لكل أم .. احذرى قبل التصريح بها
طالع فاشل لمين؟!
كتبت أسماء صقر
يعاني بعض الطلاب من مشاكل ضعف التحصيل أثناء الدراسة وكذلك قلة التركيز والانتباه والسرحان وغيرها، مما قد يؤدي إلى فشل دراسي.
وغالباً ما تواجه الأم صعوبات فى التعامل مع إبنها الطالب، وتلجأ للضرب والعقاب كأسلوب لعلاج المشكلة؛ فهل هناك حلول أخري، هذا ما دفع «حواء» لإجراء هذا التحقيق
فى البداية يتحدث التلاميذ عن المشكلات التى تواجههم أثناء اليوم الدراسى، يقول م.ح - 8 سنوات -: أعانى من صعوبة فى التركيز، وعدم فهم واستيعاب ما يقوله المعلم بسرعة، وعادة ما أشعر بالسرحان وتقفز إلى ذهنى مشاحنات أمى وأبى بسبب المصاريف الدراسية والبيت، لتكون النهاية لكل ذلك عقابى بالضرب من قبل بعض المدرسين.
المقارنة المحبطة
وتقول أشرقت أحمد - 10 سنوات -: كثيراً ما أتعرض للسخرية والإهانة من قبل والدى لعدم فهمى بشكل سريع للمواد الدراسية، وأتعرض للمقارنة بأقاربى وذكائهم مما يولد لدىًّ الإحباط ويتشتت تركيزى أثناء شرح المدرسين فى الفصل.
ويشير محمد - ش 11 سنة - إلى معاناته قائلا: أعانى من صعوبة فى النطق «التهتهة»، وغالباً ما يعاملنى المدرسون معاملة بها الكثير من الملل والغضب مما ينعكس على نفسيتى، خاصة أن بعض التلاميذ يضحكون أثناء كلامى مع المدرسين.
الإهمال
وتقول نسمة - ج 13 سنة -: والدى لا يعاملنى مثل إخوتى الآخرين، حيث يقوم بتشجيعهم دائماً ومدحهم ويسألهم عما يواجهونه من مشاكل فى المدرسة، أما أنا يهملنى ولا يعطينى الحب والأمان والحنان مثل إخوتى ويقول لى دائماً «لقد كبرت ولابد أن تعرفى كيف تتعاملين مع المشكلات التى تتعرضين لها» .
أزمة أسرية
وتعلق د. عزة صيام - أستاذ علم الاجتماع ووكيل كلية الآداب للدراسات العليا والبحوث الإنسانية جامعة بنها - قائلة: الأزمات الاقتصادية التى تواجه الوالدين كعدم القدرة على توفير مصاريف السنة الدراسية والكتب، ووسيلة الانتقال من المنزل إلى المدرسة، تؤثر على مستوى التحصيل الدراسى لدى الأبناء، حيث تفقدهم القدرة على التركيز.
ولمواجهة هذه الأزمات على الأسرة تحديد الأولويات ويمكن استخدام مستلزمات العام الماضى إذا كانت تناسب المرحلة الدراسية، وبالنسبة لوسيلة الانتقال يمكن الاستعانة بوسيلة أخرى خاصة غير تابعة للمدرسة ذات تكلفة أقل بالاشتراك مع أولاد الحى والجيران.
ولابد من مراعاة تحديد المواد المتعثر فيها الطالب دراسياً، ويمكن الاستعانة بمجموعات التقوية تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وبشكل قانونى داخل المدرسة، وتكون فى شكل جماعى مما يقلل العبء المادى على الوالدين.
كما أن هناك أسراً تتولى أمور المذاكرة لأبنائها بدلاً من الدروس الخصوصية، وبالنسبة للكتب الخارجية يمكن تحديد مواد معينة يحتاجها الطالب إذ كانت خارج النظام المدرسى.
وتحذر د. صيام من العقاب بالضرب المبرح واستخدام العنف فى التعامل مع الأبناء سواء فى المدرسة أو المنزل؛ مضيفة أن له تأثيراً سلبياً على مستوى التحصيل الدراسى للأبناء، ويفضل اللجوء لأسلوب الفهم والتوضيح عند الخطأ.
المشاركة والمسئولية
أما د. عبد الفتاح درويش - أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية - فيرى أن أغلب الدراسات التربوية تتفق على أن الإهانة والسخرية التى توجه للأبناء فى المنزل أو المدرسة تضعف من تحصيلهم الدراسى.
لذلك يجب على الوالدين توفير جو أسرى يتسم بالمعاملة الحسنة للأبناء.
أما بالنسبة للمدرسة فلابد من استخدام أساليب تربوية صحيحة فى التعامل مع الطلاب، كإشعارهم بالنجاح والتفوق عند الإجابة الصحيحة وحثهم على الطموح والمناقشة أثناء الشرح، والعمل على سيادة روح المحبة والاحترام بين الطلاب والمدرسين.
التمييز
ويوضح د. درويش أن التمييز والتفرقة بين الأبناء فى المعاملة لذا ننصح الوالدين بالتصرف بوعى لأن هذه التصرفات تنعكس فى مرآة الأبناء، وضرورة توفير المحبة والعطف والرحمة والمساواة بين الأبناء بشكل عادل.
والاستماع إلى رغباتهم والمشكلات التى تواجههم، ومساعدتهم على إيجاد حلول مناسبة لها، وضرورة تكوين علاقة ود وصداقة بين الوالدين والأبناء.
وبالنسبة للمدرسة يجب تحقيق المساواة بين الطلاب فى المعاملة، والحقوق والواجبات.
مشكلات النطق
ويحدثنا د. عبد الفتاح درويش عن مشكلات التلعثم وصعوبات النطق والكلام قائلاً: التلعثم عبارة عن عثرات لا إرادية من توقف أو إطالة أو تكرار لبعض الحروف أو المقاطع أثناء الحديث، وربما يصاحبها حركات لا إرادية بالوجه أو الأطراف.
وقد أكدت البحوث والدراسات المختلفة أن صعوبات النطق والكلام كاللجلجة والتهتهة تشترك فيها عوامل عضوية، وقد تكون ناتجة عن عوامل وراثية واجتماعية، وعوامل نفسية، التى يراها البعض أنها الأساس فى التلعثم من حيث التوتر النفسى المصاحب للقلق أو الخوف، أو فقدان الشعور بالأمن والشعور بالنقص، أو التعلم الخاطئ.
وعادة ما يتأثر الطفل الذى يتعثر فى نطقه بالمحيطين، ففى المدرسة يقوم بنشاط فردى فى الغالب، وفى المنزل نجده ناقداً لإخوته لا مشاركاً لهم.
قد يعانى الطفل من التلعثم قبل سن المدرسة من سن سنتين إلي ست سنوات وهناك أطفال يعانون منه فى سن الدراسة وما بعدها وهناك خطوات تساعد على التخلص من التلعثم منها تعمد المصاب أن يتكلم أكثر ويتلعثم بسهولة أكثر وبشكل علنى ولايخاف من سخرية الآخرين، ولا يحاول إخفاء تلعثمه، ويحافظ على تواصله مع الآخرين وينظر إلى عين من يتحدث إليه بشكل طبيعى.
ومحاولة تجنب الانفعال والغضب، وضرورة إعطائه الإحساس بالثقة والارتياح بشكل مستمر.
أيضاً أهمية المتابعة مع اختصاصى تخاطب للمساعدة فى علاج مشكلة التهتهة واللجلجة.
وتلفت د. مارى عبد الله -أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس - إلى ضرورة معرفة سبب اللجلجة والتهتهة قبل العلاج، وتنصح الأمهات بضرورة التحدث مع أولادهن بشكل لغوى سليم وتجنب التحدث معهم بلغة الأطفال.
والتدريب على نطق الكلمات والجمل، وإذا كانت صعبة يمكن تقسيمها لحين اتقانها، ولابد من معرفة أوقات اللجلجة والتهتهة وهل هى مؤقتة أم مستمرة معه.
كذلك الحرص على توفير التغذية السليمة والمتوازنة التى تساعد على إمداده بالفيتامينات والمعادن اللازمة التى تحسن من مستوى ذكائه، ثم يرتفع ويزداد مستوى تحصيله الدراسى
ساحة النقاش