، ولا تخلو مائدة الإفطار أيضاً من بعض الفطائر كالسمبوسة بالخضار واللحم والمصانف.

وماذا عن أبرز الطقوس المتبعة داخل المنازل وخارجها على سبيل الاحتفال والتبارك بالشهر الكريم؟

هناك عادة تبخير المنزل بالدخون، وتبخير الرجال قبل الذهاب لأداء صلاتى العشاء والتراويح فى المساجد، كما يقيم الرجال مجالس رجالية خاصة عند عودتهم من الصلاة، يتجمعون فيها لتبادل القصص والأحاديث وتناول الحلوى والفاكهة. وبنفس الصورة تؤدى النساء الصلاة وبخاصة صلاة العشاء والتراويح فى فروع الجمعيات النسائية المختلفة ويستمعن للمحاضرات الدينية، وفى ليلة النصف من شهر رمضان وكما يحدث بالعديد من المدن الخليجية يحتفل الأطفال «بالقرنقشوة» وهى مناسبة يطوفون فيها شوارع الأحياء ويغنون طلباً للحلوى، كما تقام «الهبطة» فى العشر الأواخر من رمضان فى كل ولاية وبلدة عمانية وهى عبارة عن تجمع كبير يقام فى الأماكن المفتوحة لبيع الماشية واللحوم والملابس استعداداً للعيد بل وإقامة سباقات للهجن والإبل والخيول.

القهوة بالهيل

ومن سلطنة عمان إلى دولة قطر، حيث تقول الإعلامية «يسرا ناصر» عن احتفالات رمضان وأجوائه العطرة بقطر: يستعد القطريون لشهر رمضان استعداداً خاصاً قبل مقدم الشهر نفسه، سواء من خلال شراء المواد الغذائية أو الأوانى والملابس الجديدة، هذا بجانب التسابق فى إخراج أموال الزكاة والصدقة قبل بدء الشهر الكريم، وخلاله نجد أن هناك حرصاً على طهى الأكلات الشعبية الشهية كالهريس والمضروبة والثريد واللقيمات وخبز الرقاق، ومن الملفت للنظر أن القطريين يحرصون قبل موعد الإفطار على توزيع هذه الأكلات والأطباق الشهية على بيوت الجيران والأصدقاء وكذلك الفقراء وذوى الحاجة.

وتضيف: وبعد تناول الفطور يأتى موعد تناول القهوة العربية الجميلة، والتى تفوح منها رائحة الهيل، حيث تجمع الأسر لتبادل الأحاديث وتناولها فى فناجين صغيرة الحجم، ليستعد بعدها الرجال وكذلك النساء للتوجه لصلاة التراويح بالمساجد، وتعتبر ليلة النصف من رمضان أهم الليالى وتعرف بليلة «الكرنكعوة» وهى من أهم ما يميز رمضان بقطر، حيث يهتم الأهالى فى هذه الليلة بشراء الحلوى والمكسرات كالجوز واللوز والملبس ويتم وضعها فى سلة كبيرة من الخوص ليتناولها الأهل والأصدقاء، كما يرتدى الأطفال فيها ملابس خاصة وجديدة وكذلك الفتيات حيث يشتمل زيهن فى هذه الليلة على الموشاة بالزرى والبخنق وهو غطاء للرأس تضعنه الفتيات، ويطوف الأطفال بالبيوت وهم يرددون الأغانى القطرية الجميلة، الخاصة بهذه المناسبة، للحصول على الحلوى والمكسرات، وبهذا تستمر الأيام والليالى الرمضانية فى قطر ويزداد فيها الإقبال على فعل الخير وآداء صلاة التراويح، إلى أن يقترب العيد فيبدأ الاستعداد لشراء الملابس الجديدة أو حياكتها وتحضير حلوى العيد.

المصدر: مجلة حواء- سمر الدسوقي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,816,488

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز