الصندوق الأسود

كتبت : نجلاء أبوزيد

رحل فجأة زوج إحدى صديقاتى خلال قضائه للأجازة السنوية فى مصر وفجع الجميع بالخبر حيث لم يبلغ الخمسين من عمره بعد، لكن بعد أيام من الوفاة فوجئت بمن تتصل بى صارخة أنها لا تعلم أى شيء من ممتلكات زوجها أو حساباته البنكية وأنها تعتقد أنه كان يحتفظ بأوراقه الهامة فى شقته بالسعودية وقد اعتاد إخفاء كل المعلومات المالية عنها، وأن هذا كان سبباً لخلافاتهما فى بداية الزواج، لكنها استسلمت لرغبته واكتفت بإنفاقه الجيد عليها وعلى أولادها، ونصحتها بالاستعانة بمحام يساعدها فى رحلة البحث عن ثروة زوجها ما بين مصر والسعودية وأنهيت المكالمة وجلست صامتة لدقائق غير مصدقة لما سمعته فهذا الزوج الذى عمل لأكثر من 20 عاماً بالسعودية يعجز أبناؤه عن دفع مصروفات المدرسة وزوجته لا تعرف أين ثروته، هكذا و ببساطة لم يهتم بإشراك شريكة حياته فى معرفة ما له وما عليه، توفى فجأة وتركهم فى حيرة لا يجدون ما ينفقون وهم متأكدون أنهم ورثوا الملايين، وتعجبت كيف يفكر بعض الأزواج بهذه الطريقة؟ ولماذا لا يجعل الزوج زوجته هى الصندوق الأسود لأسراره وعلى رأسها الأمور المادية؟ فالعلاقة الزوجية تحتاج قدراً أكبر من الثقة المتبادلة من أجل استمرارها بنجاح، ومن أجل مصلحة الأبناء إذا رحل أحد الأبوين فجأة!